سيف الشحي: الموروث الإماراتي يواكب العصر

  • 8/19/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أطلق المواطن سيف الشحي من رأس الخيمة، مشروعه ذا الطابع التراثي تيمّناً بجملة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، (اللي ماله أول ماله تالي)، في تنسيقه لباقات الورد والأزهار للحفاظ على الموروث الشعبي للإمارات، ونقله للأجيال المقبلة، وتقديمه بصورة حضارية تواكب العصر الحديث، حيث أدخل السرود والخوص الملون والمكبة بجميع أنواعها، بالإضافة الى المهفة وأشكالها، في تنسيقه للهدايا في مختلف المناسبات الشخصية والوطنية. السرود يُستخرج من سعف النخيل، وهو عبارة عن حصيرة مستديرة الشكل أو مستطيلة، تكون عادة مزخرفة بأشكال جميلة وألوان متعددة، وعادة ما تجتمع الأسرة حول السرود، لتناول الطعام ويجتمع معها الضيوف كذلك، حيث ثمة مكان للرجال وآخر للنساء وحدهن. وتكون للضيف عادة الصدارة. المكبّة هو غطاء هرمي يصنع من نوع خاص من خوص النخيل تغطى به «الفوالة»، أو صينية الطعام لحفظه من الحشرات، يؤخذ خوص النخيل الذي تصنع منه المكبّة من أعلى النخلة المسمى بالقلب، ثم يصبغ الخوص بألوان عدة، ويقطع إلى شرائح دقيقة ويشرع بالتصنيع بخوصة خضراء تسمى «العقمة»، تشكل قمة المكبّة، ثم ينطلق التجديل منها بشكل حلزوني هرمي. وقال الشحي لـ«الإمارات اليوم» إنه دمج الطابع التراثي الأصيل بهوايته تنسيق باقات الورد والأزهار وسلات الفواكه للأهل والأصدقاء في جميع مناسباتهم، الذين كانوا يستعينون به عند الحاجة الى باقات الورد. بدأ الشحي تنفيذ الفكرة عندما نصحه أحد أصدقائه المقربين إليه، في توسعة الفكرة بهدف استفادة أهالي المنطقة من إبداعاته وتنميتها من خلال فتح مشروع صغير (محل)، والتوسع في تقديم باقات الورد بمختلف أنواعها واستغلال هذه الموهبة، وأضاف «لقد صممتُ على النجاح وقهر المعوقات، وعلى الرغم من أني لست متفرغاً، إذ أعمل في إحدى الجهات الحكومية، إلا أنني افتتحت محلاً تجارياً تحت اسم (برستيج للزهور)، ليصبح خلال سنة واحدة اسماً جاذباً». وتمكن الشحي من افتتاح محله في يوم العلم الإماراتي الذي يصادف الثالث من نوفمبر من كل عام، لكي يكون تاريخاً مميزاً له، رغم الصعوبة في الحصول على موقع استراتيجي للمحل، وتوفير المتخصصين في تنسيق الزهور من الجنسية الفلبينية، والتواصل مع شركات توصيل الطلبات في مختلف إمارات الدولة، حيث يقع بمنطقة الرمس في رأس الخيمة. وأوضح الشحي أنه يعمل في الفترة الصباحية بإحدى الجهات الحكومية، وعند انتهاء فترة عمله يذهب ليباشر مشروعه بيده من دون الاعتماد الكلي على المصممين المختصين في المحل من أجل نجاح المشروع. موضحاً أنه يملك موهبة في تصميم وتنسيق باقات الورد والهدايا منذ صغره، ويمزج الحاضر بالماضي ليظهر تنسيقاً عصرياً وحديثاً، إضافة إلى فهمه لغة الورد بأنواعه وأشكاله من مختلف دول العالم، حيث في بدايته أنشأ حساباً خاصاً للمحل عبر موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، يضع به كل تصميم يقوم في عمله، ويشاركه الزبائن في آرائهم وأفكارهم المختلفة. وتابع الشحي: «محلي يتميز بتصميمه الفريد، وقمتُ بتصميم تمثال بشكل مصغر مشابه لبرج خليفة، ووضعته في منتصف المحل، ليراه كل من يدخل المحل، ووضعتُ فيه إضاءة ملونة، وعند تشغيلها يرتسم علم دولة الإمارات على شكل البرج، بالإضافة الى تبنّي شعار (نحن أسعد شعب)، والسعي دائماً إلى زرع الابتسامة على وجه زبائني». وأشار الشحي إلى أنه تمكن خلال الأسبوع الأول من افتتاح المحل من المشاركة في اللجنة العليا لاحتفالات اليوم الوطني الـ45، ويوم الشهيد، وأسبوع النزيل الخليجي، من خلال وجوده في القرية التراثية في رأس الخيمة، وبالإضافة إلى أنه شارك أيضاً في يوم السعادة العالمي، من خلال توزيع الورد الأصفر على بعض المستشفيات الحكومية والخاصة في إمارة رأس الخيمة، والقطاعات الخاصة، مثل البنوك، والمشاركة أيضاً في يوم مكافحة المخدرات العالمي مع القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة. وأضاف الشحي «أودّ في هذا العام أن نطلق مبادرة تحمل شعار (الإمارات أسعد شعب)، في عيد الاتحاد الـ46، لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال تقديم 46 هدية قيّمة، لمختلف المناسبات، للمشاركة في رسم البسمة وإسعاد جميع الزبائن المواطنين والمقيمين داخل الدولة من مختلف الجنسيات والأعمار». وتابع: «انشغلتُ كثيراً في بداية افتتاح المحل في تدريب العاملين على جودة العمل، وكيفية ادخال الطابع القديم بفن تنسيق الورد والأزهار بطريقة مبتكرة، إذ إنني كنت أشرف وأتابع العمل بنفسي حتى ينال رضا الزبون». وأفاد بأنه يخطط مستقبلاً لافتتاح أفرع عدة للمحل في مختلف إمارات الدولة، بعد أن شهد إقبالاً كبيراً من زبائن داخل رأس الخيمة وخارجها، لافتاً إلى أنه شارك للمرة الأولى في القرية التراثية في رأس الخيمة، خلال العام الماضي، بكشك صغير لتقديم الورود، وبعض من المنشورات الخاصة تحمل اسم وشعار المحل. وشكر الشحي كل من قدّم له المساعدة، خصوصاً الشيخ محمد بن كايد القاسمي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة.

مشاركة :