كثف الجيش اللبناني خلال الساعات الماضية، تحضيراته للمعركة التي ينوي خوضها من أجل طرد مسلحي تنظيم «داعش» من جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع الحدودية، فاسترجع السيطرة على تلال في منطقة ضهر الخنزير برأس بعلبك، بعد قصف عنيف استهدف خلاله ليل أول من أمس وفجر أمس مواقع مسلحي التنظيم في خربة داوود وجرود الفاكهة فدمر بعض تحصيناتهم. وأفادت أنباء من البقاع بأن إصابات وقعت في صفوف المسلحين. وقال مصدر عسكري لـ «الحياة» أن استعادة التلال التي تقدم نحوها الجيش وسيطر عليها هي من المواقع التي كان مسلحو «داعش» يتمركزون فيها سابقاً وتركوها قبل مدة، مشيراً إلى أن وحداته سيطرت عليها من دون قتال بهدف السيطرة على المواقع الاستراتيجية التي تتيح للجيش المرونة في الحركة خلال معركته القريبة مع التنظيم لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع. وهي على تخوم المنطقة التي ستدور فيها هذه المعركة. وكان الإعلام الحربي التابع لـ «حزب الله» الذي ينوي خوض المعركة من الجهة السورية بالاشتراك مع الجيش السوري، أشار بعد الظهر إلى «سلسلة من الغارات الجوية السورية ضد مسلحي داعش في مرتفعَي الحشيشات وأبو حديج بجرد الجراجير في القلمون الغربي بريف دمشق، واشتعال النيران في منطقتي الاستهداف، كما رُصدت تحركات لأفراد التنظيم في المرتفعين وتم التعامل معها بقذائف المدفعية». وفيما صنف المصدر العسكري اللبناني اشتداد القصف وتقدم الجيش نحو بعض المواقع في سياق التمهيد للهجوم الوشيك، نفى بدء الهجوم على مواقع «داعش»، مؤكداً أن بداية المعركة سيعلَن عنها إعلامياً. وكانت زيارة قائد الجيش العماد جوزيف عون مناطق انتشار الجيش في رأس بعلبك ليل أول من أمس، أطلقت تكهنات بأن معركة الجيش مع «داعش» لطرد مسلحيه من الأرض اللبنانية بدأت، إلا أن المصدر العسكري نفى ذلك. من جهة أخرى، انتقل إلى دمشق أمس وزيرا الصناعة حسين الحاج حسن (حزب الله) والزراعة غازي زعيتر (حركة أمل) تلبية لدعوة سورية للمشاركة في افتتاح معرض دمشق، في ظل خلاف داخل الحكومة اللبنانية حول التواصل مع الحكومة السورية. وسبق انتقالهما إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري خلال حضوره والوزراء جلسة للبرلمان ظهر أمس، رداً على سؤال صحافي، أن الوزيرين «لا يتوجهان إلى سورية بصفة رسمية»، وأن «هذه المسألة لن تؤدي إلى استقالات من الحكومة». وينتظر أن يزور اليوم وزير الأشغال يوسف فنيانوس (تيار المردة) دمشق للغرض ذاته. وقال الحاج حسن عند وصوله معبر جديدة يابوس البري: «ستكون لنا لقاءات مع عدد من المسؤولين السوريين، وسنهنئ الشعب والجيش في سورية على الانتصارات التي تحققت على الإرهاب«، مؤكداً أن «العلاقات التاريخية السورية- اللبنانية هي مصالح عميقة، ولنا كلبنانيين كل المصلحة في استمرارها». أما زعيتر فقال: «حق لكل وزير أن يزور الدولة التي يريدها، ومجلس الوزراء يعلن لاحقاً موقفه»، وأكد أن «زيارتي رسمية، وهي بتوجيه من رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي أنتمي إلى حركته».
مشاركة :