تزدان شوارعنا ومياديننا وباحات الجهات الحكومية بعدد كبير من النخيل المهمل، وهو ثروة مهدرة لا تجد من العناية سوى السقيا. وفي هذا الصدد يقول د. احمد بادويلان المتخصص في صناعة النشر لا توجد احصائية دقيقة بعدد اشجار النخيل في الشوارع، وان كانت هناك تقديرات مبدئية تشير الى انها قد تصل الى اكثر من مليون نخلة على مستوى المملكة، وهو رقم ليس بالسهل تجاهله بينما يبلغ اجمالي عدد النخيل في مزارع المملكة الى اكثر من اربعة وعشرين مليون نخلة ( بحسب المركز الوطني للنخيل والتمور ) وتتداول بين الحين والاخر بعض الافكار في كيفية العناية بهذه الثروة المهدرة وكيفية استثمارها بشكل جيد. ولعل من اكثر تلك الافكار جاذبية هي تسليمها لشركة زراعية كبرى متخصصة بالعناية بالنخيل واستثماره، تتولى العناية به طوال العام وتستفيد من عوائدها، فالنخيل يعطي بلا حدود، بل يكاد لا يرمى شيء من هذه الشجرة، الا ويستفاد منه، ويقترح مهتمون بالشأن الاجتماعي ان تخصص الشركة التي تمنح امتياز استثمار نخيل الشوارع نسبة من عوائدها للجمعيات والهيئات الخيرية تصرف في اوجه الخير المتعددة. ولعل المدافعين عن الثروة المائية، يعترضون على الاكثار من زراعة النخيل في الشوارع، وهذا لا يتفق مع حقيقة الامر الواقع اذ يؤكد المركز الوطني للنخيل والتمور ان ما يستهلكه النخيل من المياه، اقل بكثير مما تستهلكه الملاعب الرياضية والاستراحات، بل والكثير من الاشجار اذ يقدر متوسط ما تستهلكه النخلة من المياه في السنة حوالي خمسين مترا مكعبا فقط. ويمكن للشركة التي ستتولى العناية بالنخيل، ولا نقصد بالعناية هنا السقيا، ولكن العناية بمفهومها الشامل واستثمارها بافضل الوسائل والطرق، ولا تكتفي بانتظار موسم حصاد ثمرها فقط. وذكر عادل الصالح الرئيس التنفيذي لشركة الاحساء للتنمية، في معرض حديثه عن الاستفادة الصناعية من التمور ان هناك امكانية للاستفادة من التمور في الصناعات التحويلية المعتمدة عليها وامكانية قيام صناعات لانتاج مشتقات التمور المختلفة، مثل السوائل السكرية والخميرة والزيوت والكحول الطبية والصناعات المتعددة الاخرى، مثل حشو التمور باللوز وصناعة الدبس والاعلاف. الغريب في الامر ان المستثمرين في صناعة التمر لا يتجاوز فكرهم تعبئتها وتغليفها. ولعل ابرز انواع اشجار النخيل المزروعة في الشوارع، هي الرزيز والخلاص والصفري والسكري والصقعي ونبوت سيف والشيشي، وكلها يمكن الاستفادة منها في صناعات التمور التحويلية فهذه الثروة المهدرة والتي لا تجد العناية الكافية، يمكن ان تتحول الى ثروة يمكن الاستفادة منها لدعم الاقتصاد الوطني، وخلق فرص وظيفية ورافد جديد لدعم الجمعيات والهيئات الخيرية، اذا تم تخصيص نسبة من عوائد الشركة لها، وهناك مقترح بتحويل جميع اشجار الشوارع، الى نخيل فهي ثروة قومية لا يمكن تجاهلها متى ما احسن استغلالها بالشكل المطلوب.
مشاركة :