تشبُّث اللّهفان بكرامات رمضان | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 7/25/2014
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

هَا هو رَمضان يُلملمُ سَاعاته وأيَّامه، ليَرحل عَنَّا، والنّفُوس مَازَالت تَتشبّث بِهِ، وتَتمنَّى أنْ يَبقَى زيَادة وزيَادة..! أكتُب هَذا المَقَال، وأنَا في محرَاب الزَّاهِد الخَاشِع في صَومعة التَّأمُّل والتَّفكُّر، أتذكّر مَن رَحَل، وأتذكّر مَن بَقَي، لأشعر بغصّة مِن أُولئك النَّاس والأحبَاب؛ الذين عَاشوا مَعنا، وصَاموا مَعنا في رَمضان المَاضي، والآن هُم تَحت التُّراب..! أَتأمّلُ الحَاضِر، وأرَى الوجُوه التي حَولي، وأسأَل: مَن مِنَّا - يَا تُرى - سيُدرك رمضَان القَادِم؟ لأنَّ هَذا الشَّهر بَخيلٌ في زيَارَاته، فهو لَا يَأتي إلَّا مَرَّة كُلّ سَنَة، يَأتي كضَيف خَفيف لَطيف، يُقيم بَينَنَا، ثُمَّ يَرحل..! في رَمضان يَحلو لِي التَّدبُّر، والتَّأمُّل، والتَّفكُّر، وطَرح الأسئلَة، حَيثُ أَلتفتُ ورَائي، فأَجد كومة مكوّمة مِن السّنين، فِيها خَيرُ الأعمَال وشرّها.. ثُمَّ أنظُر إلَى المُستَقبل فأَجد سَحائب مِن الغيبيّات لَا يَعلمها إلَّا الله.. أُحَاول أنْ أَشقّ طَريقي إلَى المُستَقبل، مُفوِّضًا أَمري إلَى الله، ومُوكّله بشَأني، "ومَن يَتوكّل عَلى الله فهو حَسبه".. لَا أَمل لِي إلَّا الأمَل بالله، الغفّار الغفُور، الرَّحمن الرَّحيم، بأنْ يَحشرني في زُمرة الصَّالحين، ويُدخلني مَدخلًا كَريمًا..! أمَّا مَا يَخصّ ذنُوبي، وسيّئاتي، وكَبَائِر أفعَالي، فإنَّني أنثُر رَجائي في حَضرة الحَبيب محمد بن عبدالله - صلّى الله عليه وبارك-، طَالبًا مِنه أنْ يَرعَاني بشَفَاعَته.. كَيف لَا؟ وقَد جَاء في الحَديث الصَّحيح قَول نَبي الرَّحمة: (إِنِّي ادَّخَرْتُ شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: هَذه دمُوع مُتأمِّل خَاشِع، يُرسلها لتُبلّل القلُوب قَبل أن تُبلّل الوَرق، دَاعيًا الله بأن يَتغشّى النَّاس - كُلّ النَّاس- برَحمته، ويَفتحَ لَهم مِن أبوَاب غُفرَانه مَا يَسعُ النَّاس جَميعًا.. والحَمَد لله رَب العَالمين..!!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :