«فن الكف»... تراث سمعي للصعيد يستمر بلمسة عصرية

  • 8/23/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

منذ 17 عاماً، يحمل الفنان المصري محمود الإدفاوي هم نقل «فن الكف» وهو من التراث السمعي لمحافظات الصعيد، إلى أرجاء مصر. عندذاك أسس فرقته «الكف» من 6 كفافة وعازف للعود وآخر للطبلة، وعازفين على الدف، وبفضلهم اكتسب الفن التراثي جمهوراً جديداً لم يحتك به من قبل. يعتمد فن الكف على الارتجال، إذ يبدأ الفنان بالصلاة على النبي ثم الشروع في قول «خانة»، وهي موال مربع (أبيات شعرية مرتجلة)، شرط أن يلتزم في الغناء بقوافٍ وأوزان شعرية مضبوطة بمصاحبة ضارب الدف. وهنا يأتي دور الكفافة (العازفون الذين يصدرون نغمات موسيقية بالتصفيق فقط). وهؤلاء العازفون هم من يميّز هذا الفن، إذ يتولون ضبط الإيقاع الموسيقي عبر التصفيق، مرددين كلمات الخانة. يقول الإدفاوي لـ «الحياة»: «الكف فن فرعوني أصيل توارثه الأجيال في جنوب مصر بداية من قنا والأقصر وخصوصاً في أسوان. ولا يزال ذلك الفن من المميز الحضاري لتلك المحافظات، يؤدونه في مناسبات عدة، إذ يتجمع الرجال والنساء وتبدأ فرقة الكف توجيه جُمَل إلى الفنان قائد الفرقة الذي ينطلق بالارتجال في موضوع يشغل العامة. الفرقة كانت مقتصرة على المرتجل والكفافة وتطور الفن تدريجياً حتى دخلت عليه آلة الدف، وأخيراً انضمت آلة العود لإعطاء لمسة عصرية وضبط الإيقاع الموسيقي». وعن التواصل بين الكفافة والمرتجل، يقول: «يعرف الكفافة وعازف العود وضارب الدف اللحن من نبرة صوت المرتجل، ويردد معه الكفافة الكلمات، ولنبرة الصوت دليل على نوعية اللحن المستخدم، وذلك عبر نوع إيقاع الخانة إما ثلاثي أو رباعي أو خماسي. يبدأ الكفافة التمايل يميناً ويساراً في حركة واحدة متناسقة تضفي حالة خاصة». ويشير الإدفاوي إلى أن ممارس فن الكف يجب أن يتميز بموهبة الارتجال وسرعة البديهة والإلمام بقواعد اللغة العربية والحرص على قوافي الجُمَل. ويضيف: «فن الكف يناقش مواضيع الحياة اليومية، ويعتمد على الكلمة وسرعة الارتجال للفنان وله أشكال عدة، منها المربوع وفن الواو والكف العالي والكف الصعيدي». يسعى مؤسس الفرقة إلى نشر فن الكف على الصعيدين المحلي والدولي، ويحضِّر لتصوير أغنية في أسوان لتعريف العامة بفن الكف وأهميته ومراحل تطوره. يذكر أن فرقة «الكف الأسواني» انضمت إلى مركز «المصطبة» للفنون الشعبية، للحفاظ على الفلكلور المصري، وللفرقة حفلة شهرية على «مسرح الضمة» في حي عابدين (وسط القاهرة)، بالإضافة إلى حفلات بين الحين والآخر في ساقية الصاوي بضاحية الزمالك (غرب القاهرة).

مشاركة :