شهدت محطة تحلية المياه بمحافظة خميس مشيط، تزاحمًا كبيرًا للمواطنين منذ مطلع الأسبوع الماضي، وذلك بسبب قلة المياه وعدم كفاية الصهاريج في مقابل الطلب المتزايد عليها من المستفيدين، حيث اكتظت المحطة بالمواطنين الباحثين عن الحصول على صهريج ماء، فيما كان هناك تواجد أمني لتنظيم حركة المراجعين والمحافظة على سلامتهم. ووقف العديد من المواطنين منذ الفجر أمام نوافذ الانتظار بالمحطة في انتظار الحصول على كرت يحوي رقم الترتيب، ومن ثم الانتظار لعدة ساعات للحصول على صهريج يكفي حاجة منزله، وطالب عدد منهم المسؤولين بحل عاجل لأزمة المياه، فيما اعتذرت مديرية المياه بمنطقة عسير عن التعليق على الأزمة. السوق السوداء: «المدينة» تواجدت في المحطة القريبة من معارض خميس مشيط أمس منذ الفجر، حيث أبدى عدد من المواطنين تذمرهم من شح المياه، مضيفين أنهم يعيشون أيامًا عصيبة بسبب ذلك، وأضافوا أن ما زاد الطين بلة هو تأخر توزيع صهاريج المياه على المستفيدين، وقد تصل فترة الانتظار إلى عدة ساعات داخل صالة المحطة، وقال بعضهم إنه لم يستطع في بعض المرات الحصول على صهريج وخرج من المحطة بخفي حنين، وأشاروا إلى ظهور السوق السوداء التي نشأت بسبب هذه الازمة حيث وصل سعر الصهريج فيها الى مائتين أوثلاث مائة ريال، ويضطر البعض للشراء تحت وظأة الحاجة للمياه. أمر لا يعقل: وفي البداية قال علي عسيري: إن ما يحدث لا يعقل وخصوصا أننا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك ومقبلون على عيد الفطر وتلح علينا الحاجة بالخروج ولو بصهريج ماء رغم أنه قد لا يفي بتلبية احتياجات المنزل خاصة مع استهلاك المياه بشكل أكبر من المعتاد هذه الأيام، وأضاف بأنه لم يكن يعلم عن السوق السوداء من قبل إلا عن طريق أحد السماسرة الشبان وكان يقف أمام شبابيك الانتظار للحصول على صهريج لعدة ساعات وسط الزحام الكبير التي تشهده المحطة، وأشار عسيري إلى أنه اضطر إلى الحصول على صهريج عن طريق السوق السوداء مقابل دفع ضعف السعر الفعلي للصهريج. دهشة من حجم المعاناة: أما سالم الشهراني فقد أبدى استياءه من تأخر الحصول على صهريج ماء لعدة ساعات، مشيرا إلى أنه يقف منذ الفجر فقط للحصول على كرت، ومن ثم الدخول في مرحلة الانتظار الطويل للحصول على صهريج، واصفا ما يحدث بالمهزلة، وأضاف أن الوضع مؤسف جدا، حيث أبدى استغرابه لما يحدث من الوقوف في الطوابير لفترات طويلة للحصول على المياه، وخصوصا في هذه الأيام، والتي يعلم الجميع مدى حاجة أي منزل خلالها إلى الماء، مطالبًا بإيجاد حل لهذه المشكلة. جهد ضائع: فيما أشار محمد عسيري إلى أنه على مدى يومين متتالين لم يستطع الحصول على صهريج من خلال نوافذ الانتظار بحجة أن رقمي قد مضى عليه الدور فلابد علي أن أبدأ من جديد وأحصل على رقم آخر، ومن ثم الانتظار مرة أخرى، وأضاف أن الأمر استدعى الحصول على صهريج ماء عن طريق السوق السوداء، وبسعر مضاعف بنسبة مئة بالمئة للسعر المعروف للصهريج، وأضاف عسيري: أعتقد أن هذا حل أفضل من الانتظار الطويل للحصول على كرت ومن ثم الانتظار ساعات اضافية للحصول على صهريج ماء قد لا أحصل عليه إلا مع نهاية اليوم، وهذا شيء لا يقبله عقل. تجار وسماسرة الأزمة: وفي السياق أضاف عبدالله الأسمري أن هنالك من يزاحمنا في طوابير الانتظار، وهم ليسوا بحاجة للماء، مشيرا إلى أنهم سماسرة الصهاريج، حيث تجدهم وبأعداد ليست بالقليلة يزاحمون المستفيدين على الحصول على صهاريج الماء فقط لبيعها بالسوق السوداء بضعف السعر، وهذا شيء مخجل وأضاف الأسمري: تجد بالمقابل من يقبل على هذه السوق فقط للخروج من هذه الأزمة واستيفاء احتياجات أسرته التي تنتظره في المنزل، مما يكبدنا نحن المستفيدين طول الانتظار وتواصل عناء الحصول على صهريج، إضافة إلى إجبارنا للانسياق إلى هؤلاء السماسرة. أما معيض الشهري فقال إن سبب ما يحدث في محطات المياه من تكدس المستفيدين، إضافة إلى وصول التزاحم لذروته هو قلة عدد الصهاريج مقابل زيادة الطلب من المستفيدين، إضافة إلى بعض السماسرة الذين وجدوا هذه الأزمة فرصة لهم للمتاجرة في صهاريج المياه مقابل الحصول على قيمة أعلى من المستفيد بالضعف ويصل السعر أحيانا إلى ضعفين، وطالب معيض إدارة المياه بإيجاد حل لهذه المشكلة من خلال تخفيف الضغط المتزايد على صهاريج المياه وتشغيل الشبكات الأخرى مساندة للمحطات، التي تعمل حاليا والقضاء بأي طريقة على هؤلاء السماسرة الذين لما يكتفوا بحصد ما في جيوب المستفيدين، بل يزاحمونهم كذلك في طوابير الانتظار. المزيد من الصور :
مشاركة :