أيهما الأفضل التعيين أم الانتخاب في مؤسسات الطوافة ؟ أحمد صالح حلبي حينما برزت فكرة مؤسسات الطوافة وأنشئت مؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا ـ هكذا كان مسماها ـ عام 1402 هـ تم تعيين رئيس وأعضاء مجلس الإدارة من قبل وزارة الحج (والأوقاف) ـ وفقا لمسماها القديم ـ ، وظل هذا النظام هو السائد في كافة المؤسسات التي أنشئت لاحقا ، إذ اعتبرت الوزارة حينها أن تعيين رئيس وأعضاء مجالس الإدارات هو الأفضل من وجهة نظرها . غير أن استمرارية تطبيقه لم تدم طويلا إذ أصدر معالي السيد / إياد أمين مدني ـ وزير الحج الأسبق ـ قراراً تضمن تعديل المادتين الأولى والثانية من اللائحة التنظيمية والإدارية لواجبات ومسؤوليات مجالس إدارات مؤسسات الطوافة الأهلية الست ومكتب الزمازمة ـ التي صدرت في عهد وزير الحج ـ الأسبق ـ معالي الدكتور محمود بن محمد سفر ـ بحيث تمكن بعد تعديلها كافة منسوبي مؤسسات أرباب الطوائف ( المطوفون ـ الوكلاء ـ الادلاء ـ الزمازمة ) من حقهم في اختيار أعضاء مجالس إدارات مؤسساتهم بنسبة الثلثين ويتم تعيين الثلث من قبل الوزارة . كما تضمن التعديل أحقية منسوبي المؤسسات حضور اجتماعات الجمعية العمومية لمناقشة الميزانيات التقديرية والفعلية كل عام ، وبهذا التعديل تمكن أرباب الطوائف خاصة المطوفين منهم من التعرف عما يدور داخل أروقة مؤسساتهم . ورغم صدور لائحة تنظيمية للانتخابات لكنها لم تستمر طويلا إذ شهدت عدة تعديلات وتغييرات في موادها الأصلية والفرعية كلما قدم وزير جديد للوزارة ، وقبل فترة ليست بالقصيرة نشر تصريح لوكيل وزارة الحج تحدث فيه عن قرب صدور لائحة تنظيمية جديدة للانتخابات ستكون دائمة ومستمرة ! وما يعنينا هنا ليس اللائحة ومدى استمراريتها أو تعديلها مع قدوم وزير جديد للوزارة ، لكني أقول أن الوزارة حينما بدأت في طرح فكرة إجراء تعديلات على لائحة الانتخابات ، استخدمت أسلوب الديمقراطية ـ اللذيذة ـ فاستعانت ببعض الأسماء التي تستطيع التأثير عليها ، لتعبئة استبيان قيل أنه يستهدف التعرف على آراء منسوبي المؤسسات في العملية الانتخابية ! وكانت الأسماء كما يقال عشوائية ، والعشوائية عادة تأتي للمقربين ، فيما استبعدت أسماء من مارسوا العمل سنوات طوال ! وبعيدا عما دار ويدور داخل أروقة وزارة الحج حول لائحة الإنتخابات الجديدة المزمع صدورها ، فان السؤال الذي يتداوله الكثيرون هو هل التعيين أو الانتخاب أفضل في مؤسسات الطوافة ؟ . من وجهة نظري الخاصة أرى أن التعيين في السابق كان أفضل بكثير من الانتخابات الحالية ، لأن من كان يأتي لعضوية مجلس الإدارة سواء كان رئيسا أو عضوا إنما يعمل لصالح الطرفين الحاج والمطوف ، في حين أننا حاليا أصبحنا نرى أن البعض ممن يأتون لرئاسة أو عضوية مجلس الإدارة إنما هدفهم العمل على تصفية الحسابات مع من نافسوهم في الإنتخابات أو لم يرشحوهم . وفي السابق كان رئيس المؤسسة وأعضاء مجلس الإدارة ينظرون للمطوفين على حد سواء ، لا يجاملوا هذا على حساب ذاك ، ولا يعطروا هذا وينبذوا ذاك ، وكان الجميع يحصل على حقه الأدبي قبل المادي . ولم يكن رئيس المؤسسة والأعضاء حينها يتقاضون أية مبالغ مالية لقاء حضورهم اليومي على مدار العام ، إلا أنهم كانوا متواجدين بشكل مستمر ، إحساسا منهم بالمسؤولية التي يحملونها . أما في نظام الانتخابات فالشواهد العكسية كثيرة ، فكل قائمة فازت بالانتخابات سعت لمنح داعميها ومنتخبيها حقوقا تفوق حقوقهم القانونية ، وكلما تحدث مطوف عن مخالفة مرتكبة قالوا مشاغب !!!!!!! والأكثر حيرة أن أحد أعضاء مؤسسات الطوافة والذي نصب نفسه طبيبا نفسيا شخص حالة أحد المطوفين الذي اختلف معه في وجهة نظر بالجنون !!! فهل تستطيع وزارة الحج بصلاحياتها أن تمنح هذا المطوف حقه الأدبي ؟ وتؤكد قدرتها على منح الجميع حقوقهم الأدبية ؟ أم نقول بأن رئيس وعضو مجلس الإدارة محصن لا يمكن المساس به ؟ إن ما نحتاجه ليس تعيين أو انتخاب بل البحث عن الكوادر المؤهلة فعليا للعمل ، لا أن يؤتى بمن يدعون قدرتهم على خلق أجواء عملية مناسبة للجميع ، وتوفير خدمات راقية للحجاج ، وهم في حقيقة أمرهم إنما يستهدفون البقاء داخل عضوية مجلس الإدارة سنوات متتالية وعقودا متتابعة .
مشاركة :