يعاني بعض الناس الألم الذي يسببه مرض التهابات الجيوب الأنفية، وهذا المرض منتشر بين قطاع عريض من الأشخاص، ويهاجم الجنسين، ولا يفرق بين صغير وكبير، وهناك بعض الحالات التي تستمر معها أعراض الجيوب الأنفية لفترة طويلة تصل إلى أسابيع عدة، مسببة حالة من عدم الاستقرارالصداع المستمر، وضعف القدرة على أداء الأنشطة اليومية المعتادة، وغالباً ما تحدث مشكلة الجيوب الأنفية أثناء فترة تغيير الفصول واستقبال موسم جديد، وأحياناً يكون التهاب الجيوب خفيفاً ويمكن التعايش معه وتناول بعض العلاجات للتخلص منه سريعاً، ويمكن أن يكون الالتهاب قاسياً ومزعجاً لدرجة لا يمكن تحمله إلا بأدوية المسكنات،.في هذا الموضوع سوف نستعرض العوامل والأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض التهابات الجيوب الأنفية، مثل التعرض الدائم لنزلات البرد التي تسبب احتقان وانسداد الجيوب الأنفية، وأيضاً حساسية الأنف المستمرة، وكذلك الأعراض التي تظهر، وكيفية علاجها بالطرق البسيطة، والأدوية المتوفرة لمعظم الأنواع والحالات، ونقدم المضاعفات الخطرة التي يمكن أن يسببها هذا المرض في حالة إهمال علاجه، وتفاقم حالته.ضبط الهواء وتنقيتهتمثل الجيوب الأنفية تجاويف صغيرة في عظام الجمجمة، وعلى جوانب الأنف، وهذه الجيوب مملوءة بالهواء ومبطنة بغشاء مخاطي، وبينها فتحات مشتركة صغيرة تسمح بمرور الإفرازات المخاطية من هذه الجيوب إلى الأنف، ولهذه الجيوب وظائف عدة، منها ضبط الهواء الداخل من حيث درجة الحرارة، فتقوم بتدفئة الهواء، أو ترطيبه، وكذلك الحال في الأنف من الداخل، كما تساهم في تنقية الهواء من الغبار والملوثات الصلبة عن طريق عمل الشعيرات الموجودة والمنتشرة داخل هذه الجيوب على إعاقة الغبار وتجميعه وطرده مرة أخرى إلى الأنف، وتقوية الأصوات الصادرة عن الأشخاص، حيث تساعد الجيوب الأنفية على عمل خزانات رنين للصوت من أجل تقويته، وأيضاً تعمل على امتصاص الصدمات الناتجة عن عملية المضغ بهدف الحفاظ على الدماغ وحمايته، ومن الوظائف الأخرى تخفيف وزن الدماغ، لأنها مملوءة بالهواء الذي يخفف من وزن الجمجمة ويساعد على رفعها، والدليل على ذلك أنه عند الإصابة بالتهاب الجيوب الأنفية يحل السائل المخاطي محل الهواء في هذه التجاويف، ويشعر الشخص المصاب بالثقل في الدماغ والصداع.أعراض تشبه البرديختلط مرض التهابات الجيوب الأنفية مع بعض الأمراض الأخرى، مثل الإصابة بنزلات البرد المستمرة، حيث تظهر أعراض متقاربة مع بعضها بعضاً لنفس المرضين، ما يؤدي إلى تناول بعض المصابين بالتهابات الجيوب الأنفية أدوية نزلات البرد من دون استشارة الطبيب، أو يعتبرها حالة من الصداع الطارئ فيسارع إلى تعاطي أدوية الصداع من دون فائدة، وتفسير إصابة الملايين بمشكلة الجيوب الأنفية هو أن التدخين سبب أساسي يزيد من فرص حدوث المرض، وهنا نقصد التدخين بشقيه الإيجابي والسلبي، وكذلك تيارات الهواء الباردة الجافة التي يستنشقها الأشخاص، والطبيعي أن التهابات الأنف تعقبها فوراً التهابات الجيوب الأنفية، وأيضاً تصيب الأشخاص أثناء ممارسة تمارين السباحة، وعسر الحركة في الأهداب الموجودة داخل الجيوب غالباً ما يؤدي إلى الإصابة بهذه الالتهابات، وكل العوامل التي تقود إلى حالة انسداد الأنف ينجم عنها التهاب الجيوب، حيث يحدث هذا المرض بسبب اللحميات المتضخمة باستمرار وبعض الأورام، وكذلك انحراف الحاجز الأنفي عن وضعه الطبيعي داخل الأنف، كما يولد بعض الأطفال بعيوب خلقية وتشوهات في الأنف تسبب الإصابة بهذه المشكلة المرضية.اللحمية والجراثيميسبب غلق أو انسداد الجيوب الأنفية مشكلة كبيرة في الأنف، حيث تتراكم كميات كبيرة من السوائل المخاطية في هذه الجيوب، وبالتالي تصبح مكاناً ملائماً لتكاثر الجراثيم ونمو الميكروبات، ما يسبب الإصابة بمرض التهاب الجيوب الأنفية، وظهور الأعراض المؤلمة التي تجعل الشخص يعاني هذه المشكلة. وعوامل وأسباب انسداد الجيوب الأنفية كثيرة ومتنوعة، ومنها الإصابة بأمراض البرد، والإنفلونزا التي تعد من العوامل الأساسية لدى أغلبية الأشخاص المصابين بالتهابات الجيوب الأنفية، نتيجة إصابة الأنف بالاحتقان الذي يغلق الفتحات الموجودة بين الأنف والجيوب الأنفية، وبالتالي تتراكم المادة المخاطية داخل هذه الجيوب محدثة ثقلاً وألماً في الوجه والرأس، وتعرض الشخص للأمراض الفيروسية من الأسباب أيضاً، حيث تسبب هذه الفيروسات التهاباً فيروسياً واحتقاناً، ونفس الحال عند دخول البكتيريا التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب بكتيري، وبالتالي يحدث تغيير في الغشاء المخاطي المبطن لهذه الجيوب مسبباً ظهور الأعراض الحادة، وكذلك يمكن لحساسية الأنف لدى بعض الأشخاص أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض، والتهاب الأسنان يسبب انتقال العدوى إلى الجيوب الأنفية الوتدية التي تقع خلف الأنف مباشرة، ما يسبب وقوع الانسداد والاحتقان، وتسبب الزوائد اللحمية لدى بعض الأشخاص التهاب الجيوب باستمرار، وبعض الالتهابات الفطرية تنتقل إلى الجيوب الأنفية وتغلقها مسببة المشكلة نفسها.مزمن ومتكرر وحادينقسم مرض التهابات الجيوب الأنفية إلى أنواع عدة، حسب مدة ظهور الأعراض وحدتها، فيوجد التهاب الجيوب الأنفيّة المزمن والذي تمتد فترة الإصابة به إلى أكثر من 31 يوماً، وفي بعض الحالات يصل إلى أكثر من 10 أسابيع مستمرة، وفي بعض الحالات يمكن أن يمتد ويستمر إلى نحو نصف سنة، أو سنة كاملة وزيادة، والنوع الثاني من المرض يسمى التهاب الجيوب الأنفية المتكرر، وهذا النوع يصيب الأشخاص مرات عدة على هيئة نوبات متكررة من الالتهابات خلال العام الواحد، ويوجد أيضاً نوع التهاب الجيوب الأنفيّة الحاد الذي يظهر على الشخص بأعراض قريبة للغاية من أعراض نزلات البرد، حيث يبدأ بالاحتقان الشديد، والشعور بألم قوي في الوجه، ثم حالة من الرشح المستمر للأنف، ويصيب الأشخاص لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 يوماً، وفي حالات أخرى تزيد إلى ما دون الشهر، ويوجد نوع فرعي يطلق عليه التهاب الجيوب الأنفية ما دون الحاد، لأن أعراضه أقل من النوع الحاد، وما يميزه عن الحاد أنه يمتد مدة أطول من الحاد، ففي بعض الحالات يصل عدد أيام المعاناة من 25 إلى 80 يوماً.المحلول الملحيتظهر على الأشخاص المصابين بمرض الجيوب الأنفية بأنواعها عدد من الأعراض التي يتشابه بعضها مع أعراض البرد، وبينها كل أنواع هذا المرض، ويمكن أن تظهر كل الأعراض في حالات، أو يظهر عدد محدود منها في حالات أخرى، ومن هذه الأعراض الإحساس بألم شديد في الوجه، وضغط على عظام الوجه، مع حالة من الاحتقان الشديد في الأنف، تصاحب ذلك ظاهرة الرشح المتواصل، ورائحة كريهة في الفم، ويمكن في بعض الحالات الإصابة بارتفاع في درجات الحرارة، وغالباً ما يكون في حالات الالتهاب البكتيري، وفي بعض الأحيان يظهر السعال مرافقاً للبلغم، وبعض المصابين يفقدون حاسة الشم بصورة مؤقتة، مع الشعور العام بالتعب والزهق، ويفرز الأنف مادة خضراء أو صفراء كثيفة مع الإحساس بها في الحلق، ويتنفس المريض من الفم نتيجة انسداد الأنف، ويتورم الخدان وحول العينين والجبهة، والبعض يعاني ألم الأذنين والأسنان، والإصابة بالتهابات في الحلق، وغالباً ما يصاب الأنف بالاحمرار والشعور بالغثيان، وفي حالة الإصابة بالتهاب المزمن يظهر اثنان من هذه الأعراض على الأقل، لكن بعض الدراسات أكدت وجود مضاعفات لالتهابات الجيوب الأنفية، وفي حالة إهمال علاج هذه المشكلة، أو عدم علاجها بالطرق السليمة، مثل اكتفاء المريض بتناول بعض المسكنات فقط من دون علاج نهائي للحالة، يحدث بعض المضاعفات الخطرة مثل التهاب الأغشية السحائية المحيطة بالدماغ، والنخاع الشوكي، وفقدان الرؤية في حالة انتقال الالتهاب إلى محجر العينين، وضعف كبير في الرؤية يصل إلى العمى الدائم، ويفقد المصاب حاسة الشم، ويصاب بالسكتات الدماغية، ومن طرق العلاج استعمال المحلول الملحي، وترطيب الأنف بالبخاخ وتناول السوائل، واستنشاق البخار، والعلاج بالمسكنات والمضادات الحيوية لبعض الفيروسات، وكمادات الشاي تخفف من هياج الجيوب الأنفية. ملايين المصابين تشير الدراسات الحديثة إلى أن مرض التهابات الجيوب الأنفية من الأمراض المتفشية في جميع أنحاء العالم، حيث يصاب به سنوياً ملايين الأشخاص، وتصل الأعداد التي يهاجمها هذا المرض في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 40 مليون شخص سنوياً، ويوجد بعض الأشخاص الذين يصبحون عرضة للإصابة بهذا المرض أكثر من غيرهم، ومنهم الكثير من الأطفال المصابين ببعض أنواع من الحساسية، وغالبية الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تعمل على تثبيط جهاز المناعة في الجسم، لتقبل أي عضو جديد تم زراعته مؤخراً مثل الأشخاص الذين يزرعون الكبد أو الكلى، وبالتالي تزيد فرص إصابتهم بهذا الالتهاب نتيجة مهاجمة الفيروسات والميكروبات، ومعظم الأشخاص دائمي الإصابة بنزلات البرد، كما يولد البعض لديه تشوهات في الأنف تساهم في الإصابة بهذه المشكلة، بالإضافة إلى بعض الأشخاص الذين لديهم زوائد لحمية كبيرة داخل الأنف، كما أن المدخنين هم الأكثر إصابة بهذا المرض، ومضاعفات مرض التهابات الجيوب الأنفية خطيرة تصل في بعض الأحيان إلى الإصابة بالتهاب الأغشية السحائية بالمخ والإصابة بالسكتات الدماغية.
مشاركة :