كشفت الأحداث -ولا يزال المزيد في الطريق- أن جل الإعلام الرياضي الذي يتوزع على الفضاء والصحف و"تويتر" ومختلف الوسائل الرياضية المختلفة لم يعد مهنياً ومحايداً، وليس من أجل مصالح رياضة الوطن والحرص على تقدمها ونهضتها والعودة إلى الواجهة، إنما يجري خلف أهدافه ويعزز لمن "يدعمه" ويوفر له مطالبه ويضعه تحت تصرفه وتوجيهاته، والمصيبة أن معظم ضيوف البرامج ومن يتحولون إلى واعظين وبكائين على غياب المهنية والحياد هم من يرفع شعار التعصب ويؤثر على تلاحم الشارع الرياضي ويضرب علاقاته ويشعل نار الملاسنات والخلافات، من خلال كيل الاتهامات بلا أدلة، المهم تنفيذ التوجيهات وتحقيق الرغبات الذاتية، وإذا كان الأمر يتعلق بأنديتهم فلديهم القدرة على "تهوين" مشاكلها والدفاع عنها ومحاولة النيل من الآخرين والإساءة لهم، أما إذا تعلق الأمر بالمنتخبات السعودية والأندية المنافسة، فالأمر عادي ولديهم استعداد للتجاوز وضرب مصالحه عرض الحائط، متناسين نصائحهم للناس والرياضيين بالبعد عن التعصب والعمل على التلاحم والتناغم، هذا الظهور المتناقض والازدواج في الشخصية والمفاهيم أعاد الإعلام الرياضي إلى المربع الأول بعدما نهض على أكتاف عمالقة حملوا على عاتقهم رعايته وحمايته والوصول به إلى مكانة جعلته شريكاً في النهضة والإنجازات الرياضية التي تحققت للمنتخبات والأندية السعودية في المحافل الدولية، قبل أن يتراجع ويتحول بعضه إلى "مسخرة" ومحل تندر وانتقادات عامة الناس، ويحز بالنفس أنه مع ظهور وتواجد جل الإعلام الحالي تراجعت الرياضة السعودية وغابت عن المشهد العالمي، أيضاً يحز بالنفس أن هذا التراجع تزامن مع ظهور نماذج معروفة من الإداريين والحكام الذين أضروا بالعمل الرياضي وكبدوا الأندية خسائر عدة على الصعيد المالي وضياع البطولات الأمر الذي يعني صعوبة العلاج والسبب العديد من النماذج الإعلامية والإدارية والتحكيمية التي حملت على عاتقها ضياع بوصلة الرياضة، فكان الغياب الكبير عما يريده المشجع الرياضي على مستوى الأندية والمنتخبات، لذلك الأمر يحتاج للتأسيس من جديد لجيل مؤهل وقادر على الاضطلاع بالمسؤولية وحمل الأمانة وعدم الارتماء في أحضان توجهات غيره حتى تبرز رسالته وتأثيره ويكون "إعلاماً للجميع"، لا إعلاماً يقوده غيره.
مشاركة :