انتهى عصر الأعذار

  • 8/17/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في الماضي كان من السهل على الإنسان أن يجد بعض الأعذار ليقدمها للآخرين عندما يقصر في أمر ما أما اليوم فقد أصبحنا نعيش في عالم مختلف يقدم لنا كل يوم مفاجأة تساهم في ردم الفجوات وتيسير الأمور الصعبة وحل المشاكل المعقدة ولئن كانت صفة العصر في السابق هي التغيير المستمر فإن صفته اليوم هو الغاء الأعذار بل وتحقيق المستحيل في بعض الأحيان.يقول الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلمة شهيرة له (لا مكان لكلمة مستحيل في قاموس القيادة ومهما كانت الصعوبات كبيرة فإن الإيمان والعزيمة والإصرار كفيلة بالتغلب عليها) وهذا في المقابل يعني إلغاء الأعذار بمختلف أنواعها وتوفير الحلول وتقديم البدائل والخيارات المتنوعة لتحقيق المستهدفات، فبالهمة والإخلاص والجدية والإصرار تحل كافة المعوقات ويتم تجاوز العقبات، والأدلة والشواهد على هذا الأمر كثيرة ومتعددة سواء على المستوى الفردي أو على مستوى المؤسسات والشركات والجهات الحكومية.قوائم الأعذار التي كان البعض يحتفظ بها ليستخدمها بين فترة وأخرى لم تعد ذات قيمة فالتجارب الناجحة من حولنا في تزايد يومًا بعد يوم، ومن كان يقول مستحيل على القيام ببعض الخطوات أو إنجاز بعض المشاريع هاهو يراها أمامه واقعًا ملموسًا، فلم يعد هناك مجالاً للأعذار التي تساهم في التثبيط والإحباط وتقليل حماس الآخرين وقلة الإنجاز، فكما أن العوائق موجودة فإن الحلول موجودة أيضًا لمن يريد أن يجد حلاً ولا توجد مشكلة بدون حل.للنجاح أنواع مختلفة منها ماهو نجاح سهل وميسر ومنها ماهو نجاح صعب يبهر الآخرين ويشعر القائمون عليه بقيمته ولا تكاد تجده يتكرر، ولا يأتي مثل هذا النجاح إلا من خلال قيادة آمنت بأن لا مكان للأعذار واستطاعت أن تخرج أفضل ما لدى فريق العمل ليتغلب على الصعوبات ويوجد الحلول ويبدع في الإنجاز، ومثل هذه القيادة تجد لديها مخزون كبير من الإصرار والتجديد والصبر يساعدها لأن تسبق غيرها في تحقيق إنجازات فريدة من نوعها، بل أنها أحيانًا تستمتع بوجود المعوقات والصعوبات لتبدع في تقديم الحلول المختلفة لإكمال العمل، فهي تعمل اليوم لتحقيق حلم المستقبل وتبقى دائمًا متقدمة على الآخرين لأنها تؤمن أنها تعيش في عصر لا يعرف معنى للأعذار.

مشاركة :