تسلق الصخور من أنجع علاجات الاكتئاب

  • 8/28/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

المتسلقون يتدربون على معرفة أجزاء الجسم وكيفية التعامل مع أقصى إمكانياتهم واختبار مشاعر التفوق والفخر والثقة.العرب  [نُشر في 2017/08/28، العدد: 10736، ص(17)]ضد الاكتئاب زيرندورف (ألمانيا) – تتلمس لينا طريقها بيديها وقدميها وهي معصوبة العينين. وفي البداية تشق طريقها إلى الأعلى بصعوبة، ولكنها تكتسب المزيد من الثقة تدريجيا حيث تتشبث بالصخرة تلو الأخرى حتى تصل إلى قمة حائط التسلق، وتقول إنها لم يسبق لها خوض مثل هذه التجربة من قبل. وتعاني لينا -وهي فتاة في الرابعة والعشرين من عمرها- من الاكتئاب، وقد اكتسبت المزيد من الثقة بالنفس مقارنة بما كانت عليه من قبل، وهي تشارك في دراسة يجريها مستشفى جامعة إيرلانغن الألمانية بشأن ما إذا كانت رياضة تسلق الصخور في الأماكن المغلقة، والوصول إلى ارتفاعات متوسطة دون حبال على جدران ثُبّتت عليها كتل صلبة كالصخور بأحجام وأشكال مختلفة، يمكن أن تساعد في علاج الاكتئاب. وحتى الآن تبدو نتائج الدراسة واعدة. وتقول كاترينا لوتنبرغر -وهي طبيبة علم نفس تشارك في هذه الدراسة الرائدة بشأن استخدام رياضة تسلق الصخور لعلاج الاكتئاب- “لقد تعلمنا أن حدة الاكتئاب تتحسن بدرجة واحدة في المتوسط، وأن هذا التأثير يستمر أربعة أشهر على الأقل”. وخلال الدراسة التي نشرت في الدورية العلمية “بي ام سي ساكايتري” المتخصصة في علم النفس ومقرها لندن، قسمت لوتنبرغر وفريقها البحثي حوالي مئة مشارك إلى مجموعتين، وأخضعت المجموعة الأولى لأسلوب العلاج عن طريق تسلق الصخور، فيما تم علاج المجموعة الثانية وفق الأساليب التقليدية. وتوصلت الدراسة إلى أن علاج الاكتئاب عن طريق تسلق الصخور يكاد يكون بنفس فعالية أفضل أساليب العلاج الأخرى الأكثر شيوعا. ويجري الباحثون حاليا المزيد من المقارنات بين طريقة علاج الاكتئاب عن طريق تسلق الصخور وطريقة علاجه باستخدام وسائل العلاج التقليدية الأخرى. وفي كل من المدن الألمانية الثلاث؛ إيرلانغن وبرلين وميونيخ، توجد ثلاث مجموعات تضم كل واحدة منها عشرة مشاركين، حيث تقوم المجموعة الأولى بتسلق الصخور، وتتلقى المجموعة الثانية علاجا سلوكيا فيما تخضع المجموعة الثالثة لبرنامجِ تدريباتٍ بدنية. ويدوم برنامج العلاج عشرة أسابيع. وتشرف طبيبة علم النفس ليزا فيج على مجموعة تسلق الصخور في إيرلانغن والتي تباشر برنامج العلاج في قاعة ألعاب رياضية في بلدة زيرندورف. وفي كل أسبوع، يتدرب أعضاء المجموعة على شيء جديد مثل معرفة أجزاء الجسم، أو كيفية التعامل مع أقصى إمكانيات المشاركين أو اختبار مشاعر التفوّق والفخر والخوف والثقة. وتقول فيج “عن طريق تسلق الصخور، أستطيع التعرف على شخصيات المشاركين بشكل فوري”، مضيفة أن ذلك يعتبر ميزة إضافية مقارنة بأساليب العلاج عن طريق جلسات الحديث المطولة. ويبدي أحد المشاركين في التجربة -يدعى هانز (40 عاما)- تحمسا لتسلق الصخور. خضع هانز الذي يعمل مدير إنتاج في إحدى الشركات للعديد من أساليب علاج الاكتئاب، وتم احتجازه بالمستشفيات لبعض الوقت. ويقول إنه بالرغم من اكتسابه الكثير من المعلومات بشأن طريقة التعامل مع الاضطراب النفسي الذي يعاني منه، فإن المعلومات التي حصل عليها ظلت نظرية. ويوضح هانز قائلا “لم أكن أدرك ما إذا كنت أستطيع إنجاز هذه المهام في الحقيقة”، مضيفا أن تسلق الصخور علمه الاستماع إلى جسده، معقّبا على ذلك بقوله “عندما أكون متشبثا بالجدار أعرف مدى قدراتي على الفور، وأبدا في الارتعاش ولا أستطيع أن أتجاوز إمكانياتي”. وتقول لوتنبرغر إن “المشاركين يتعلمون معنى الخوف وكيفية إدراكه وما الذي يمكنهم أن يفعلوا حياله”. وذكر أندرياس شتروله مدير قسم الطب النفسي في مستشفى جامعة شاريته بالعاصمة الألمانية برلين أن دراسات متعددة أظهرت أن التدريبات الرياضية يمكن أن تساعد في تخفيف الاكتئاب. وأوضح أن التدريبات الرياضية ترفع مستوى “هرمونات السعادة” في الدم، وهي السيروتينين والدوبامين، فضلا عن بروتينات معينة مسؤولة عن نمو الأعصاب، كما أن لها فوائد على المدى الطويل بالنسبة إلى نظام هرمونات التوتر.

مشاركة :