عانت أسواق الأسهم العالمية أسبوعاً عصيباً شابه التقلب بين صعود وهبوط، نتيجة للعديد من العوامل التي تضمنت الهجوم الإرهابي الذي ضرب مدينة برشلونة الإسبانية، إضافة إلى استمرار موجة الاستقالات في البيت الأبيض الأمريكي، الأمر الذي عصف بأداء البورصات الأمريكية التي لم تتمكن من تحقيق مكاسب للأسبوع الثاني على التوالي، حيث ظلت الأسواق الأمريكية ترزح تحت الضغط عند إغلاق التداولات الأسبوعية، وسجلت أكبر خسائرها اليومية منذ عدة أشهر، فيما حقق الذهب صعوداً كبيراً بدفعة من المستثمرين.الأسهم الأمريكية تواصل الهبوط للأسبوع الثانيالعوامل التي تضمنت الدراما السياسية التي يشهدها البيت الأبيض، فضلاً عن الهجوم الإرهابي الذي تعرضت له مدينة برشلونة، كان لها الأثر الأكبر في توجهات الأسواق العالمية الأسبوع الماضي، علاوة على أن تأثير تلك الأحداث كان بشكل أكبر على الصناديق الاستثمارية ذات الأصول الخطرة.واصلت البورصات الأمريكية التوجه الهبوطي الذي لازمها في الأسبوعين الأخيرين، حيث أغلق مؤشر «إس. آند. بي 500» القياسي التداولات الأسبوعية بتراجع بلغ 0.65% إلى 2420 نقطة، على الرغم من الإشارات الإيجابية التي جاءت بسبب استقالة بانون من البيت الأبيض، واحتمالية انخفاض حدة السياسات الاقتصادية المتقلبة. وعلى الجانب الآخر، أغلق مؤشر «فاينانشيال تايمز 100» البريطاني تداولاته الأسبوعية بارتفاع بلغ 0.19% على أساس أسبوعي، وذلك رغم تراجع المؤشر في تداولات الجمعة نتيجة لهجوم برشلونة الإرهابي.وفي أوروبا، أنهى مؤشر «يورو فيرست 300» القياسي تداولاته بارتفاع بلغ 0.48% عند 1460 نقطة، الذي كان في طريقه لتحقيق مستويات قياسية لولا بعض العوامل السلبية، فيما تراجع مؤشر «نيكاي 225» الياباني بـ 1.31% على أساس أسبوعي، في أكبر خسارة يومية لتداولات الجمعة منذ منتصف مايو الماضي، نتيجة لبقاء الأصول الخطرة تحت الضغط بسبب أحداث القارة الأوروبية.وقد اهتزت ثقة المستثمرين في الأسواق العالمية والأمريكية خصوصاً، بعد استقالة بانون من المجلس الاقتصادي لإدارة الرئيس ترامب، إذ أشار محللون إلى أن حالة الاحتقان السياسي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي حدد توجهات المستثمرين بشكل كبير. كما تمحور قلق المستثمرين حول إمكانية استقالة جاري كوهن من البيت الأبيض، وهو من شغل سابقاً منصب رئيس العمليات بـ «جولدمان ساكس».وقال خبراء ومراقبون للوضع في الأسواق الأمريكية إن شهية المستثمرين للمخاطرة تسجل تراجعاً ملحوظاً بسبب حالة التوتر الاقتصادي الذي انعكس في تلك الاستقالة. وفي حين يُنظر إلى مؤشر أسهم الشركات الصغيرة على أنه مقياس حقيقي للنشاط الاقتصادي المحلي، فإن الإعلان عن بيانات التوجهات الاستهلاكية الذي جاء إيجابياً، لم يكن له تأثير ملحوظ في المؤشر. وحققت أسهم قطاع التجزئة حاجزاً ضد الهبوط السريع للأسهم الأمريكية، إذ هبط سهم «فوتلوكر» بـ 25% بسبب النتائج السلبية التي تم الإعلان عنها.وفي حين بدأت الأسواق العالمية تداولاتها الأسبوعية بنوع من الترقب والحذر بسبب الحالة الجيوسياسية، فقد تراجع مؤشر «إس. آند. بي 500» بـ 1.5% في تداولات الخميس الماضي، وهو أكبر هبوط يومي يحققه المؤشر منذ منتصف مايو الماضي. وتعرضت الأصول الخطرة في البورصات العالمية إلى موجة هروب ملحوظة، الأمر الذي أدى بمؤشر «Stoxx 600» إلى التراجع بمقدار 0.8% في تداولات الجمعة، على الرغم من أنه سجل ارتفاعاً بـ 0.4% على أساس أسبوعي.وسجلت أسهم شركات السياحة والسفر الهبوط الأكبر طوال الأسبوع نتيجة للهجوم الإرهابي ببرشلونة، بيد أنها استعادت بعضاً من زخمها قبل إغلاق التداولات الأسبوعية، الأمر الذي عزز من توجه اللجوء إلى الملاذات الآمنة التي تتمثل في كل من سندات الخزانة الأمريكية والذهب والين الياباني، حيث ارتفعت العملة اليابانية بـ 0.5% مقابل الدولار الأمريكي خلال تداولات الجمعة، في حين تراجع مؤشر الدولار الأمريكي الذي يقيسه مقابل سلة العملات العالمية بمقدار 0.2% طوال الأسبوع، وارتفع اليورو بشكل طفيف بـ 0.1% مقابل الدولار، في أدنى مستوى له منذ 3 أسابيع.وهبط العائد على السندات الحكومية الألمانية ذات العشر سنوات بمقدار نقطتي أساس طوال الأسبوع، فيما استقر العائد على سندات الخزانة الأمريكية ذات العشر سنوات عند 2.19%، على الرغم من أنها تراجعت من نسبة 2.27% التي تحققت خلال تداولات الخميس. وكان الذهب المستفيد الأكبر من تداولات الأسبوع الماضي، إذ أضاف إلى سعره 12 دولاراً ليبلغ 1300 دولار للأوقية، وهو أعلى مستوى له منذ نوفمبر من العام الماضي. وسجل خام برنت القياسي ارتفاعاً أسبوعياً بمقدار 0.3% على أساس أسبوعي ليبلغ سعر البرميل 51.18 دولار.
مشاركة :