جدة- مشاعل الرويلي عقلية متميزة ؛ تفوقت علمياً منذ الصغر ، وورثت حب التجارة بالفطرة لمولدها ونشأتها في بيت تجاري عريق ، لذلك لم يكن غريباً أن تتخرج “نادية باعشن” من جامعة الملك عبدالعزيز، وتحصل على درجة البكالوريوس من كلية الاقتصاد والإدارة, وتواصل مسيرتها العلمية بنيل الماجستير والدكتوراه في إدارة الأعمال من كلية الاقتصاد والإدارة بجامعة اريزونا في أمريكا, وبالتالي حازت على شهادة مزاولة المهنة في تنمية الموارد البشرية, وتعينت عميدة لشطر الطالبات في كلية الاقتصاد والإدارة ودلفت إلى كواليس العمل التجاري ؛ حين رافقت أعضاء غرفة التجارة في جدة برئاسة الشيخ اسماعيل أبو داوود إلى مكتب الأمير نايف بن عبدالعزيز (طيب الله ثراه) ، مستشارة غير متفرغة في الغرفة التجارية، فكانت المرأة الوحيدة ضمن الوفود كلها حينذاك، وانتهت الزيارة بمردود رائع، وفتحت “باعشن” آفاقاً واسعة للمرأة في مجالات العمل التجاري. ولأنها تؤمن بالدور الاجتماعي والخيري لرأس المال؛ أسست الدكتورة باعشن مكتب المسؤولية الاجتماعية في إحدى شركات المملكة الرائدة. • محطات مهمة – المحطة الأولى؛ كانت ذهابها للبعثة بعد درجة البكالوريوس ، وتحولها إلى طالبة مغتربة تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة في اتخاذ القرار، عاشت مرحلة الاعتماد على الذات والتكيف مع المجتمع الجديد؛ طورت نفسها بنفسها وامتلكت مهارات متنوعة، وحازت ثقة كبيرة لتعيش وتبدع. – المحطة الثانية كانت تعلمها التواضع والإيمان العميق بقبول القدر؛ عندما أصيبت والدتها بمرض الزهايمر؛ شعرت بأن وهج الحياة الذي أخذها لا يساوي شيئاً أمام عظمة الخالق وقدرته. – المحطة الثالثة ؛ سعت جاهدة لترسيخ مكانة المرأة السعودية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ؛ فأسست مركز السيدة خديجة بنت خويلد لخدمة سيدات الأعمال ، وألحقته بفرع نسائي للتدريب والتعليم التقني والفني ,وبذلك ساهمت في غرس أولى خطوات المرأة السعودية في الغرف التجارية والاقتصادية في المملكة, بالإضافة لتأسيسها كليات أكاديمية عدة لتعليم وتنمية مهارات السعوديات. – الإرادة الصلبة القاسم المشترك في كل نشاطات وأعمال باعشن الإرادة الصلبة والحزم الأكيد ، منذ أحلامها الاولى كانت تحقق ما تريده , مشوارها حافل بالعمل الأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي, تقلدت العديد من المناصب التعليمية والإدارية, وشاركت في الكثير من العضويات والمجالس ولجان الخدمات؛ من كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة المؤسس ، إلى العمل في إحدى الجامعات الأهلية المختصة بالأعمال والتكنولوجيا ، امتد دورها الاكاديمي نفسه, لأيمانها بأن المستقبل لا يجدي نفعا بدون تعليم المرأة ، وأن تعزيز الروافد التعليمية في القطاع الخاص الى جانب القطاع الحكومي له أهمية قصوى, وضعت بصمتها ما بين هذا وذاك. ومن خلال حصولها على ماجستير التخطيط الاستراتيجي وتنمية الموارد البشرية ، أصبحت ملمة بالخطوات التعليمية, لان حياتها العملية قائمة على خطط مبرمجة، لها أهداف ومقاييس ومعايير. • فضل الأمير نايف بالتشجيع من سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز، دخلت إلى عالم التدريب بكل إمكانياته ، بعدما كان مقتصراً في آخر الثمانينات على اللغة الانكليزية والحاسب الآلي للمرأة، فعملت على تدريب المرأة في كل المجالات وإعادة تأهيل مخرجات التعليم، وفتحت أمامها- المرأة السعودية- آفاقاً واسعة للتدريب في كل المجالات من الإدارة المالية إلى التحليل المالي والإدارة المصرفية والمحاسبة والاستثمار وإدارة المشاريع، ودخلت مع المعاهد النسائية الأخرى تحت مظلة الغرفة التجارية، وبدأت عملية التدريب تؤتي ثمارها، حتى وصلت بها الجرأة بالتنسيق مع سيدات الأعمال إلى المطالبة بسحب مظلة تطوير مهارات المرأة السعودية من الرئاسة العامة لتعليم البنات إلى المؤسسة العامة للتدريب المهني، وقدّمت شهادات تدريب في كل المجالات العلمية والتقنية والمالية والفنية والأسرية والقطاعات السياحية والتصميم للمرأة. ولم تتوقف مسيرة عطاء “نادية باعشن” ، حيث تباشر الآن عملها الاكاديمي عميدة لشطر طالبات إحدى الكليات العالمية في جدة.
مشاركة :