هاجمت صحيفة «الراية القطرية» صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، هجوماً سافلاً قذراً، ولا تخلو تقارير قناة «الحقيرة» كما أحب أن أسميها؛ من بعض الإساءات لسموه وما تقوم به الإمارات من أدوار سياسية رائدة في المنطقة. والتي بطبيعة الحال تخالف التوجهات القطرية، والتي ترنو لإسقاط العالم العربي بأكمله في صراعات دامية ونشر الفوضى والاقتتال في كل مكان، بينما تسعى القيادة الإماراتية إلى بذل جهود ومساعٍ حثيثة لحفظ الأمن والاستقرار واللحمة بين أقطار العالم العربي والإسلامي، والتصدي للمشروع الإخواني القطري الظلامي. قد يستغرب البعض لماذا تتقصد المنصات الإعلامية القطرية والإخوانية الإساءة لسموه في كل فرصة وحين، وسبب هذه الكراهية أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد وقف أمام تنفيذ مخططاتهم المشينة في المنطقة، ودمر أحلامهم ومساعيهم في السيطرة على الدول العربية ونهب مقدراتها، وتقويض أمنها واستقرارها. وقد قاد سموه منذ تسلمه القيادة الأمنية والعسكرية في الإمارات حرباً ضروساً ضد التأسلم السياسي العدائي والظلامي، والذي يرمي في نهاية المطاف لأن يهوي بشعوبنا لحضيض الأرض ليعتلي رموزه كراسي السلطة. صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بات مصدر رعب لكل إخوانجي، فهم يعلمون علم اليقين أن سموه يلاحق مخططاتهم ليفشلها من مغارب الأرض إلى مشارقها، فسموه يعلم أن الخير لن يأتي من أولئك الذين يتاجرون بالإسلام ومفاهيمه التي جندوها لخدمة أجنداتهم، وتماشياً مع مصالحهم الشخصية. وهذه حقيقة عشناها وتعايشناها منذ نشأة هذه الجماعة الإرهابية، وخلال 90 سنة وهم يخططون لكيفية السيطرة على مقدرات البلاد والعباد في وطننا العربي طمعاً في الحكم بغية إشباع أمراضهم النفسية المقيتة حتى على حساب أرواح الناس وأمنهم، فيمتطون جواد الفكر الإسلامي كشكل ومظهر لكسب تأييد الشعوب. وإيجاد قاعدة جماهيرية لهم، وما يدرون أن الفرسان يفرقون بين الفرس الأصيل والخيل «الكديش». حكاية سموه مع التنظيمات الإخوانية والإرهابية، وسعيه للقضاء عليها جعلت منه شخصية قاهرة لهم، ولهذا تجدهم يستغلون أي حدث للإساءة لسموه وإثارة الشكوك حول شخصيته وعلاقاته الجيدة بإخوانه في السعودية أو بقية الدول الخليجية. ولهذا تنشد بعض التوجهات وبعض الآراء عبر وسائل التواصل الاجتماعي كمحاولة لإثارة الفتنة بين الإمارات والسعودية، ولكن دائما ما تكون النتيجة لمثل هذه المحاولات القذرة الفشل الذريع، وسرعان ما تتحول إلى دعوات لزيادة اللحمة بين الدولتين الجارتين اللتين تتشاركان في نفس المصير. وينقلب السحر على الساحر وتتكشف مخططات الإخوان، وتخيب مساعيهم. دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية لديهما مشروع قائم على محاربة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه، وخلال تاريخنا القريب شاهدنا العديد من الأزمات الخليجية القطرية. وذلك بسبب نهج الدوحة القائم على احتضان الإرهاب والإرهابيين ودعمهم وتمويلهم، وأزمة قطر الحالية ما هي إلا امتداد لسعي الإمارات والسعودية لتجفيف منابع تمويل الإرهاب، وقد عُرف عن الإخوان القذارة في الفعل ورد الفعل، ولهذا يحاولون دائما الالتفاف حول الحقائق وتغييرها وصنع الدسائس وصولاً للشتائم والسباب والإساءة لخصومهم بأدنى درجات الحقارة. إن الحرب ضد الإرهاب مهمة ليست سهلة وتتطلب رجالاً على علم ودراية وشجاعة بكيفية مقاومة هذا الفكر الضلالي، ولديهم الشجاعة لبيان الخفايا وتعرية الحقائق والمكاشفة أمام الناس. ولذا قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد بهذا الدور لكي ينقذ الإسلام والمسلمين ممن يريدون استغلال مفاهيم الدين لتوريط شعوبنا باقتتال دام لا نهاية له، والدور الذي يقوم به سموه يعمل على إعادة النصاب إلى وضعه الصحيح، وإعادة استقرار المنطقة وحفظ أمن شعوبها. الإخوان لا يمارسون السياسة من خلال الإسلام، إنما يمارسون الإسلام كما تريدها سياستهم، ولهذا سيأتي اليوم الذي تقدم شعوب العالم الإسلامي رسالة شكر لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد على تحمله كل هذه الأعباء في إيجاد إسلام معتدل ناصع متسامح كما أراده الله لعباده ولأمته. وسيأتي اليوم الذي نتخلص فيه من شرور الإخوان وأعوانهم ومن عاونهم ومولهم، وما قطر إلا دولة سيطر عليها الإخوان حتى تغلغل في فكرها حتى النخاع، وما النتيجة إلا أن وصلوا للمقاطعة من جيرانهم، فأينما يتواجد الإخوان تتواجد المشاكل والنزاعات والخراب. سيبقى المشروع الفكري الذي يتبناه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد هو الطريق الأسلم لشعوبنا، فهو قائم على احترام الآخر وحفظ الأرواح، وأسلوبه التسامح، ومنهجه الاعتدال، وسياساته منبثقة من الإسلام الحقيقي، وليس ما دنسه الإرهاب والإرهابيون والإخوان والقيادة القطرية. كلنا نقف خلف سموه في مشروعه ومواجهته للفكر الظلامي، فسموه لا يحارب وحيداً فالإماراتيون من أصحاب العقول النيرة يمارسون نفس النهج وعلى خطى سموه يكون المسير. فالإمارات وشعبها يحملون المنهج الصحيح للإسلام بعيداً عن التأسلم السياسي الذي لم يأخذ من الإسلام إلا مسميات تخدم مصالحه، وبعيداً كل البعد عن مقوماته الأساسية، ولن نتوانى عن هذا المشروع حتى نقضي على الإرهاب ومفتييه وداعميه ومبرريه. الفكر الظلامي يحتاج لفكر من نور يحاربه يحتاج لصحوة أخلاقية. وهذا ما تسعى الإمارات ومؤسساتها لإيجاده في أجيالنا المستقبلية، وبالتعاون مع من يشابهوننا في هذا الفكر، ولهذا تجد سموه مهتماً بلقاء ممثلي الإسلام المعتدل كالأزهر الشريف وهيئة علماء المسلمين، والذين يتشاركون معنا في حربنا ضد راعي الإرهاب. *كاتب وإعلامي إماراتي
مشاركة :