العَمَل الاجتمَاعي والمُبَادرات التَّطوّعية؛ تُدخل عَلى النّفوس البَهْجَة والسّرور، وتُشعر الإنسَان بأنَّ لَه قِيمَة إضَافيّة؛ في مُحيطهِ ومُجتَمعه، خَاصَّةً إذَا جَاء العَطَاء في وَقتهِ، والتَّطوُّع في أَوَانهِ، وفي ذَلك يَقول المَثَل الفِرنسِي: (مَن أَعْطَى وَقت الحَاجَة، كَانت عَطيته مُضَاعَفَة)..! إنَّ هَذا الإحسَاس -وأعنِي بِهِ إحسَاس القيَام بشَيء؛ مِن المَسؤوليّة الاجتمَاعيّة- لَمستُه حِين دَعَاني الرَّجُل المَصرفي، والاتّحادي العَريق الصَّديق طَارق الشّامخ؛ إلَى زيَارة الفَتيات والفتيَان الأيتَام، في دَار الزَّهرَاء، التَّابِعَة لجَمعيّة البرّ بجُدّة، مُصطحباً مَعه ابنَته «سَارة» -حَفظها الله-، وبَعض الهَدَايَا الجَميلَة التي تُدخل السُّرور عَلى الأطفَال في الدَّار..! في تِلك الزِّيَارَة؛ قَضينَا وَقتاً مُثمراً مَع الأطفَال، الذين بعُمر الزّهور، واستَمعنا إلَى مَواهبهم، وسُررنا بِمَا حَبَاهم الله مِن ابتسَامةٍ وحبُور، وسَعادةٍ وتَفاؤل بمُستقبل مُشرق..! إنَّ جَمعيّة البرّ بِمَا تَقوم بِهِ مِن أعمَال؛ يَجب أن تُدْعَم، والدَّعم لَا يَكون مَادياً فَقط، بَل يُمكن أنْ يَكون مَعنوياً، بمعنَى القيَام بزيَارَات لأبنَاء الدّار، وشِرَاء مَا يَحتاجونه مِن أدوَات التَّرفيه، وأدوَات التَّعلُّم أَيضاً، بَل حَتَّى مُشاركتهم وَجبة غَذَاء؛ في نَفس مَقرّ إقَامتهم، ومِثل هَذا العَمَل، يُدخل السُّرور عَلى أَنفسهم..! إنَّ جَمعيّة البرّ تَضطلع بمَهامٍ كَبيرة، مِنها -عَلى سَبيل المِثَال- إنشَاء دَار الزّهراء التي تَقوم برعَاية الأيتَام، حَتَّى سِنّ التَّاسِعَة، وإذَا تَجاوز العَاشِرَة، ذَهَب إلَى دَار الفتيَان بالبُغدَادية، وهي تَابعة للجمعيّة أَيضاً، وإذَا تَخرّج مِن المَرحلَة الثَّانويّة، تَقوم الجَمعيّة باستئجَار شَقَّة لكُلِّ أَربعَة مِن الأيتَام، تُسمّى مَجموعات رِجَال المُستقبل، ليُكملوا دِرَاستهم الجَامعيّة، حَيثُ بَلغت الشُّقَق المُستَأجرة للأيتَام حَتَّى الآن، 20 شَقّة، ثُمَّ تَستمر الجَمعيّة بمُسَاعدتهم، حَتَّى حصُولهم عَلى عَمل وَظيفي كَريم، وتُواصل الجَمعيّة دَعمهم -أَيضاً- حَتَّى يَتزوّجوا، ويُكوّنوا أُسَرهم الخَاصَّة..! إضَافةً إلَى هَذه الأعمَال الجَليلَة، فإنَّ جَمعيّة البرّ أنشَأت ثَلاثة مَرَاكِز لغَسيل الكِلَى، تَقوم بالغَسل مَجاناً لكُلِّ محتَاج وفَقير، سَواء كَان مُوَاطِناً أو مُقيماً..! حَسناً.. مَاذا بَقي؟! بَقي أنْ نُنَادي أَهل الخَير، والمُوسرين والقَادرين مِن أَهلنا، ووجهَاء مُجتمعنا، بأنْ يَتواصلوا مَع الجَمعيّة، ويَتبنّوا مَا يَستطيعون مِن البَرَامِج، فكُلّ ريَال وكُل دَعم؛ يُفيد الجَمعيّة في مَسيرَتِهَا..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com
مشاركة :