الإطار الاجتماعي في قصص الكاتبة تضمن قضية الذكورة والأنوثة بما تشمله من توضيح موقف المرأة من الرجل، والكشف عن موقف الرجل من المرأة، وما يعتري هذه العلاقة من صراعات بين الطرفين، وقد اهتمت الكاتبة بقضايا المرأة وأولتها عناية خاصة، إذ سلّطت الضوء على قضايا مهمة تعاني المرأة منها؛ سواء كانت علاقتها مع الرجل أو مع المجتمع، فخاضت في قضية العنف، والوحدة والعزلة والتقاليد المهيمنة، والفقر، مع الكشف عما يمور في نفس المرأة تجاه هذا الظلم الواقع عليها. أما الإطار الفلسفي، فقد تضمن الحديث عن جدلية الحياة والموت وموقف الإنسان من هذه القضية، وكشف أيضاً عن أسئلة الوجود التي تعتري الإنسان ومحاولته البحث عن إجابتها، وناقشت الكاتبة كذلك موضوع الاغتراب من خلال الغوص في أعماق الإنسان وفهم طبيعته ونظرته إلى الأمور وعلاقته بالمجتمع الخارجي. وأشارت ليديا راشد إلى غياب موضوعات مهمة عن قصص النمري مثل المواضيع السياسية والوطنية، فلم تصرِّح الكاتبة بهذه الموضوعات، إنما يستطيع القارئ تأويل نص ما عدة تأويلات قد تحوي أحياناً تأويلاً سياسياً أو وطنياً، لكنها، فيما أرى، لم تضمِّن مجموعاتها قصصاً تتحدث عن السياسة أو الوطن بشكل خاص، فتقول في مقابلة شخصية معها: "لي في كل هذه المواضيع، وليس لي شيء منها حسب الطريقة التي ينظر القارئ من خلالها إلى النص، فأنا لا أورّط كلمتي في كتابات قد تحتمل تقييم الصواب أو الخطأ.. وقد تغيّر الأيام مصداقيتها، ببساطة أنا أكتب وأرسم الروح الخالدة الثابتة التي تراقب من عليائها دوران الزمان وتقلّب الموازين وتأرجحها وموت الأفكار لأجل انبعاثها من جديد". خصّصتُ الناقدة فصلا للحديث عن البناء الفني في قصص الكاتبة لما له من دورٍ بارزٍ في إيصال هدف القصة المنشود من خلال تضافر عناصر القصة جميعاً، سعت في هذا الفصل إلى الكشف عن عناصر البناء الفني التي ظهرت في الإنتاج القصصي للنمري، وتوضيحها، وإبراز خصوصية بعض العناصر في إيصال موضوع القصة، معرِّفة بكل عنصر من العناصر الفنية وموضِّحة لطبيعة ظهوره في القصص من خلال نماذج تطبيقية من قصص الكاتبة القصيرة والقصيرة جداً. وعرضت في نهاية الفصل لعلاقة الرسم بالأدب من خلال تبيان الوشائج بين النص السردي واللوحة الفنية التي عمدت الكاتبة إلى وضعها بجانب بعض القصص القصيرة والقصيرة جداً، من خلال الكشف عن شخصية الرسّامة بسمة النمري مقابل شخصيتها القاصّة، وكيف تجلّى الإبداع لديها من خلال جمع فنَّيْن في كتاب واحد. محمد الحمامصي
مشاركة :