متحف «تمنية» العسيري: 10 آلاف قطعة تروي حكايات الماضي

  • 8/25/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يبدو حفظ التراث هواية أصيلة لدى أبناء منطقة عسير في جنوب السعودية، فهناك انتماء وارتماء في حضن الأرض التي يحمل أهلها ملامح وقسمات تشبه طينتها وتنوعها. ولا يكاد يخلو بيت هناك من أثر أو لمسة تراثية تربطه بتاريخ عريق لهذه الأرض وإنسانها الذي اختبر مشقات الحياة وصعابها. عبدالهادي آل مهدي واحد من الذين ارتبطوا بالتراث عشقاً وهواية، فأقام قرب منزله متحفه الخاص «تمنية» حيث يحتفظ بقطع التراث وتفاصيله على طريقته الخاصة. وهو أحد أبناء «قبيلة القارية ولحيفة» المقيمة في تمنية شهران في منطقة عسير والتابعة لمركز الشعف، وتبنى مشروعه الشخصي والأثير إلى قلبه للمحافظة على التراث والهوية والتاريخ. عام 1991 بدأ تحقيق حلمه لاحتضان شيء من عبق الماضي بين جدران ما سيصبح لاحقاً متحفاً كبـــيراً وجــديراً بالاهتمام، وأكثر ما يلهمه لمواصلة عمله هو البيئة التي تربى فيها. ويحاول عبر مشروعه هذا أن يذكّر الأجيال الراهنة بما عاناه الأجداد من شظف العيش وتحمل المشقة، وما عاشوه في الوقت ذاته من سعادة وإلفة وتعاون ببساطتهم وفطرتهم. المتحف مبنى ملتصق بسكن صاحبه، ويتكون من ثلاث غرف بنيت على الطراز التراثي القديم المستوحى من بيئة المنطقة. ويعرض في القاعة الأولى مجموعة كبيرة من السيوف والخناجر والدروع والرماح، إضافة إلى أواني الطهو والحلي النسائية وآلات تصوير قديمة. وفي القاعة الثانية قسمان، الأول فيه قطع تراثية مثل الملبوسات الرجالية والنسائية وهواتف وأجهزة راديو وشاشة عرض سينما قديمة وعملات ورقية ومعدنية، وصور وأدوات زراعة كانت تستعمل في الماضي، وفي الثاني مجامر تراثية وأواني حفظ الماء والصحاف وأواني الطبخ والدلال، إضافة إلى مفروشات. يقع المتحف الذي يضم 10 آلاف قطعة على مسافة 40 كيلومتراً جنوب شرقي مدينة أبها، ويأمل مالكه عبدالهادي آل مهدي بالتوسع في المشروع، متمنياً أن يحظى المتحف ببعض الاهتمام في توفير الإنارة حوله وتحسين مدخله ووضع لوحات إرشاد عند مداخل البلدة.

مشاركة :