فتش عن الحبّ ستجده.. هكذا تحدثت رواية قواعد العشق الأربعون

  • 8/24/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ذات مرّة كان الله قريباً منّي يعيش في تفاصيلي، منذ صغري اتخذت الدرجة الثانية من درج بيتنا أناجي نجمة وحيدة ابتعدت عن كلّ النجوم وكانت تجلس وحدها تشع بنور خافت، كنت أبحث عن النجمة التائهة الحائرة الخجولة وأحادثها، وكأنّ الله تلبسّ نورها وسكنها.. كنت أبحث عن نملة ضعيفة أراقب تفاصيلها وأشكوها همّي.. حملت همومي منذ طفولتي وبحت بهمّي للّه ولم أخف غضبه.. كانت النجمة في السماء ربّي أما النملة في الأرض تفصيلي.. أحبّك يا الله، كنت أقولها بصمت، وأبكي أحيانا.. لم تهمني التفاصيل يوماً، ليست الحجاب في فترة ما ما قبل 12 سنة، ونزعته في البحر دون سابق قرار بعد أشهر من ارتدائه.. دعاني البحر إليه محجبة ثم خرجت سافرة ولم يغضب الله منّي وقتها.. أنا لست ملاكاً ولا أدعي، ولكن أبي يقول لي: إنّ الطريق مفتوح لك في أول خطوة صحيحة ستجدين سعادتك هناك.. اخلعي الدنيا وتفاصيلها الصغيرة فهناك ويرفع يده إلى السماء عالياً يحبّك الله ويدعوك إليه.. فتجهزي أن تكوني له وحده. بقيت سنوات في صفاء مع فكرة الله التي تسكنني ثم خلعت الفكرة أو خلعتني، لم أعد بتلك الرهافة والطيبة، غيرتني الحياة كثيراً وأصبحت واقعة في حبّ الدنيا وملذاتها.. أكتب عن الجسد والحياة والحبّ وتناسيت هذا القلب.. لم أعد أؤمن أنّ الحبّ طريق للحقيقة، بل آمنت أن التجربة طريق وحيد لها.. ولم أعرف أنّهما واحد حتى وإن اختلف الإناء فهو يحمل نفس السائل.. إنّ التجربة شقيقة الحبّ. منذ ليلة أمس عصف بي الحبّ والشوق إلى الله.. لم أصلّ ولن أصلّي، هكذا جزمت أن الله لا يخضع لحركات السجود والركوع، إنّ الله يسكن خبايا النفس فتطهري من أدران الدنيا.. لا شيء باق سوى ابتسامة يتيم أو سعادة أرملة أو نصيحة حائر.. إنّ الله يحبّ عباده الذين إن تابوا فرحوا وأفرحوا. كانت رواية قواعد العشق الأربعون بوابة أمل تفتح لي بوايات الحياة المغلقة، شمس الدين التبريزي وجلال الدين الرومي جعلاني أنهل من العشق الوحيد في الحياة مدّة أربع وعشرين ساعة.. لا تهمني التفاصيل والطقوس أبداً بل همّي تلك القواعد التي تعلمك كيف تصبح إنساناً حتى وإن ألغت الحياة إنسانيتك حتى وإن فقدت البعض منها في منتصف الطريق.. ربّاه لا تتركني وأنا أقرأ القواعد: قاعدة إثر أخرى.. لقد سطعت شمس التبريزي على قلب جلال الدين الرومي فأرسل لي شمسي، واجعلني أجد رفيقي حتى أمسك بالحقيقة.. هكذا كنت أناجي الله، وأنا أحسد الرومي على رفقة التبريزي.. ويحيي هل أوّد أن أصبح صوفية.. تذكرت أحدهم قال لي يوماً: نهايتك في دروب التصوّف فقط لا تفقدي قلبك الطيّب.. إنّ الحبّ طريق الحقيقة والسعادة، فلا تكفري بالحبّ هكذا علمت نفسي ولم أعلم أنّها قاعدة من قواعد العشق.. إيلا وأنا كم تشابهنا وكم تشابهت أرواحنا حتى وإن اختلفت تفاصيل حياتنا ولكن يكفي أن ينتفض الحبّ حتى يغيّر مجرى العالم.. أيّها العالم الجميل فيك من الطيبة ما يكفي الكون ومن قلوب الأتقياء ما يغيّر مجراك.. ستكف الحروب ولن يموت طفل بقذيفة في سوريا وفلسطين، ولن يجوع طفل في الصومال وبورما.. أيّها الحبّ انتفض أرجوك إنّك أكثر قوة من السلاح النووي. إنّ الحبّ الذي عاش في القرن الثالث عشر قادر على العيش هنا في القرن الواحد والعشرين.. رواية قواعد العشق الأربعون قادرة على أن تعطيك مسحة فرح وطاقة إيجابية، قادرة على أن تغيّر حياتك، فقط اعقد العزم وقل لنا شيء هنا سنغيّره من أجلنا جميعاً. كتبت خولة الفرشيشي ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :