شيكسبير (أو الشيخ زبير كما أدعى بعض الأعراب) أديب انجليزي مشهور ساهم في إضافة 7000 كلمة إلى اللغة الانجليزية.. وهناك من يفترض أن جزءا من عبقريته الأدبية تعود إلى تدخين الحشيش الذي لم يكن غريبا أو مستهجنا في تلك الأيام. وأقول هذا نقلا عن صحيفة "اندبندنت اون صاندي" التي رجحت لجوء شيكسبير للحشيشة المخدرة كمصدر للإلهام. فقد قالت ان فريقا من الباحثين من جامعة الترانسفال (في جنوب إفريقيا) يعتقد ان الخيالات الطويلة والذهانيات الغامضة التي تسود بعض رواياته تتفق مع حالات الغيبوبة والهيام التي يمر بها مدخنو الحشيشة.. وقد تأكدت هذه الظنون حين فحص خبير يدعى فرانسيس ثاكيراي بقايا التبغ الذي استعمله شكسبير فاتضح احتوائه على مسحوق هذا النبتة المخدرة!! العجيب أكثر أن هذا الاتهام لقي آذانا صاغية من بعض الأدباء أنفسهم.. فقد استدل الناقد تيم بارترن بروايته الخيالية الغريبة فنتازيا ليلة صيف التي يصعب على رجل عاقل صياغتها بهذا الشكل الجنوني مالم يكن تحت تأثير المخدرات أو درجة حرارة مرتفعة). فأحداث القصة تدور في غابة سحرية بين مجموعة من البشر والأرواح والحيوانات الخرافية وتختلف عن أعمال شيكسبير الأدبية والتاريخية الصارمة. وقد اختار لها شيكسبير عنوان حلم ليلة صيف كونه شاهدها كما أدعى في أحد أحلامه الصيفية في أواخر القرن السادس عشر!! وفي حال صدقنا شيكسبير وكذبنا صحيفة الإندبندنت يصبح بإمكاننا إضافة حلم ليلة صيف إلى قائمة الروايات الفنتازية الغريبة التي رآها أصحابها في المنام (مثل فرانكشتاين وحرب العوالم وآليس في بلاد العجائب). فالرواية الأولى مثلا "فرانكشتاين" صدمت بجراءتها وخروجها عن المألوف الأوساط الأدبية حين ظهرت لأول مرة عام 1818.. وقد ألفتها أديبة مغمورة تدعى "ماري شيلي" بعد كابوس رأته في المنام.. وتتمحور القصة حول جراح يدعى "فرانكشتاين" توصل إلى قناعة بأن الكهرباء هي جوهر الحياة وأنها تشكل الفرق بين الجسد الحي والميت. ولكي يثبت رأيه يعمد إلى سرقة الجثث وانتزاع الأعضاء المتفوقة منها ثم يلحمها ببعضها لتركيب "الرجل الخارق". وحين احتاج إلى دماغ بشري لإكمال المخلوق يسرق بطريق الخطأ دماغ مجرم معتوه توفي للتو. وبعد أن يزرع الدماغ في الجمجمة يبني فوق المعمل برجا معدنيا لالتقاط إحدى الصواعق الكهربائية. وفي اللحظة الحاسمة تضرب صاعقة هائلة قمة البرج فتنتقل ملايين الفولتات الكهربائية إلى الجثة فتحركها بعنف فتدب فيها الحياة ويستيقظ المسخ المجنون!! الحقيقة هي أن هذا النوع من الروايات الفنتازية أو الخيالية يصعب ظهورها من غير أديب جريء قادر على كسر حدود المألوف والمتوقع.. وهي نوع صعب وفريد كونها تتجاوز ظروف الزمان والمكان والواقع (ومع هذا) تتمتع بزخم مشوق من الأحداث يصعب توفره في أي نوع آخر من الروايات وهو ما يتجلي بأجمل صورة في أدبيات الخيال العالمي. أما الحشيشة فمجرد تهمة يصيغها ناقد شديدة الواقعية والتحفظ.
مشاركة :