إن القدرة على التأثير الإيجابي في سلوك الأفراد، وتعزيز نشاطاتهم داخل العمل، وتحفيزهم؛ من أجل إتمام المهام الموكلة إليهم بطريقة احترافية، تتطلب مهارات خاصة، وهنا؛ يجب أن نطرح سؤالاً مهمًا وهو: أيهما أهم؛ القائد أم المدير للمؤسسات والشركات؟القائد أم المدير يُعتبر الاختيار بين مهارات القائد وصرامة المدير بمثابة وضع أسس جديدة للشركات، والمؤسسات التي تبحث عن التطوير، والمنافسة بجدية في السوق، فضلًا عن الاهتمام ببقاء الموظفين، وتحقيق الأهداف المنشودة. يمكن تعريف القيادة بأنها توظيف القدرات والمهارات المختلقة؛ لتسخيرها وفقًا لأسلوب لائق، يتأثر به الموظفون والعاملون بالشركات، والتي تمكنهم من السير بالاتجاه الصحيح، وتنسيق العمل فيما بينهم. يتمتع القائدة بعدد من المميزات التي تشمل القوة في اتخاذ القرارات التي تسيطر على المؤسسة، كما يعلم جيدًا مفاتيح التعامل مع الآخرين، وإنزال العقاب بالمقصرين، ومنح الحوافز والمكافآت للناجحين.قوة القائد يستمد القائد قوته القانونية من السلطة التي يتمتع بها، وهو الأمر الذي يجعله يتعامل وفقًا لسلوكيات محددة، وفي حالة عدم خضوعه لسلطة قانونية؛ فإنه يستمد قوته من مفاهيمه الشخصية؛ حيث يمتلك فنًا في الإدارة لا يعلمه غيره، ويجدد من مهاراته في التعاون مع فريق العمل؛ ما يؤثر عليهم بطريقة إيجابية، ويحفزهم لأداء المهام المطلوبة منهم بكفاءة عالية. يتمتع القائد بـ “كاريزما” قوية لا يمكن إنكارها؛ حيث يستطيع التقرب من مرؤوسيه، والتعرف إليهم جيدًا، ومن ثم؛ توجيههم إلى الصواب، والطرق الصحيحة في إنجاز العمل، إضافة إلى معرفة شكاويهم، والقضاء عليها في فترة قياسية. وتلعب القيادة دورًا مهمًا في الوصل بين أهداف المؤسسة والعاملين بها؛ حيث تسخر مجهوداتهم للمصلحة العامة، وتضبط المشكلات، والمخاطر التي قد تطرأ على العمل، كما تسعى للتركيز على تنمية قدرات الموظفين باستمرار، وتقديم الدعم الكامل لهم. الإدارة السليمة على الجانب الآخر؛ فإننا نجد الإدارة التي تعتبر فرعًا من فروع العلوم الاجتماعية قديمة النشأة، والتي تمر بالعديد من المراحل بداية من التخطيط، والتنظيم، مرورًا بالتنسيق، والتوجيه، وصولاً إلى الرقابة. ويتم توظيف عمليات الإدارة؛ لإحكام السيطرة على الموارد المادية والبشرية، وتوظيفها بالشكل المطلوب؛ للوصول إلى أفضل نتائج ممكنة، وتحقيق الأهداف التي يتم وضعها مسبقًا. إن الإدارة تعتبر نشاطًا إنسانيًا يُمارس في المؤسسات؛ إذ تترك أثرًا كبيرًا في نفوس الموظفين في حالة عدم مراعاة الأمور الحياتية، والظروف الشخصية؛ فالمدير غليظ القلب، يختلف تمامًا عن المدير الصارم الذي يستطيع اتخاذ القرارات الحاسمة. يمكن تصنيف مستويات الإدارة في أي مؤسسة إلى 3 مستويات رئيسة؛ وهي: الإدارة العليا، الإدارة الوسطى، والإدارة التنفيذية، لكن يجب العلم بأن كل قائد مدير، وليس العكس. فالكثير من المديرين لا يُعتبرون قادة ناجحين؛ حيث يفشلون في تحقيق أهداف المؤسسات، ولا يستطيعون التعامل مع الموظفين بطريقة سليمة، وهنا يجب الرد على السؤال الذي يبحث أهمية القائد أو المدير لسير العمل. وتأتي الإجابة _بكل بساطة_ في أن القائد سيعمل على قيادة المؤسسة نحو نجاحات متعددة، في ظل تعامل صحي مع الموظفين، أما المدير الناجح فيجب أن يكون قائدًا، وإلا فإن المؤسسة ستنهار بسبب آرائه وسلوكياته الخاطئة. اقرأ أيضًا: 8 خطوات لتطوير بيئة العمل
مشاركة :