الإمارات أعادت الأنظمة الديكتاتورية إلى العرب

  • 8/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

إسطنبول - وكالات: هاجم سعادة السفير القطري لدى تركيا، سالم آل شافي، الإمارات، واتهمها بدعم ما يُعرف بالثورات المضادة في العالم العربي. جاء ذلك وفق بيان نشر باسم سعادته، قال فيه: إن «الإمارات قامت بدعم الثورات المضادة بهدف استعادة أنظمة ديكتاتورية،على اعتبار أن من شأن هذه الأنظمة أن توقف مد الثورات العربية». ونفى اتهامات دول الحصار لبلاده بأنها أنفقت «الملايين على دعم الإسلاميين والمتطرفين في المنطقة»، مشيراً إلى أن هذه «ادعاءات غير صحيحة». وأكد أن قطر تعمل «كل ما من شأنه أن يساعد في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة وبما لا يتعارض مع تطلعات الشعوب». ويأتي تصريح سعادة السفير رداً على ما جاء على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش، خلال مقابلة مع صحيفة «جمهوريات» التركية، والتي اختلق فيها الكثير من الادعاءات غير الصحيحة والأكاذيب. وعلّق سعادته على تصريحات قرقاش بوصفها ادعاءات مهاجماً دور الإمارات في افتعال الأزمة مع قطر، وأوضح أن «ذلك أصبح واضحاً للجميع».  وقال: «أكّدت تحقيقاتنا التقنيّة والقانونية التي أجريناها بالتعاون مع أجهزة دولية كمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (أف بي آي)، ووكالة الجريمة القومية البريطانية، اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية بشكل قاطع. ونقوم الآن بمتابعة الإجراءات القانونية ضد الإمارات في ما يتعلق بهذا الجرم». وحول الأزمة الخليجية، أيضاً أوضح أن «الإمارات وباقي دول الحصار رفضت منذ البداية أي وساطة خارجية، وعبّرت عن ذلك من خلال تصريحات رسمية، لذلك فإن الادعاء بأنّ موقف تركيا حرمها من الوساطة هو أمر غير صحيح». وكان قرقاش دعا تركيا إلى «البقاء على الحياد» حيال الأزمة الخليجية، وقال إنها «تحرّكت مبكراً» في ما يخص أزمة بلاده مع قطر. وتابع سعادة السفير، قائلاً: إن «المجتمع الدولي، ومعظم دول العالم بما في ذلك الدول الكبرى الرئيسة كلها رفضت مزاعم وإجراءات الإمارات غير القانونية ضد دولة قطر». وقال: «لقد تصرّفنا بهدوء كدولة مسؤولة، ولم نتخذ إجراءات انتقامية كما فعلوا هم، ولو قمنا بإيقاف صادراتنا من الغاز إلى دبي مثلاً والتي تغطي حوالي 40 في المئة من احتياجاتها لانهارت على الفور». وأضاف: «نأمل أن يعودوا إلى رشدهم ونؤمن بأنّهم سيضطرون في نهاية المطاف إلى الجلوس على طاولة المفاوضات والحوار». وتابع سعادة السفير: «دولة الإمارات ليست الجهة المؤهّلة أو المخوّلة للقول بأنّ هذه الدولة أو تلك ملتزمة بمحاربة الإرهاب أو غير ملتزمة، هناك مجتمع دولي ومؤسسات دولية ومنظمات معنيّة مباشرة بهذا الأمر».  وأكد سعادته أن قطر عضو فاعل سياسياً ومالياً وعسكرياً في كل المنصّات المتعلقة بمكافحة الإرهاب، وكذلك الأمر في التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش»، وقال: «نحن واثقون من أن مزاعم الإمارات غير صحيحة، بالرغم من ذلك، فقد قمنا إلى جانب الكويت والولايات المتحدة وتركيا وعدد كبير من دول العالم بمطالبتها هي وباقي دول الحصار بشكل رسمي بتقديم دليل واحد فقط على دعم دولة قطر للإرهاب، لم يقدّموا أي دليل على الإطلاق». وعن القاعدة العسكرية التركية في الدوحة، أشار سعادة السفير القطري إلى أن «الوزير الإماراتي قال للصحيفة إن انزعاجهم من موضوع القاعدة العسكرية التركية في الدوحة يتعلق بتوقيت نشر القوات فقط، هذا ادعاء مخالف للحقيقة، لأن المطلب رقم 2 في ورقة الـ 13 نقطة التي قدّموها إلى قطر تطالب الدوحة بإغلاق القاعدة فوراً، وتطالبها أيضاً بوقف أي تعاون عسكري مع تركيا». وتابع سعادة السفير: «لقد نسي السيد قرقاش على ما يبدو أن يقول لكم إنّ الإمارات هي واحدة من بين ثلاث دول فقط في العالم اعترفت بحكومة طالبان في أفغانستان، ولم تكن قطر من بين هذه الدول». وتابع: «في موضوع طالبان، طلبت الولايات المتّحدة منّا المساعدة، وقد رحّبنا بذلك، وكما كشفت التسريبات عن بريد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، فإن الإمارات حاولت التنافس معنا على فتح مكتب لطالبان، وعندما فشلت في ذلك بدأت تلفق الأكاذيب والادعاءات وتتّهم قطر بدعم الإرهاب والتطرف». وفي ما يتعلق بالعلاقة بين قطر و»حماس»، قال سعادته: إن «القيادات الأساسية لحماس موجودة في داخل فلسطين وليس بالخارج، لقد طلبت العديد من الدول في السابق مساعدتنا لإقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية لكي يتم إعطاء الانتخابات الشرعيّة اللازمة، وعندما فازت بأغلبية الأصوات بدأوا يتهمونها بالإرهاب والتطرف». وأضاف: «هناك بعض الأنظمة السياسية في المنطقة تعاني من مشاكل في شرعيتها الداخلية، لذلك فهي تحاول أن تحمي نفسها من خلال علاقات قوية مع إسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، وتحقيق هذه المعادلة يتم من خلال مهاجمة تيارات سياسية معيّنة بدعوى أنها متطرّفة كالموقف من حماس على سبيل المثال». وقال: «أما دور الإمارات فهو يساهم للأسف وفق التقارير الموثّقة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تقويض الأمن والاستقرار في عدد كبير من الدول، عبر خرقها المتكرر للقرارات الدولية الملزمة». وبخصوص دور قطر في الثورات العربية، قال سعادة السفير إن «الادعاءات التي تقول إن قطر وضعت الإسلاميين في قيادة الثورات العربية هو ادعاء سخيف ويقلل من أهمية ودور الشعوب العربية». وأضاف: «المشكلة في هذا السياق أن هناك بعض الدول العربية تخاف من أن تصلها موجة الثورات الشعبية، وبدلاً من أن تقوم بإصلاح أنظمتها والاستجابة إلى تطلعات شعوبها وتنفيذ سياسة تنسجم مع إرادة الشعب، تلقي باللوم على قطر وعلى ما يسمى الإسلام السياسي». وتابع: «لقد قامت الإمارات بدعم الثورات المضادة في العالم العربي بهدف استعادة أنظمة ديكتاتورية وأنظمة عسكرية وأنظمة رجعيّة فاسدة على اعتبار أنّ من شأن هذه الأنظمة أن توقف مد الثورات». وواصل حديثه في هذا الصدد قائلاً: «لذلك دفعت الإمارات وعدد من حلفائها حوالي 40 مليار دولار لتثبيت الانقلاب العسكري الذي جرى في مصر فقط دون أن نتحدّث عما أنفقته في دول أخرى». وقال: «نحن نقول إن هذه الدول ما لم تعِ الدرس بشكل جيد، وتتخلى عن مثل هذه السياسات التخريبية، فإن إلقاء اللوم على قطر والمطالبة بإغلاق الجزيرة أو استخدام مصطلحات برّاقة كمكافحة الإرهاب، ومهاجمة المعتدلين بحجة التطرف لكسب استعطاف الغرب، لن ينفع في حمايتهم من الشعوب طال الزمن أم قصر». وعن علاقة قطر بإيران، أشار سعادة السفير إلى أن «الوزير الإماراتي قال للصحيفة إن إيران ليست السبب الرئيسي للأزمة مع قطر، والحقيقة هي أنّه عندما اندلعت الأزمة، شنّت الإمارات حملة علينا قالوا فيها إن السبب الأساسي للأزمة هو علاقة قطر مع إيران، لكن عندما تبيّن أن مستوى علاقات دولة قطر مع إيران هو الأقل في مجلس التعاون الخليجي وأن الإمارات تتمتع بأكبر علاقات مع طهران بدأوا يتنصّلون من هذا الأمر».

مشاركة :