نعى فنانون ومثقفون وسياسيون معارضون، أمس، الفنانة السورية فدوى سليمان، التي توفيت أمس في العاصمة الفرنسية، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال عن عمر يناهز 47 عاما. ونقلت مصادر إعلامية، أن الراحلة كانت قد نقلت إلى أحد مشافي باريس قبل أيام بعد تدهور حالتها الصحية.ولدت فدوى سليمان في حلب عام 1970، وهي خريجة من المعهد العالي للفنون المسرحية، وظهرت في أفلام وأعمال مسرحية، كما كان لها مساهمات مميزة في الأعمال التلفزيونية المدبلجة، غير أن دورها الأبرز برز مع انطلاق الثورة السورية في مارس (آذار) 2011 عندما انضمت مبكرا إلى المظاهرات السلمية في حي البياضة في مدينة حمص التي عرفت بأنها «عاصمة الثورة»، حيث صدح صوت الفنانة بالأغاني الوطنية، بالمشاركة مع عبد الباسط الساروت، حارس مرمى منتخب سوريا، لتمنح مشاركتها هذه الحراك الثوري السلمي، سمة سورية عامة؛ كونها من الطائفة العلوية. ومن تصريحاتها في هذا المجال، قولها إن «الشعب السوري ليس طائفيا، بل النظام هو الديكتاتوري والطائفي».غير أن هذه المشاركة والوقوف مع مطالبات السوريين بالعدالة والكرامة، عرّضتها للملاحقة الأمنية، وسط تهديدات وضغوط طالتها وأسرتها. فلجأت إلى الأردن ومنها خرجت إلى فرنسا عام 2012.نسقت سليمان مع «دار الفنانين»، التي أسستها فرنسا لشريحة من السوريين، لدعمهم في بناء مشاريعهم الفنية والإبداعية.شاركت قبل وفاتها بأعمال مسرحية، أبرزها «العبور»، التي جابت بها مجموعة من المدن الفرنسية، كما نشرت دواوين شعرية، أبرزها «كلما بلغ القمر» و«العتمة المبهرة».نعى «الائتلاف السوري» المعارض الفنانة الراحلة التي عرفت بتسمية «أيقونة الثورة»، أمس، في بيان، كما نعاها عدد من الشخصيات السورية المعروفة، وتفاعل جمهور واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر وفاتها، ليتضح أن انسحابها من الحياة العامة في السنوات الأخيرة، لم يبعدها عن اهتمام السوريين بها.
مشاركة :