لكل مبدع بدعة ولكل بدعة ضجة. كذا كان الحال مع المتنبي والمعري والجواهري. وكذا كان الحال مع أمير الشعراء أحمد شوقي. ما إن انتهى الشهر المبارك، رمضان الشريف، كما هو الآن يقبل على نهايته، حتى بادر فنشر قصيدة بالمناسبة يودع بها الشهر المجيد. ما إن قرأها الجمهور حتى أثارت ضجة كبرى بينهم: رمضان ولّى هاتها يا ساقي مشتاقة تسعى إلى مشتاق ما كان أكثرَه على ألّافها وأقلَّه في طاعة الخلاق الله غفار الذنوب جميعها إن كان ثَمّ من الذنوب بواقي ويمضي الشاعر مستبشرا متواصلا بأبياته حتى يقول: هات اسقِنِيها غير ذات عواقب حتى نُراعَ لصيحة الصَّفّاق كان من الطبيعي أن يثير بتلك الكلمات جموع الصائمين، بل وغير الصائمين أيضا. وكان منهم الشاعر المصري المولود في محافظة الدقهلية جابر قميحة فرد عليه بذات الوزن والقافية، يتحداه قائلا: لا يا أمير الشعر ليس بمسلم من صام في رمضان صوم نفاق فإذا انتهت أيامه بصيامها نادى وصفق «هاتها يا ساقي!» لا يا أمير الشعر ما ولى الذي آثاره في أعمق الأعماق وكذا مشت أصداء تلك الضجة بين جمهور المسلمين في بقية أرجاء العالم العربي. وكان منهم الشاعر محمود محمد كلزي. قرأ القصيدة فرفع صوته من سوريا ليقول مناقضا ومعاتبا أحمد شوقي بمنحى المتصوفة: رمضان أقبل هاتِها يا صاحِ راحا من الراح بلا أقداح راحا تهيم بها الملائك والورى فتحلق الأرواح دون جناح
مشاركة :