المملكة العربية السعودية تعتبر من أوائل دول العالم التي تشتهر بزراعة النخيل، وتشهد كل عام الكثير من المهرجانات ولاسيما مهرجان التمور في القصيم الذي يعتبر الأول على مستوى العالم الذي تقدم فيه أجود أنواع التمور والذي يعود بعد الله إلى الدعم الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين للمزارعين للاهتمام بزراعته، وهم القطاع الخاص المهتم بالزراعة الذين استفادوا من هذا الدعم وأنشأوا مزارع خاصة بزراعة النخيل يصل عدد أشجارها إلى مئات الألوف، وبالمقابل هناك جهود من أمانات المناطق والبلديات التابعة لها، حيث قامت بزراعة الآلاف من أشجار النخيل على الشوارع العامة والفرعية وفي الحدائق والمنتزهات الكبيرة، ومعظمها منتج وبكميات هائلة، ولكن للأسف لم يتم الاستفادة منها بالشكل المطلوب نتيجة للإهمال وعدم الاهتمام بها أثناء الحمل وبعد التلقيح فالترغيب بين عذوقها غير موجود مما يجعلها تتعرض للتلف، ويفترض أن يتم التقليل من هذه العذوق وتركيبها على جريد النخلة قبل أن يصل إلى مرحلة الرطب لتجنبها حالة الانكسار مما يجعل ثمرها ينمو بشكل جيد وهذا ما كان يتم التعامل به من قبل آبائنا الذين كانوا يمتهنون زراعة النخيل. أيضاً من الأشياء المهمة التي أهدف إليها من خلال هذه المقالة عدم الاهتمام بثمار النخيل الذي معظمه يجف ويتساقط وخصوصاً عندما تكون النخلة طويلة وعندما تكون صغيرة يتعرض إلى التخريب من قبل العمالة والمواطنين الذين لا يحسنون التعامل مع جني الرطب من النخلة، فلهذا أطالب المسئولين في وزارة الزراعة بالتنسيق مع أمانات المدن والبلديات الفرعية التابعة لها في المحافظة على أشجار النخيل التي تتزين بها شوارعنا وحدائقنا بدءاً من الأيام الأولى من زراعتها إلى أن تصبح أشجارا منتجة، كذلك الاستفادة من إنتاج هذه النخيل الهائل وجعله ضمن المساعدات الغذائية التي تقدم لفقراء العالم الإسلامي، ولا شك أن إقدام هذه الجهات المسئولة على ذلك سوف يقضي على مسببات الهدر الغذائي الذي لم يستفد منه بالشكل المطلوب. والله من وراء القصد..
مشاركة :