وإذا مرضت فهو يشفين بقلم:عبدالرحمن حسن جان قد يتعرض البعض لمرض عضال مستعصي وقد يعجز اﻷطباء في علاجه ، فالإنسان مبتلى من الله سبحانه وتعالى وليس من أحد سواه فالله يبتلي العبد بالمرض ليأجره ويكفر عن سيئاته ، فسبحان الله حتى الشوكة يشاكها المسلم ، واﻵهات ، يكفر الله بها خطاياه فما بالك بالأمراض المستعصية ، ولو يعلم المريض ما ينتظره من أجر عظيم يوم القيامة جراء صبره على مبتلاه – وسيرى ذلك بأم عينه – وعندها سيتمنى لو أنه قرض بالمقاريض في الدنيا أي لو كان ابتلاءه أشد مما كان لينال المزيد من اﻷجر . وابتلاءات الله عديدة وقد لا يخلو انسان منها فأعظم الخلق صلوات ربي وسلامه عليه أبتلي بعدة مصائب لعل من أعظمها ألما عليه موت أبنائه ، ووفاته هو صلى الله عليه وسلم بعد معاناة من مرض ألم به ، وكذلك لا ننسى نبي الله أيوب عليه أفضل الصلاة والسلام وبلاءه العظيم فقد أصيب بمرض شديد لم يصاب أحد مثله ولازمه قريبا من عشرين عاما ، حتى أن جلده كان يتساقط من على جسده حتى كاد أن يهلك فما أعظمه من بلاء ، ولكنه كان صابرا ونادى ربه الرحيم قائلا ” ربي إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ” وبقدرة قادر غير الله من حال إلى حال واستجاب له وكشف ما به من ضر وشفاه من داءه العضال الذي كان ميئوس من شفائه بعد طول تلك السنين ﻷن أمر الله نافذ وإذا قال للشئ كن فيكون . وفي هذا العصر توجد العديد من القصص التي يئس اﻷطباء من علاجها بناء على مؤشراتهم الطبية وربما قالوا لأهل المريض أنتظروا موته في أي لحظة بل وربما حددوا لهم وقتا معيننا لوفاته ، وهذا ما حصل مع جدتي رحمها الله عندما أدخلت قسم العناية المركزة بالمستشفى وكانت حالتها حرجة جدا بمعنى ميئوس منها وهذا ما أبلغه الطبيب المعالج لأبنائها بالحرف الواحد بأنها ستموت في غضون الساعات القادمة ، ولم يكن ذلك بل أنها تحسنت حالتها كثيرا واستقرت وعاشت ثلاث سنوات على العلاج حتى توفاها الله حينما حان أجلها ، وربما أن طبيبها ذلك قد مات قبلها والله أعلم . وهناك العديد من الحالات الواقعية الأخرى التي نسمعها من فترة لفترة من الوعاظ وفي وسائل الاعلام ويرويها أصحابها التي في مجملها أنه قد يعجز أمهر الأطباء في علاجها ، ولكن بعد إلتجاء المريض إلى الله والتضرع إليه بالدعاء تارة ، كيف لا والله تعالى يقول لنا إدعوني أستجب لكم وتارة بالصدقة والرسول صلى الله عليه وسلم قال لنا ” داووا مرضاكم بالصدقة ” وتارة أخرى بالتداوي بماء زمزم ، كيف لا والله تعالى أخبرنا أن فيه شفاء وأيضا الاستشفاء بالقرآن الكريم ، والصبر في حد ذاته علاج ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته ضراء صبر فكان خير له وإن أصابته سراء شكر فكان خير له وليس ذلك إلا للمؤمن ” والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتداوي حيث قال ” تداووا عباد الله فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد : الهرم ” وكذلك التداوي بما يسمى إصطلاحا بالطب البديل ، فتكون المفاجأة السعيدة والمعجزة على حد قول الأطباء لا سيما غير المسلمين منهم عندما يبلغون بشفاء مرضاهم وزوال ما بهم من علة فسبحان الله القائل ” وإذا مرضت فهو يشفين ” . إن الموت والحياة بيد الله وكما يقال إن الموت لا يعرف صغيرا ولا كبيرا ولا صحيحا ولا سقيما ، فمن أعظم أبيات شعر الامام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه القائل : فكم من صحيح مات من غير علة *** و كم من سقيم عاش حينا من الدهر . نسأل الله السلامة والحماية وأن يشفي جميع المرضى عاجلا غير آجل ، وأوصيكم أن ترددوا هذا الدعاء : اللهم إنا نعوذ بك من جميع اﻷمراض واﻷسقام واﻷورام .
مشاركة :