احتدم السجال أمس بين رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري ورئيس مجلس الوزراء السابق نجيب ميقاتي بالتزامن مع زيارة قام بها الأول إلى مدينة طرابلس في الشمال اللبناني لتدشين محطة كهرباء. واتخذ السجال طابعاً انتخابياً قبل شهر واحد من انتخابات فرعية مرتقبة في طرابلس لملء أحد المقاعد النيابية الشاغرة وقبل نحو 9 أشهر من الانتخابات النيابية العامة.ورد الحريري على مواقف أطلقها ميقاتي أمام زواره يوم أمس في طرابلس قائلاً: «أريد أن أشكر الرئيس ميقاتي على بيانه بخصوص إنجازات حكومتنا ولكن لو يتكرم ويخبرنا عن إنجازات حكومته». وأضاف: «احترنا يا دولتك معك. على كل حال قريباً ستسمع ردي».بالمقابل، شدد ميقاتي على أنّه ليس بصدد «مبارزة»، وقال: «بل ننتظر منكم يا دولة الرئيس أجوبة مقنعة للرأي العام، وله الحكم الأول والأخير». وكان ميقاتي اعتبر أن «تعاطي الحكومة مع كل الملفات المطروحة يتم باستخفاف واستهتار والتباسات متراكمة»، مضيفاً: «لا نعرف للحكومة موقفاً عند أي استحقاق أو مفصل، بدءاً من الاستحقاق الدستوري المرتبط بالانتخابات النيابية الفرعية، مروراً بالمعارك العسكرية على السلسة الشرقية لجبال لبنان وصولاً إلى ملف الكهرباء وزيارات الوزراء إلى سوريا». واعتبر أنه «باستثناء الموقف الواضح من دعم الجيش في المعارك التي يخوضها دفاعاً عن لبنان وشعبه ووحدته، فإن الالتباس والتأجيل باتا سمة الموقف الحكومي، في مقابل إصرار واضح على طرح ملفات ومشاريع غير مستوفية الدرس أو الشروط القانونية اللازمة، خصوصاً في قضية بواخر الكهرباء التي تم إلغاء مناقصتها بالأمس بعد أشهر من الجدال وإقرار اعتماد دفتر شروط جديد». وتحدث ميقاتي عن «اهتراء حكومي وموقف ملتبس من قضايا أساسية، ما يجعلنا نطرح السؤال عن القدرة على مواجهة القضايا الأساسية الاقتصادية والمالية، لا سيما المرتبطة بسلسلة الرتب والرواتب التي ترتب أعباء إضافية على الخزينة العامة والمواطنين».من جهته، أشار الحريري، في كلمة خلال حفل تدشين محطة تحويل رئيسية في بحصاص، إلى أن حكومته «وضعت خطة للكهرباء تمتد على 3 مراحل، مرحلة طارئة ومرحلة متوسطة ومرحلة طويلة الأمد»، لافتاً إلى أنه «في المرحلة الطارئة ليس مقبولاً أن يكون هناك عجز بالنسبة للكهرباء وألا نملك كهرباء»، مشيراً إلى أن «سبب العجز أن كهرباء لبنان تبيع الكهرباء للمواطن بأقل من تكلفته، مع الأخذ بعين الاعتبار أن المواطن يدفع فاتورة للمولدات أيضاً، وذلك يعني فوق الملياري دولار سنوياً تخسرها الدولة، المواطن يخسر مليار دولار سنوياً». وشدد الحريري على أنه «يجب أن تصل الكهرباء إلى الناس، وهذا يتطلب معامل إنتاج، واليوم افتتحنا معملين بالذوق والجية وقدرتهما 300 ميغاواط وهذا يساعد بزيادة التغذية 3 ساعات يومياً، وخلال شهر ستقر الحكومة حلاً لمعمل دير عمار الذي تم تلزيمه، وطاقته الإنتاجية 500 ميغاواط».
مشاركة :