الدوحة تُغرر بالشباب والفتيات للعبث بأمن أوطانهم

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشف تقرير وثائقي جديد بثته القنوات التلفزيونية في الإمارات عن تحول الدوحة إلى "مركز تدريب" للعبث بأمن واستقرار الإمارات، ضمن ملف جديد من "ملفات قطر في دعم الإرهاب". وأورد التقرير الذي امتد لنحو نصف ساعة اعترافات عيسى خليفة السويدي أحد الأعضاء السابقين في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وعضو ما يسمى "مجلس شورى" الجماعة، كشاهد عيان على دعم الدوحة للإرهاب. وكشفت اعترافات السويدي عن تبني الدوحة لـ"منظمات مشبوهة" لها ارتباطات مباشرة وغير مباشرة بأخرى دولية تعمل على تدريب الشباب ومنهم إماراتيون على زعزعة استقرار وأمن دولهم وإتاحتها لأعضاء "التنظيم السري" الهاربين حضور دورات وملتقيات، وكان لافتاً أن يبث التقرير مداخلة بالصوت والصورة لإحدى عضوات "التنظيم السري" وهي هاربة من الإمارات خلال إحدى هذه الدورات، وهي تحرض على دولة الإمارات العربية المتحدة ورموزها، داعية إلى دعم ما أسمته تغيير النظام في الإمارات أو إسقاطه. وجزم السويدي بأن وصول "الفارين من الإمارات" إلى الدوحة لم يكن أمراً عشوائياً بل تم عبر "خطة للطوارئ"، حيث استقر البعض منهم هناك، فيما وفرت الدوحة للبعض الآخر "الممر الآمن" إلى دول أخرى "رغم انتهاء فترات صلاحية جوازات سفرهم"، موضحاً أن عمل "الجماعة" مبني على السرية والكتمان ويتفرع إلى لجان تربوية واجتماعية وإعلامية والنساء والشباب. وكشف عن الميزانية التي كانت مرصودة للتنظيم الإرهابي والممولة من اشتراكات أعضائه والتبرعات والهبات، إضافة إلى امتلاك الجماعة الإرهابية استثمارات عقارية وشركات وأسهم، واصفاً "جمعية الإصلاح" المنحلة بحكم القانون بأنها كانت الواجهة الأكبر للتنظيم في الإمارات. وتحدث السويدي الذي عمل في قطاع التعليم بقطر منذ 2009 عن أحد ملامح المكر في استقطاب التنظيم الإرهابي لأعضائه، مبيناً أنه وإن كان يعمل على استقطاب أفراد المجتمع بكافة المستويات إلا أن هناك ما يسمى بـ"الاستقطاب النوعي" الذي يركز على خصوصية بعض الفئات ومنها أبناء المسؤولين والتجار ووجهاء القبائل الذين يلقون عناية خاصة في استقطابهم وتربيتهم. ونوه العضو السابق في التنظيم الإرهابي إلى أنه استمر مع الجماعة حتى تم توقيفه وإحالته إلى المحاكمة، مضيفاً أن الجماعة وقبل عملية التوقيف وتزامناً مع ما يسمى "ثورات الربيع العربي" تحركت مع الموجة التي حدثت في بعض دول العالم العربي، فيما أصبح هناك جرأة في الحديث أو الخطاب خصوصاً مع دخول التواصل الاجتماعي كأداة لذلك، حيث أصبح الكل يكتب ويغرد ويعقب دون انضباط". وأكد أن "كثيراً منهم (الإخوان) تكلم كلاماً غير مقبول يمس الإمارات ورموزها وكان ذلك جزءاً كبيراً من هذا المخطط أعدته لجان تشرف على هذا العمل الإلكتروني والعمل الإعلامي صاحبه حديث مع منظمات الحقوقية في العالم بمساعدة أشخاص من خارج الدولة ما يعني أن الدخول في المسألة المحلية البحتة". وواصل التقرير سرد اعترافات السويدي الذي قال: "قبل توقيفي مع بقية أعضاء التنظيم بعامين انتقلت للعمل في قطر وكان مجالي في التربية والتعليم حيث أشرفت على مدارس خاصة"، مضيفاً "معلوم في قطر اهتمام الإخوان المسلمين بقطاع التعليم حيث كان هناك عدد لا بأس به من أعضاء التنظيم يعملون به وهذا واضح من فلسفة الإخوان التربوية التي تهتم بالنشء الذين تعد المدارس والجامعات أكبر حاضنة لهم"، عازياً هذا الاهتمام إلى نشر الفكرة والتأثير على النشء ومن ثم استقطابهم للجماعة عندما يصلون إلى السن المطلوب. وفي إشارة إلى مآرب النظام القطري من ذلك كله قال: "قبل سنوات وتقريباً 20 سنة بدأت علاقات الدوحة بإسرائيل فيما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك قطر وزار مدرسة الجزيرة التي كانت مملوكة لرئيس الوزراء وزير الخارجية القطري في تلك الفترة ما يبين متانة العلاقة بين الطرفين". وأردف السويدي: "في فترة وجودي في قطر اتصل بي أحد المدانين في التنظيم السري طالباً استخدام شقتي الخاصة وأعطيته المفتاح لاستخدامها لأكتشف بعدها أن سبب الطلب هو عقد لقاء تنظيمي بين تنظيم الإخوان في الإمارات وتنظيم الإخوان في قطر". واستطرد: "صراحة لا أستغرب عقد مثل هذا اللقاء لأن العلاقة موجودة بين التنظيمين وقديمة وحتى من خلال مؤسسة أكبر وهي التنسيق الخليجي فالتنظيمات هذه كلها موجودة في هذه المؤسسة والعلاقة بينهم قريبة وهناك الكثير من اللقاءات"، متابعاً: "تأكد لي بعد اكتشافي الأمر أنهم استغلوا وجودي في قطر لخدمة أغراض تنظيمية مثل اجتماعات وغيرها". واصل السويدي حديثه بالقول: "عدت من قطر إلى الإمارات قبل التوقيف بنحو ثلاثة أشهر، فيما غادر بعض قيادات وأعضاء التنظيم السري مع بدء عمليات التوقيف ومنهم من هرب إلى قطر، وبعضهم هرب إلى الدوحة ثم إلى دول أخرى". وعلق على ذلك قائلاً: "لم يكن ذلك أمراً عشوائياً بل جزءاً من خطة للطوارئ موضوعة مسبقاً لأن تنظيماً محكماً مثل الإخوان لديه بدائل وخيارات في حالة توقيف قياداته ومنها تشكيل قيادة جديدة داخلية أو خارجية حسب تقديره للأمر". وأضاف السويدي: "هي مسألة منظمة وليست عشوائية وبالفعل غادروا إلى قطر وهناك تلقوا الكثير من الدعم المادي والمعنوي بما في ذلك الحصول على المرور الآمن إلى دول أخرى رغم أن جوازات سفرهم منتهية ما يؤكد الدعم الذي تلقوه في هذه المسألة إذ من الصعب لشخص أن يخرج من الإمارات أو مطار أو منفذ دون أن يكون جوازه ساري المفعول"، مؤكداً أن البعض من هؤلاء لا يزال في قطر فيما نال آخرون فرصة العبور منها إلى دول أخرى ومنها تركيا وبريطانيا وغيرهما. وأورد التقرير تفاصيل الدعم القطري للإخوان، حيث قال السويدي: "بعد هروب الإخوان من الإمارات إلى قطر وفر التنظيم القطري أشكالاً عديدة من الدعم لهم مادياً ومعنوياً وذلك لاستقرارهم في تلك الفترة بقطر، وفيما كلف المدعو محمود الجيدة بجلب مبالغ مالية من الإمارات إلى هناك لتقديمها إلى أعضاء التنظيم الهاربين". وتحدث عضو التنظيم السري السابق عن علاقة الدوحة بالمنظمات المشبوهة والتحريضية، فقال: "من المعلوم أن قطر تحتضن كثيراً من منظمات المجتمع المدني وأغلبها لها ارتباطات مباشرة وغير مباشرة، ومنها منظمات دولية عالمية غربية"، موضحاً أن "من أكثر أهداف هذه المنظمات تأهيل وتدريب الشباب في ما يسمى عمليات التغيير في دولهم، حيث استغل أعضاء من التنظيم الإخواني بما فيه المجموعة الهاربة إلى قطر في حضور هذه الدورات والتفاعل معها من أجل التدريب على كيفية ما يسمونه بالتغيير لكنه في واقع الحال عملية بلبلة وإثارة للشارع في دول هؤلاء الأفراد". واسترسل: "بالطبع هذا ملتقى ليس صغيراً حضره أناس من الإمارات ومن الخارج وكلهم من الشباب"، مشيراً إلى أن استهداف هذه الفئة تحديداً يؤكد أن هناك أهدافاً أهمها ما يسمونه تغييرات الذي يعني ببساطة البلبلة والإثارة وعدم الاستقرار. ولفت إلى أن "دخول الدورات لم يقتصر على الشباب بل شهدت أيضاً حضور فتيات ومنهم المدعوة آلاء صديق التي تحدثت عن أمور تتعلق بشأن التغيير داخل الإمارات وتدعو إلى تغيير النظام فيها ما يؤكد حجم التفاعل مع مثل هذه الدورات". وفي هذا الصدد، عرض التقارير الوثائقي بالصوت والصورة مداخلة للمدعوة آلاء صديق وهي إحدى عضوات التنظيم السري الهاربات إلى الخارج خلال إحدى الدورات، توضح فيها حاجتها إلى تحقيق ما سمته فكرة التغيير في أذهان الناس ثم الانتقال إلى إقناعهم بمسألة كيف يتم تغيير أو إسقاط النظام. وأورد التقرير ما ذكره السويدي من أن أعضاء التنظيم السري الهاربين إلى قطر تم دعمهم إعلامياً، حيث فتحت لهم قناة الجزيرة شاشاتها للظهور، وعلق على ذلك قائلاً: "هذا يعني في رأيي الشخصي التأجيج الكبير جداً لأن من المعروف عن هذه القناة قيامها بالعمليات التحريضية من خلال استضافة مشبوهين مطلوبين إرهابيين". وأفاد أنه من المعلوم أن هناك علامات استفهام حول ما تقدمه الجزيرة من مادة إعلامية خصوصاً فيما يتعلق بـ"الثورات العربية"، حيث كان دورها واضحاً وكبيراً جداً. وتطرق عضو "شورى التنظيم الإرهابي" إلى استضافة قناة الجزيرة المشبوهة الكثير من المتطرفين الذين يحضون على خراب بعض الدول ومن ذلك استضافتها الدائمة ليوسف القرضاوي والذي ساءني حديثه عن دولة الإمارات. وفي هذا الإطار نشر التقرير الوثائقي تصريحات للمدعو القرضاوي هاجم فيها صراحة قيادة ورموز الإمارات، متعهداً بأن يعاود الهجوم في حلقات قادمة أو في خطبة الجمعة. وحذر السويدي من الفتاوى التي تروج عبر الجزيرة لعموم الناس والتي لو ناقشها اثنان من العلماء لاختلفا فيها وتتحدث عن جواز العمليات الانتحارية وقتل الآخرين، معلقاً بالقول: "تصوروا لو تلقف هذا الكلام جاهل فمن الممكن أن يقتل أمه أو أباه هذا عمل مشبوه وضار وخطير والمصيبة الأكبر أن يقال عبر الإعلام ويتم تداوله عبر الإنترنت والهواتف المحمولة ويتم التراسل بهذه المقاطع وتمتلئ بها وسائل التواصل الاجتماعية ما يعني أن الخطر صار أعظم وأعظم". وأشار إلى منصة موقع "إسلام أون لاين" الذي وصفه بالمنصة التفاعلية ذات الإمكانات والتي يديرها المدعو جاسم سلطان مسؤول تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي في قطر. وعبر عضو التنظيم الإرهابي السابق عن استيائه الشديد لما سمعه ورآه من حملة إعلامية شعواء على دولة الإمارات بطريقة غير مسبوقة وحديث الكذب والافتراء والمبالغات، متسائلاً عن هدف مثل هذه الحملات، وكيف تسيئ لدولة تعاملت مع قطر بطريقة مليئة بالأخوة والخير والنعمة، منوهاً إلى ما قدمه الشيخ زايد -رحمه الله- من دعم سياسي ومعنوي ومادي كبير لدولة قطر الأمر الذي لا ينكره القطريون أنفسهم. وتابع:"لكن كيف يكون الرد بهذا الشكل والإساءة للإمارات والراحل الشيخ زايد الذي أفنى عمره بتوحيد وجمع ومساعدة الجميع وغض الطرف عن ادعاءاتهم وتهمهم"، مردفاً "حقيقة أنا مذهول جداً من حجم الافتراءات التي تكال لدولة الإمارات من مؤسسات ووسائل إعلام حكومية بقطر ومواقع وحسابات إلكترونية". وعرج السويدي على التقارب القطري الإيراني الذي هو قنبلة موقوتة في المنطقة، فالدوحة استعانت بقوى خارجية ومنها إيران وتركيا الأمر الذي أضر بها وأبعدها أكثر عن منظومة مجلس التعاون الخليجي خاصة على المدى البعيد. واختتم التقرير بكلمة وجهها الإخواني السابق طلب خلالها من الحكومة القطرية الخروج من المتاهات التي وضعت نفسها فيها، ومن ثم العمل على حل أزمتها في أقرب فرصة ممكنة قبل أن تتفاقم. واختتم التقرير بكلمة وجهها الإخواني السابق طلب خلالها من الحكومة القطرية الخروج من المتاهات التي وضعت نفسها فيها، ومن ثم العمل على حل أزمتها في أقرب فرصة ممكنة قبل أن تتفاقم.

مشاركة :