الجيش اللبناني يَمضي إلى تحرير الجرود وسط «أفخاخ سياسية» - خارجيات

  • 8/27/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كشف المشهد في لبنان وعلى جروده الشرقية الحدودية مع سورية ملامح سباقٍ محتدم بين استعدادات الجيش لإنهاء وجود «داعش» في آخر 20 كيلومتراً مربعاً داخل الأراضي اللبنانية وبين «الكوابح» التي رُميتْ في طريق عملية «فجر الجرود» من خلال المواقف التي أطلقها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله وأحدثتْ ضوضاء كبيرة في البلاد. وفيما بدا الجيش اللبناني ماضياً في تنفيذ قرار طرْد «داعش» إلى ما بعد الحدود وسط تأكيدات مصادر عسكرية أنه غير معني بأي تنسيق مع أي طرف أو أي سياقات سياسية تحوط بمعركته، ترى مصادر مطلعة أن ربْط نصر الله نجاح أي مهمة لكشْف مصير العسكريين التسعة الأسْرى لدى التنظيم الإرهابي بـ «شرط» حصول تفاوض رسمي علني بين لبنان والنظام السوري، يشكّل استكمالاً لمسار الضغط المتدحرج لاقتناص تطبيعٍ بين بيروت ودمشق. وفي رأي هذه المصادر أن «حزب الله» الذي يتولى الإعلام القريب منه الحديث عن «تردُّد الجيش» في خوض المرحلة الأخيرة من المعركة ضدّ «داعش» انسجاماً مع المعوقات التي أشار إليها نصر الله كوجود مدنيين والحاجة الى التنسيق مع النظام السوري، يحاول عبر طرْحه المفاجئ لمعادلة «الشعب والجيش والمقاومة والجيش العربي السوري» استثمار الشوط الأخير من عملية الجرود لانتزاع نقاطٍ ثمينة من خصومه في الداخل تتّصل بأجندته الاستراتيجية، مستفيداً من المَظهر التراجُعي الذي بدا عليه هؤلاء منذ إنجاز التسوية التي أنهتْ الفراغ الرئاسي. وبهذا المعنى، ترى المصادر نفسها، ان «حزب الله» لا يناسبه أن يُنهي الجيش اللبناني بتوقيته المعركة مع «داعش» من المقلب اللبناني لأن ذلك يُفْقِد الحزب، الذي يخوض مع الجيش السوري مواجهةً متزامنة في المقلب السوري، أوراقاً يحتاج إليها في سياق الضغط لانتزاع تنسيقٍ ميداني يكرّس «المعادلة الرباعية» الجديدة ولفتْح الطريق أمام تطبيع العلاقة بين لبنان الرسمي ونظام الرئيس بشار الأسد. وفي حين اكتفى رئيس الجمهورية ميشال عون في أوّل كلام لمسؤولٍ رسمي بعد مواقف نصر الله بالحديث عن أن اللبنانيين يتهيأون «لاحتفال وطني قريب بتحرير بقعة غالية على حدودنا الشرقية من التنظيمات الارهابية»، جاء كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق مُعبّراً حين خاطب عون خلال المشاركة في احتفال عيد «الأمن العام» بأنه «حين يُكتب تاريخ الأسابيع الماضية القليلة، وأنا واحد من الشهود على تلك الأيام، ستظهر صلابة موقفكم يا فخامة الرئيس مع دولة الرئيس سعد الحريري بأن الأمر للجيش وحده على الأراضي اللبنانية»، لافتاً إلى «أن الإنجازات التي تحققت في معركة الجرود والتي نأمل بأن تختتم سريعاً بانتصار حاسم للبنان، تحيل الى التقاعد أو إلى طاولة الحوار كل المعادلات التي رُكِّبت في هذا الظرف السياسي أو ذاك». وسط هذا المناخ الذي يواكبه من بيروت وزير الدولة لشؤون الخليج العربي في وزارة الخارجية السعودية ثامر السبهان، يَمضي الرئيس الحريري بتحركه الخارجي حيث سيلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الخميس المقبل بعدما كان زار واشنطن أخيراً والتقى الرئيس دونالد ترامب، في سياق المساعي لضمان استمرار المساعدات للجيش وحماية لبنان والحدّ من تداعيات العقوبات الأميركية على «حزب الله». وكان بارزاً في هذا الإطار المناخ البالغ التشدّد الذي عبّرتْ عنه المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية نيكي هايلي، مساء أول من أمس، حيال «حزب الله» كما قوة «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان والتي لم تنجح مساعي واشنطن وتل ابيب لتعديل تفويضها ومهمتها التي تقوم بها وفق القرار 1701. واتّهمت هايلي قائد «اليونيفيل» مايكل بيري بـ «التعامي» عن نشاطات «حزب الله» في الجنوب، محذرة من أن التنظيم «الوكيل لإيران» يجعل الحرب «مسألة وقت»، الأمر الذي أثار تساؤلات لدى المراقبين عن مغزى الكلام الأميركي في هذا التوقيت عن حرب محتملة بين إسرائيل و«حزب الله». وتحدثت هايلي عن «تدفق ضخم للأسلحة غير الشرعية الى (حزب الله)، يجري تهريبها غالباً من ايران». وقالت إن «هذا ليس وقاية من حرب، بل استعداد لحرب، ولهذا نحاول تغيير تفويض التجديد لليونيفيل (نهاية الجاري) التي حان الوقت كي يضع مجلس الأمن أنياباً لعملياتها».

مشاركة :