الفقر يتمدد في مصر وتجارب التغيير تستمر في الفشل بقلم: محمد الحمامصي

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

معظم الأنظمة الضريبية التي اتبعتها الأنظمة الحاكمة لم تفض إلى تحسن ملحوظ في حياة المصريين بل عادة ما كانت تنقلهم من سيء إلى أسوأ. فعادة ما كانت هذه الضرائب تتعرض للسرقة من كبار المسؤولين في الدولة والقائمين على جبايتها دون رادع أو رقيب، مما تسبب في إفلاس الدولة وبالتالي فرض المزيد من الضرائب تحت مسميات مختلفة، رغم أن الدولة لم تعد قادرة على تقديم خدمات تستحق أن يجمع لها ضرائب، وبالتالي فإن لم يقابل فرض الضرائب بتحسن في حياة الشعوب، فإن فرضها يعدّ نوعا من الاستعباد. ويقول هاشم إنه في مصر قام الشعب بثورتين تصور في كليهما أن تغيير النظام هو الحل، وأن النظام متجسد في شخص واحد أو جماعة واحدة، وحقيقة الأمر أن المشكلة ليست في الشخص الحاكم، وإنما في النظام الذي تدار به البلاد. فإذا كانت الثورات العربية قد أطاحت بحكام مفسدين، قإن الواقع يشهد أنها فشلت جميعها في الإطاحة بالأنظمة المستبدة. والتنمية في مصر لا تزال متخلفة يجرها قطار تقوده حكومات تركب نفس العربات، والمتجسد في سياسات بالية عجزت عن فهم حقيقة التنمية وآليات تحقيقها، فأصبحت مصر دولة تقوم التنمية فيها على الاقتراض والاستدانة: فتقوم الدولة بالاقتراض من الخارج لتقرض بالداخل، وتتحول الدولة من مسؤول أول عن التنمية إلى وسيط تقترض أموالا من الخارج لتقرضها لمواطنيها بـفائدة أعلى بالداخل وتصبح معضلة التنمية في مصر تكمن في إمكانية تحرير الدولة من استراتيجية الدائن المدين. ويضيف أن الفقر يزداد حدة في مصر لدرجة أن هناك فئات عريضة تجاوزت خط الفقر ووصلت بجدارة إلى خط الاحتياج، لكن لا يريد الحديث عن ثورة جياع، حيث أن الثورات لم تقدم يوما إنجازا ملحوظا لصالح الفقراء الذين لم يثوروا في الأصل وإنما ثار غيرهم عنهم بالوكالة. لكن في حال استمرار الحكومة والنظام في تجاهلها لجملة الإحباطات التي يعيشها المصريون الآن، واستهانت باستهانتهم للموت، وإن لم تتمكن الحكومة من إعادة تشكيل معنى الحياة لديهم فإن أرصدة الديون لن تتوقف عن التزايد، وعجلة التنمية لن تتحرك إلى الأمام. كاتب مصري

مشاركة :