في الوقت الذي أعلنت فيه قطر عن إنشاء ملعب الثمامة، كأحد الملاعب المنشأة خصيصاً لاستضافة "مونديال 2022"، نشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية تقريراً صحافياً هاجمت من خلاله الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" حيال صمته المريب أمام الأحداث المتورطة بها قطر، وتحت عنوان:"الفيل في الغرفة.. والكل يصمت منكراً وجوده" شددت على أن الأزمة الخليجية الحالية مؤثرة على عملية استضافة الدوحة للحدث العالمي خصوصاً في ظل الأعباء المالية التي تعانيها الدولة المعزولة. وتساءلت الشبكة: "كيف سيؤثر حصار الجيران على استضافة المونديال؟" ثم شرعت في الإجابة على تساؤلها: "قطر حصلت على فرصة لا تتكرر، بصرف النظر عن طريقة الحصول على هذا التصويت باستضافة المونديال لكنها حصلت عليه، والآن أصبح لزاماً على الدوحة أن تعي أن القطيعة مع الجيران سكين ربما يقطع كل ما حاولت أن تصل إليه طيلة عشرة أعوام ماضية خصوصاً بربط الرياضة بالسياسة أو استغلال الأولى لخدمة الثانية". ونقلت الشبكة عن الأكاديمي المتخصص بالدراسات الدولية في جامعة "بيكر إنستيتيوب" كريستيان أولرتشسن قوله: "سعت قطر طوال الأعوام لخدمة علامتها التجارية وتعريف الناس بها، عشرة أعوام سخروها في الدعاية من خلال الرياضة والآن كل ذلك بكل وضوح قد انهار وتأثر بالأحداث الجارية واتهام قطر برعاية الإرهاب". ويرى التقرير المنشور في "سي إن إن" الأميركية أن حصول قطر على استضافة كأس العالم 2022 جاء في ظروف غير عادية وأنه أمر بات متعارفاً عليه والكل يدرك وجود شبهات دارت حول عملية الاقتراع والتصويت وقالت الشبكة: "لم تعد اليوم القضية كيف حصلت قطر على حق استضافة المونديال قبل سبعة أعوام ولكن المهم الآن هل تستطيع قطر استكمال ما بدأته بشكل حقيقي؟، بصرف النظر عن الأمور الدعائية والإعلامية بالإعلان عن مشروع إستاد الثمامة أو غيرها من الأخبار التي يتم نشرها في محاولة لتحويل الأضواء بعيداً عن الأزمة الحقيقية والموجودة وهي أن الجميع يدرك وجود أزمة ولا يتدخلون لإيجاد حلول حقيقة وتصرف سريع للاعتراف بوجود الفيل في الغرفة". ضغوطات كبيرة على "الفيفا" ولم يعد الرفض دولياً فقط بل حتى على المستوى العربي فلا يبدو أن استضافة الدوحة للمونديال باتت محل ترحيب، إذ طالب عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري مصطفى حسين أبو دومة المجتمع الدولي التحرك للضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لسحب ملف تنظيم المونديال وقال في تصريحات تناقلتها عدد من وسائل الإعلام المصرية أمس: "استخدمت قطر الرشاوى المالية لتحصل على تنظيم هذا الحدث الرياضي الضخم وهو ما يتطلب إعادة القرعة مرة أخرى أو أن يمنح حق التنظيم لأقرب منافس لها وهذا المطلب محل اتفاق المجتمع الدولي بأكمله خاصةً بعد الكشف عن حجم الرشاوى التي قدمتها الدوحة لمسؤولين يعملون داخل أروقة الفيفا"، وهناك تقارير قطرية تؤكد عجز حكومتها المتورطة بدعم الإرهاب عن استكمال إجراءات الاستعداد لتنظيم هذا الحدث العالمي وهو ما يؤكد أن قرار سحب البطولة بات قريباً". وفي الجانب ذاته أكدت عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب المصري نجوى خلف أن قطر سلكت طرقاً غير أخلاقية ودفعت رشاوى لتفوز باستضافة مونديال 2022 وقالت في تصريحاتها المنتشرة في عدد من وسائل الإعلام المصرية: "وفقاً للتقارير التي أثبتت وجود فساد ورشاوى في استضافة قطر لمونديال 2022 فلا بد أن يكون هناك قرار عاجل لسحب تنظيم المونديال من قطر خصوصاً بعد الأحداث الأخيرة التي كشفت عن الوجه الحقيقي لقطر باعتبارها راعيةً للإرهاب فيجب على الدول العربية اليوم أن تضغط على "الفيفا" لتجريد قطر من حق استضافة المونديال بعد أن تكشفت أدوارها في الخفاء ومحاولاتها المتسمرة لتدمير الدول العربية طيلة الأعوام الماضية". قطر لا تدرك حجمها وفي شأن متصل عن تأثير الأزمة الخليجية على استضافة قطر لمونديال 2022، نشر موقع "هوم لاند سيكورتي" الأميركي تقريراً حول ذلك قال فيه: "يجب على الدوحة أن تحذر من جلب أعداء آخرين ضدها خارج نطاق الدول العربية، في ظل رغبتها الجامحة أن تلعب دوراً رئيساً في عالم كرة القدم وهذا الدور اشتمل على نقل نجم الكرة البرازيلي نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان وجاءت كلفة الانتقال صادمة للمشجعين والمحللين بما يقترب من 600 مليون دولار وقطعاً فإن إنفاق هذا المبلغ على لاعب واحد هو أبعد بكثير من القدرة المالية لمعظم فرق كرة القدم في أوروبا ولكنه في مقدرة قطر الغنية بالنفط، والتي سعت لإتمام هذه الصفقة ليست لكرة القدم فقط بل لأدوار ودوافع سياسية". وأضاف الموقع المتخصص بنشر الدراسات والتحليلات السياسية: "باريس سان جيرمان مملوك بالكامل لاستثمارات قطر الرياضية وهي شركة قابضة مملوكة للحكومة القطرية والتي تسيطر أيضاً على مجموعة قنوات "بي ان سبورت" الإعلامية وهي القسم الرياضي لشبكة الجزيرة التلفزيونية، وبفضل هذه الاستثمارات الضخمة لقطر حملت الدولة الصغيرة اسماً بين مجانين كرة القدم العرب إلا أن أيام مجدها الكروي قصيرة تماماً مثلما حدث للجزيرة، فهي محاطة بالشكوك في قضايا فساد متعددة لاستضافة المونديال ومتورطة وفقاً لتقرير منظمة العفو الدولية عام 2015 بموت آلاف العمال الأجانب داخل أعمال الإنشاءات الخاصة بملاعب كأس العالم". وحول الأثر المترتب على المقاطعة العربية لقطر قال الموقع: "قطر اليوم باتت معزولة تماماً من جيرانها واستضافتها لكأس العالم في خطر بسبب العزلة الدبلوماسية التي فرضتها مصر والإمارات والسعودية والبحرين لاتهامها بدعم الإرهاب وعلى الرغم من امتلاكها لثروة هائلة بفضل النفظ لكن تحايلها على العزلة لن يدوم اقتصادياً على المدى الطويل". صفقة فساد جديدة وعن أبرز الآثار المترتبة على استضافة قطر للمونديال حال استمرار المقاطعة العربية أكد الموقع: "سيتعين على المنتخبات المسافرة إلى قطر تجنب المرور عبر دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى وتقديم الدوحة تأكيدات أن الغذاء لن ينفذ عندما تستضيف الدويلة المعزولة 32 فريقاً وطنياً ومئات الآلاف من المشجعين وسيكون الانتهاء من الملاعب صعباً في الوقت المناسب إن لم تستطع قطر استيراد ما يكفيها على الرغم من امتلاكها الاحتياطات الهائلة من الغاز". ويؤكد التقرير المنشور أن صفقة نيمار المثيرة للجدل ليست من محض الصدفة أن تتزامن مع الأزمة الدبلوماسية الخليجية بل أرادت أن تستعرض قوتها المالية وأن تبعث برسالة إلى الدول المقاطعة أنها لن تخضع لمطالبها وتوقف دعمها للإرهاب وقال: "لكن ذلك بمجمله ربما يجعل الدوحة عرضة للاستجواب من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والتحقيق معها في الصفقة الكبرى إضافة للمبالغ الهائلة التي دفعتها قطر لتفوز بشراء حقوق بث المباريات الأوروبية عبر قنواتها الرياضية ". واختتم التقرير بتأكيداته على أن الولايات المتحدة الأميركية هي الكاسب الأول حال قرر "الفيفا" سحب حق تنظيم مونديال 2022 من قطر باعتبارها المنافس لها وقال: "لو خسرت قطر استضافة المونديال فإن أميركا ستكون الكاسب الأكبر لأنها الوصيفة وسيكون ذلك بمثابة انقلاب رياضي وسياسي كبير، ولن تكون قطر قادرة على أن تقف في وجه الاتحاد الأوروبي فإذا أوقفت شحنات الغاز إليها ستتسبب بحرمانها من العملة وهي التي تحتاجها الدوحة وسط عزلتها اليوم". صفقة نيمار لها أبعاد سياسية والمقاطعة العربية ستكلف الدوحة الكثير
مشاركة :