عمرو جمال: منتخب الفراعنة سبب رحيلي عن الأهلي بقلم: عماد أنور

  • 8/21/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

عمرو جمال: منتخب الفراعنة سبب رحيلي عن الأهليتجربة الاحتراف في فريق نادي بيدفيست الجنوب أفريقي، انتشلت مهاجم الأهلي عمرو جمال من دكة البدلاء، فقد كان جلوسه بديلا في معظم مباريات فريقه الموسم المنصرم، الدافع وراء سعيه إلى البحث عن ملعب جديد لإثبات الذات، لذلك وقع اختيار اللاعب على أحد الدوريات التي لا تمثل أفضلية عند اللاعبين المصريين.العرب عماد أنور [نُشر في 2017/08/21، العدد: 10729، ص(22)]شكرا على مجهودك القاهرة – أثيرت العديد من التساؤلات، حول أسباب اختيار عمرو جمال خوض تجربة احترافية في دوري جنوب أفريقيا، عبر بوابة نادي بيدفيست، كونه ليس من الدوريات ذائعة الصيت في عالم كرة القدم، غير أن اللاعب كان له رأي منطقي، خصوصا وأنه صاحب القرار الوحيد في هذا الشأن. وفي حواره مع “العرب” قال جمال، إنه فضل عرض بيدفيست عن عروض أوروبية وعربية أخرى، وأنه درس هذا العرض جيدا قبل اتخاذ القرار، ولفت إلى التطور الذي شهدته جنوب أفريقيا في كرة القدم، وتواجد أنديتها في البطولات القارية (دوري الأبطال والكونفدرالية)، فضلا عن اختلاف أوضاع الكرة هناك بعد تنظيم الدولة لبطولة كأس العالم 2010، وحرص مسؤولو الرياضة على تطبيق نظام احترافي. ويحمل فريق بيدفيست لقب الدوري المحلي الموسم المنقضي، برصيد 60 نقطة، وبفارق نقطة وحيدة عن وصيفه صن داونز، وقد استهل الفريق الموسم الجديد الجمعة، بهزيمة على يد كاب تاون بهدف للاشيء. وأكد مهاجم الأهلي (26 عاما) أنه عكف لفترة على مشاهدة مبارايات عديدة بالدوري المحلي في بلاد “البافانا بافانا”، ووجد تنافسا كبيرا بين الأندية خصوصا في منطقة المربع الذهبي، والفوارق تتأرجح بينها في عدد قليل من النقاط، ورغم تلقيه عرضا من نادى ديبورتيفو الإسباني، لكنه شدد على أنه سيضمن اللعب أساسيا مع بيدفيست، وهو أمر غير مضمون في أندية أوروبا، خصوصا وأن العروض الأوروبية التي تلقاها لم تكن مقنعة بالشكل الكافي. انتقل عمرو جمال للعب في بيدفيست خلال الموسم الجديد على سبيل الإعارة، بمقابل مادي قدره 250 ألف دولار للنادي، و200 ألف للاعب، ووضع الأهلي بندا في العقد يتيح بيدفيست شراء اللاعب بشكل نهائي مقابل ثلاثة ملايين دولار بعد نهاية الإعارة شريطة موافقة الأهلي واللاعب. وانتقل اللاعب إلى الأهلي في عام 2010، قادما من فريق الألمونيوم بالدرجة الثانية، ورغم أنه جدد عقده مع الأهلي حتى عام 2021، إلا أنه ابتعد عن المشاركة في التشكيلة الأساسية خلال الموسم المنقضي، وقد خاض نحو 23 مباراة في جميع المسابقات، شارك بديلا في أغلبها، وهو ما دفعه إلى البحث عن تجربة احتراف جديدة لإثبات قدراته واستعادة حاسته التهديفية. وداع مشرف وكتب القدر أن يكون الوداع مشرفا بالنسبة إلى عمرو جمال، بعد خمسة مواسم قضاها بين جدران الأهلي، بإحرازه أحد أهداف فريقه في مباراة نهائي الكأس أمام المصري، وهي المباراة التي منحت الأهلي اللقب بعد تفوقه على منافسه بنتيجة (2-1)، غير أن هذا الهدف أصابه بشعور متضارب، بين الرغبة في الرحيل والخلاص من دكة البدلاء، وبين الحزن على ترك ناد يتمتع بشعبية جارفة على مستوى الوطن العربي.وكشف اللاعب في حواره مع “العرب” أنه عقب إحراز هدفه في مرمى المصري، انتابته مشاعر يصعب وصفها، لأنه كان أحد أسباب استعادة بطولة غابت عن النادي نحو 10 أعوام، كما أن التتويج بلقب الكأس جاء في وقت يعيش هو في حالة نفسية صعبة، وجاء الهدف ليرد إليه روح التفاؤل والعزيمة، وترك ذكرى سعيدة لدى جماهير الأهلي قبل الرحيل. وقضى هذا “السيناريو الإلهي” على حالة الحزن التي عاشها عمرو جمال بسبب غياب المساندة الإعلامية، وتركيز أغلب وسائل الإعلام على تراجع المستوى وضياع الفرص، في وقت تتم مساندة لاعبين آخرين، وقال جمال، إنه كان في أمسّ الحاجة إلى هذا الدعم، بعد عودته من الإصابة بالرباط الصليبي.اللاعب يرى أنه تعرض للظلم في الموسمين الأخيرين، بسبب عدم توزيع فرص المشاركة بعدالة بين المهاجمين في الأهلي تجارب غير مألوفة اختار اللاعب الاحتراف في أحد الدوريات الغريبة على مسامع الجماهير المصرية، لكنه ليس الأوحد في هذه الخطوة، فقد سبقه لاعبون آخرون، أبرزهم لاعب الأهلي السابق مجدي طلبة، الذي خاض تجربة في تسعينات القرن الماضي بنادي فاماغوستا القبرصي، كأول لاعب مصري تطأ قدماه ملاعب قبرص. كما احترف لاعب الزمالك أمير عزمي في نادي زوغديدي، في تجربة هي أيضا الأولى للاعب مصري في جورجيا، وانضم له زميله في الزمالك جمال حمزة، في حين خاض اللاعب مصطفى عفروتو تجربة احتراف قصيرة في أذربيجان عبر نادي كاراباغ في عام 2013. يبدو قرار رحيل مهاجم الأهلي متسرعا ونابعا من أزمة مع الجهاز الفني سببها خروجه من حسابات المدير الفني حسام البدري، وهو ما نفاه عمرو جمال، بأنه لا توجد أزمة مع البدري، لكن الشد والجذب أمور طبيعية بين لاعب يبحث عن المشاركة ومدربه، ولفت جمال إلى تمسك البدري ببقائه مع الفريق حتى اللحظات الأخيرة. ويرى اللاعب أنه تعرض للظلم في الموسمين الأخيرين، بسبب عدم توزيع فرص المشاركة بعدالة بين المهاجمين في الأهلى، وهذا ما لم يمنحه فرصته كاملة، كما أنه يؤكد تقليص الفرصة في الموسم المقبل، لأن المنافسة علي مركز المهاجم ستزداد صعوبة، لتواجد المغربي وليد أزارو إلى جانب جونيور أغايي وعماد متعب، فضلا عن عودة مروان محسن من الإصابة. جاءت مغادرة متعب إلى بيدفيست لتحقق الفائدة للاعب والنادي معا، لأنه سيخفف عبء صداع البدلاء في رأس البدري، ويمنح خزانة النادي نحو 4 ملايين جنيه، بينما هي فرصة أتيحت أمام عمرو جمال للمشاركة أساسيا واستعادة نسق المباريات، غير أن ذلك يتطلب منه العودة سريعا إلى مستواه، فضلا عن السعي إلى الحفاظ على مكانه في تشكيلة منتخب مصر، وفي الحالتين لم يشعر اللاعب بعدم رغبة الأهلي في بقائه، ولو شعر بذلك لطلب الرحيل نهائيا. وتواجد عمرو جمال في قائمة الفراعنة لمواجهة المنتخب الأوغندي على ملعبه، ضمن الجولة الثالثة للتصفيات الأفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 2018 بروسيا، لكن اختيار اللاعب رأه البعض مجاملة غير محسوبة، فكيف يمكن له الانضمام إلى منتخب بلاده وهو لا يشارك أساسيا مع ناديه، فضلا عن افتقاده خبرة اللعب الدولي، ودافع جمال عن الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني للفراعنة، قائلا إنه مدرب محترف لا يعرف المجاملات على حساب مصلحته في تحقيق الفوز. وقال اللاعب لـ”العرب”، إنه لو لم يكن يستحق ارتداء قميص منتخب بلاده، ما كان له مكان في حسابات جهازه الفني، وكشف في الختام أن انضمامه إلى المنتخب هو أهم أسباب رحيله عن الأهلي، كي يشارك أساسيا ومن ثم لا يفقد مكانه في المنتخب.

مشاركة :