الحريري يزور الكويت لـ"لفلفة" قضية خلية العبدلي

  • 8/11/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

لبنان يأخذ الرسالة الاحتجاجية الكويتية على محمل الجدّ ويدرك أبعادها الخليجية بعد ثبوت تورط حزب الله في قضية خلية العبدلي.العرب  [نُشر في 2017/08/11، العدد: 10719، ص(1)]دول الخليج لن تسكت على سلبية التعاطي مع دور حزب الله بيروت - أكدت مصادر سياسية لبنانية رفيعة المستوى أن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري سيتوجّه السبت إلى الكويت لمعالجة ذيول قضية خليّة العبدلي المتورط فيها حزب الله. ولم تستبعد هذه المصادر أن يرافق وزير الداخلية نهاد المشنوق رئيس مجلس الوزراء اللبناني في هذه الزيارة التي تأتي إثر احتجاج رسمي وجهته وزارة الخارجية الكويتية إلى وزارة الخارجية اللبنانية في التاسع عشر من الشهر الماضي. وورد في رسالة الاحتجاج الكويتية أن “حكومة دولة الكويت تعتبر هذه التصرفات من قبل حزب الله اللبناني تهديدا لأمن البلاد واستقرارها وتدخلا خطيرا في الشأن الداخلي لدولة الكويت”. وقالت المصادر نفسها إن الحريري ما كان ليتحرّك شخصيا في اتجاه الكويت لولا إدراكه لمدى خطورة التحذير الكويتي الموجه إلى لبنان، خصوصا في ضوء ما ورد في رسالة الاحتجاج الكويتية التي استندت إلى حكم صادر عن محكمة التمييز الكويتية. ويؤكّد الحكم “مشاركة حزب الله اللبناني في التخابر وتنسيق الاجتماعات ودفع الأموال وتوفير وتقديم أسلحة وأجهزة اتصال والتدريب على استخدامها داخل الأراضي اللبنانية لما سمّي بخلية العبدلي للقيام بأعمال عدائية ضد دولة الكويت بقصد هدم النظم الأساسية بدولة الكويت بطرق غير مشروعة (…)”. وأوضحت أن ما يزيد في خطورة التحذير أنّ الموقف الكويتي الذي يؤكد "ضلوع" حزب الله في نشاطات خليّة العبدلي ارتدى في الأسابيع القليلة طابع الموقف الخليجي. واعتبرت المصادر أن لبنان يأخذ رسالة الاحتجاج الكويتية على محمل الجدّ ويرى فيها موقفا خليجيا منه بعدما شدّدت الكويت على كون حزب الله مشاركا في الحكومة اللبنانية، أي أنّ نشاطاته تلقى تغطية من الدولة اللبنانية على أرفع مستوى. وكشفت المصادر ذاتها أنّ الحريري مهّد لزيارته للكويت حيث يتوقّع أن يلتقي أمير الدولة الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بسلسلة من المواقف التي تؤكد أن لبنان يأخذ الرسالة الاحتجاجية الكويتية على محمل الجدّ ويدرك أبعادها الخليجية. ومن بين هذه المواقف كلام صدر عن الحريري في جلسة لمجلس الوزراء انعقدت الأسبوع الماضي أكّد فيه أن لبنان الرسمي يستنكر ما يقوم به حزب الله ونشاطاته في دول الخليج العربي. وذكرت أنّ ردود الفعل الكويتية التي تلقاها لبنان أخيرا تشير إلى نيّة الكويت المساعدة في لفلفة قضية خليّة العبدلي وذلك من موقع تفّهمها للضغوط التي يتعرّض لها لبنان. وفي أساس هذه الضغوط سلاح حزب الله وارتباطه المباشر بسياسة إيران في المنطقة. وقالت المصادر ذاتها إن لبنان يواجه وضعا صعبا في ظل عجز الحكومة اللبنانية عن الدخول في مواجهة مباشرة مع حزب مسلّح بات يهيمن على طائفة كبيرة فيه هي الطائفة الشيعية. وتأتي زيارة الحريري إلى الكويت لتخفّف من مخاوف اللبنانيين من أن يقود بطء التعاطي الرسمي مع مطالب الكويت بخصوص تورط حزب الله في قضية العبدلي إلى أزمة جديدة مع دول الخليج قد تتطور إلى حصار اقتصادي خليجي يزيد من تأزم وضع الاقتصاد اللبناني. ويبني اللبنانيون مخاوفهم من أن دول الخليج، التي تضع على رأس أولوياتها حاليا مواجهة الإرهاب، لن تسكت على سلبية لبنان في التعاطي مع دور حزب الله، وأنها قد تبادر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار الحكومة اللبنانية على التعاطي مع مطالب الكويت. ويرى متابعون للشأن اللبناني أن الكويت، وبقية دول الخليج، لا يمكن أن تقبل بأيّ مساع للتهوين من دور حزب الله في التآمر على الخليج، مشددين على أن الحزب يعترف بكونه تنظيما عابرا للدول ولا يخفي أنه جزء أساسي في الأجندة الإيرانية بالمنطقة، ومن ثمة لا أحد يقنع الخليجيين بأن الحزب بريء. وكان أمين عام حزب الله حسن نصرالله نفى أن يكون له أيّ دور في قضية خلية العبدلي، مبديا ثقته في أمير الكويت، لكن مراقبين كويتيين قالوا إن تصريحات نصرالله لا تعبر عن الحقيقة وأن تخصيص الشيخ صباح الأحمد بالمديح صار حيلة مكشوفة، ولن يمنع الإجراءات الكويتية ضد شبكات الاستقطاب وجمع الأموال التابعة للحزب. ونفى الأمين العام لحزب الله وجود أيّ “خلايا وأفراد وتشكيلات للحزب في الكويت”. وأكد نصرالله أن “حزب الله لم يحرّض الكويتيين على النظام، وهذا كلام مسخرة والاتهامات بذلك غير صحيحة، وأنا أشهد أمام الله على ذلك”، مضيفا “نحن دائما نحث على التعاون وعلى الوحدة في الكويت، ونحن نراهن ونقدر أبوة وحكمة أمير الكويت”.

مشاركة :