متى نتعلم من التجارب ونقود بحكمة؟

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

نظرة إلى واقع حياتنا وما فيها من مواقف وأحداث، نلحظ أن الكثير منا قد يكرر نفس الخطأ ويقع في نفس الحفرة، مع أنه (لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) كما جاء في حديث الشيخين مرفوعا. إن المواقف التي نمر بها والأحداث التي تواجهنا هي فرصة سانحة لاكتساب حكمة التصرف السديد، عندما نجعل من هذه المواقف تجربة تضيف لنا رصيدًا من الخبرة وكما يقال: أوقية من الخبرة تساوي أكثر من طن من الوعظ. لقد قيل قديما (لا حَكِيمَ إِلا ذُو تَجْرِبَةٍ) وشرحها ابن الأثير- بقوله: «من جرب الأمور، علم نفعها وضررها، فلا يفعل شيئا؛ إلا عن حكمة». و التجربة ليست ما يحدث للإنسان، بل ما يفعله الإنسان حيال ما يحدث له- كما قال الكاتب الإنجليزي ألدوس هكسلي Aldous Huxley - وهذا يعني كما أفهم أن التجربة تشمل الحدث + الجهد البشري في التعامل مع هذا الحدث سواء أكان فكرا أو عملا. وتجاربنا الحياتية تغطي كافة المواقع الاجتماعية في البيت والعمل والمدرسة والجامعة والطرق، لكن دعوني أقدم من سلوكنا المروري مثالا بارزا على أهمية الاستفادة من تجاربنا على الطريق. عندما تقود سيارتك في أحد الشوارع فإن معدلات المخاطر تزداد إذا رفعت جوالك لترد على مكالمة هاتفية مثلاً، ويتضاعف حينما تكتب رسالة نصية. كما ان تجاوز السرعة على الطرق سواء في المدن أو في الطرق البرية في المملكة سبب رئيس في ارتفاع معدلات الوفيات التي تجاوزت سبعة آلاف حالة وفاة في المملكة. جاء ذلك في دراسة أجراها عدد من الباحثين بجامعة الملك عبدالعزيز أثبتت أن السرعة تأتي في مقدمة أسباب الحوادث وتسهم بنسبة 24.6 في المئة، وتصل نسبة المصابين نتيجة حوادث السرعة إلى 70 في المئة من مجمل حوادث الوفيات. وأوضحت الدراسة أن 80 في المئة من الحوادث المرورية في المملكة التي تُخلف مصابين تقع داخل المدن، في حين 18 في المئة فقط تقع خارج المدن أو على الخطوط السريعة، وهو ما يعني وفق الدراسة تدني الالتزام بأنظمة المرور والسرعة وتجاوز الإشارات المرورية أليس من الحكمة أن نعتبر من هذه التجارب اليومية التي نرى حطامها بأم أعيننا، ونتألم من مشهد المصابين أو المتوفين على قارعة الطريق؟ فهؤلاء كان أحدهم مشغولا بجواله أو متعجلا بتهور في الوصول إلى مقصده..والحكمة العربية تقول: السعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ بنفسه. ولتعزيز اهتمامك بقواعد السلامة المرورية، قامت لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية بتنفيذ لوحة توعوية تعتبر الأكبر حجما من نوعها، وتضم اللوحة رسائل قصيرة في السلامة المرورية على طريق مجلس التعاون الخليجي (طريق أبو حدرية). ومن توجيهات الشرع تجنب الإسراع والمزاحمة، كما جاء في حديث النبي-صلى الله عليه وسلم - يوم عرفة- حيث قال: (أيها الناس، عليكم بالسكينة، فإن البرَّ ليس بالإيضاع أي: السير السريع.) رواه البخاري. والمراد: السير بالرِّفق وعدم المزاحمة. تذكر أن للطريق حقا...فكُفّ الأذى عنه.

مشاركة :