القاهرة: «الخليج» يعتبر «أوليفر ستون» واحداً من مخرجي هوليوود المتميزين، ويدل على ذلك مؤشران، أولهما حصول أفلامه على عدد لا بأس به من جوائز الأوسكار وغيرها، المثال على ذلك فيلم «الفصيلة» الذي رشح لنيل ثماني جوائز أوسكار، حصل على أربع منها، أما المؤشر الثاني فهو الإقبال الجماهيري الواسع على أفلامه، هذا الإقبال الذي ضمن لأفلامه النجاح، وحقق لها الشعبية التي يتمناها كل فنان، حيث حقق فيلم «الفصيلة» أرباحا بلغت 136 مليون دولار في السوق الأمريكي فقط، وبالطبع لم تحقق كل أفلامه مثل هذا النجاح المادي، ومنها ما فشل تجاريا، وحقق الخسائر، ومنها ما لم يحظ بتقدير النقاد، لكنها جميعا أثارت حولها الجدل، ويكشف لنا «نورمان كيجان» في كتابه «مأزق البطل الوحيد سينما أوليفر ستون» عن مناطق القوة والضعف في أفلام هذا المخرج.يتناول كيجان نشأة المخرج، مرورا بأهم عوامل تكوينه، والأحداث المؤثرة، وكيف كانت علاقته المتوترة بأسرته، وكيف اشترك في حرب فيتنام وأثرها فيه، وكيف دخل السجن وكيف وجد خلاصه في معهد السينما، وكان أول أساتذته «مارتن سكورسيزي»، الذي أسهم في توجيه وترشيد طاقة الغضب عنده، وكيف عانى في كتابته للسيناريوهات قبل أن يحظ واحد منها بالتنفيذ.ويتضمن الكتاب تحليلا لهذا الفيلم الأول «نوبة مرضية» يكشف فيه عن الموتيفات الأساسية التي أصبحت تشكل عالم «ستون» في أفلامه التالية، وإن كان الخلاف شاسعا بين مستوى أفلام ستون الأولى التي كتب لها السيناريو أو أخرجها، وأفلامه التالية التي تأسست بها شهرته وحققت له التميز، فأفلام البداية التي يتعرض لها الكتاب هي بالفعل، كما أطلق عليها كيجان، عنوانا للفصل «بدايات زائفة» وكلها من نوع أفلام الرعب والجريمة.هذه البدايات كانت التدريب الحرفي لصناعة الفيلم، وهو ما أفاده في إخراج أفلامه التالية، وإن كانت المهارة الحرفية التي اكتسبها لم تكن هي وحدها صانعة تميزه وامتيازه الواضح في الأفلام التالية، وهي ما يتناولها الكتاب فيلمًا بعد فيلم، فيكشف لنا عن جوانب أخرى من سر هذا التميز، وأول ما نستخلصه من أسباب هذا التميز هو قدرة «ستون» على التقاط الموضوع المهم المرتبط باهتمامات الناس، وثاني هذه الأسباب أنه يتناول الموضوعات بوجهة نظر نقدية في مواجهة الثقافة السطحية الدعائية الشائعة في الشارع.
مشاركة :