إذا لم تخف فاصنع ما شئت!!

  • 7/20/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

إسرائيل تستبيح الأرض، تقتل الأطفال، وتسفك الدم الحرام، تجوّع الأبرياء، تمنع عنهم الدواء والطعام والكهرباء، وتجعل من بلدهم سجنا كبيرا تحشرهم داخله، تفعل كل ذلك ثم تمد رأسها بكل وقاحة لتولول نائحة أن صواريخ حماس (التي لم تمس ولا حتى طرف ثوبها) تهدد أمنها، وتقلق نومها، وأنها تعيش في خطر كبير يحتم عليها الدفاع عن نفسها. حقا إنه إذا لم (تخف) فاصنع ما شئت!! إسرائيل تعيش نشوة الشعور بالأمن، ومن هذه النشوة تستمد وقاحتها، وتسلطها، وطغيانها، إسرائيل التي تدعي الرعب من خطر حماس على سلامتها ووجودها، هي في واقع الأمر تعيش في أمن كبير، أكبر مما كانت تتوقع أو تحلم بمثله من قبل، وهذا الأمن هو الذي يشجعها على العربدة بلا حدود. يقول المثل العربي القديم مستخفا بالمهاجم ومتباهيا بالشجاعة والقوة: (جاء شقيق عارضا رمحه، إن بني عمك فيهم رماح). فالقوة لا يصدها سوى قوة مثلها أو أكبر، وقديما قيل (لايفل الحديد إلا الحديد)، وهذا ما ينطبق على إسرائيل تماما، فإسرائيل لو علمت أن في أبناء عم الفلسطينيين رماحا، ما جرؤت على المجيء عارضة رمحها شامخة بأنفها!! لو أن إسرائيل توقعت أنها ستجد من يسقط طائراتها، أو يغير على مدنها فيمطرها بالقذائف كما تمطر بها غزة، ما كانت لتجرؤ على فعل شيء مما تفعله الآن، لكنها تدري أن الفضاء الرحب خال، ليس به أحد سواها بعد أن انشغل كل بنفسه وانكفأ على جراحه يلعقها، فصار حالها كقبرة كليب بن ربيعة التي خلا لها الجو فحق لها أن تبيض وتصفر كما تشاء، وبعد أن ذهب الصياد، ورفع الفخ، ماذا تحذر؟ وأي شيء تخاف؟ إنها لمأساة، وأي مأساة!! أن تكشر العدوانية عن أنيابها فتغتال براءة الطفولة، وتدنس طهر الإنسانية، وتدوس على العدالة، ثم لا يرى فعلها أحد!! ومأساة، وأي مأساة أن تبقى غزة مخذولة، وحيدة تجفف دمعها ودماءها في ليل أظلم تخلى فيه عنها كل أحد، بعد أن خطأها الجميع لتبرؤها من ذل يراد لها، أحرجت الجميع حين جاهرت برفع الرأس، فابتعد عنها كل أحد، ذنبها أنها لا تنحني. نيران إسرائيل المتوحشة كفوهة بركان ملتهب، تخفي وراءها حمما وحمما أكثر خبثا وإيذاء وإيلاما، وستظل تفترس الفلسطينيين لا يطفئها الماء، ولا تهدئها إدارة الخد الأيسر لها، وما لم يبعث من جديد (بنو عم شقيق)، فإنه لا أمل في سلام ولا إقرار عدالة، فأغصان الزيتون لا تنمو إلا في تربة من القوة وسقيا من الدم! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة

مشاركة :