«وجودي على الشاشة لن يكون ضرورياً، إذا لم أعثر على النص الجيد»! هكذا، وبتواضع وكبرياء في وقت واحد، رأى الفنان طارق العلي أنه يفضل عدم الظهور في عمل درامي، أو غيره، ما لم يكن النص مناسبا له ويستحق تقديمه للجمهور. «الراي» تحدثت مع العلي، فكشف عن أنه لا يزال يعيش حالة الحزن لرحيل «الفنان الكبير والإنسان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، مستذكراً بعضاً من مواقف(حبيب الشعب)»، مستدركاً أن إيمانه بالله سبحانه وتعالى يجعله يعود تدريجيا لحياته الفنية. وتطرق إلى غيابه عن التلفزيون في المسلسلات، مشيراً إلى أنه ينتظر النص المغاير الذي يعيده من جديد، معرِّجاً بعفويته المعهودة على نقاط أخرى تأتي تفاصيلها في هذه السطور: • في البداية، ماذا وراء غيابك هذا العام عن الدراما التلفزيونية؟ - لا أجد في هذا الغياب شيئاً سلبياً. فالأمر«عادي»، صحيح أنني غبتُ، لكن هذا يعود إلى أنني لم أجد نصاً تلفزيونياً أشارك به، وأنا دائماً أقول إنني إذا لم أجد نصاً جيداً، فلأمتنع عن الظهور، حتى يأتي النص الذي يستحق، إذ ليس من الضروري أن أكون موجوداً سنويا في المسلسلات لمجرد الظهور. • وهل لهذا اكتفيت بأن تواجه الجمهور في رمضان الماضي من خلال برنامج«طارق مول 2»؟ - الحقيقة أنني سعدتُ بالإطلالة على الجمهور للعام الثاني على التوالي من خلال «طارق مول»، ومخالطة الجمهور من خلال المسابقات، وما أسعدني أيضاً أن البرنامج حصد جائزة أفضل برنامج مسابقات في مهرجان فواز الحساوي، وكان هذا محصلةً لمجهود فريق العمل ككل معي.. وأنا تعودت أن ألتقي جمهوري وأتعايش معه مباشرة. • وماذا عن السينما... خصوصاً بعد عرض الفيلم الثالث لكم (كشركة فروغي) «خميس وجمعة... هروب إجباري»في دور السينما الكويتية وحصد إقبالاً جماهيرياً لافتاً للنظر؟ - هذا الفيلم يضم مجموعة من الرسائل الإنسانية تناولناها بطابع كوميدي... من دون تجريح ولا إسفاف، ومنها قضايا عقوق الوالدين، والإكراه في الزواج، والبر بالوالدين، وجحود الأهل والأقارب، وفي المقابل هناك نقاط إيجابية متعددة، ومن خلال شخصيتي«خميس»و«جمعة»، والأخير جسد دوره الفنان الإماراتي عبدالله زيد صُلنا وجُلنا في عدد من المواقف، وتم عرض الفيلم في دور السينما في الإمارات. • أيضاً في أول جولاتكم في مسرحية«ولد بطنها»، كانت المحطة الأولى في دولة عُمان الشقيقة... كيف وجدت الجمهور العماني؟ - رائع... وجمهور محب للفن، ووجدنا كالعادة كل تقدير منهم... وهناك جولات أخرى في المستقبل القريب... والمسرحية من تأليف بدر محارب، وإخراج عبدالعزيز صفر... وتمثيل مجموعة من المشاركين بينهم عبدالرحمن العقل وميس قمر. • لكن هل تحدثنا عن مشاركتك الإذاعية من خلال مسلسل«عودة جحا»؟ - نحن نحرص سنويا على أن نكون حاضرين في إذاعتنا، من خلال أعمال من أجل شهر رمضان... وكانت معي الفنانة سعاد علي، والعمل كان عبارة عن مجموعة من المواقف التي قدمناها من خلال شخصية «جحا»... وللأمانة لم يقصر معنا أي أحد من القائمين في وزارة الإعلام والإذاعة. • أنت بلا شك لا تزال تتألم من جراء رحيل حبيب الشعب، الفنان عبدالحسين عبدالرضا؟ - طبعا... ولن ننساه، فقد كان فناناً كبيراً وإنساناً كبيراً. • نستذكر موقفاً عشته قبل فترة، حيث وجدنا دمعتك نزلت على الراحل الفنان عبدالحسين عبدالرضا؟ - دمعتي عزيزة... ولكني تأثرت ثلاث مرات في حياتي لفقد شخص عزيز أحبه... والدتي رحمها الله، وصديقي الفنان محمد راشد، وأخيراً الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا، فراقه «ذبحني» ومواقفه لا تُنسى. • ما أبرز ما تتذكره عن مآثر الراحل؟ - كثيرة هي المواقف... لكن في فترة من الفترات تعرضت لحرب شرسة، و«انطقيت»من قِبل ناس، وواجهتُ مواقف كانت جارحة... وسمعت أن«بو عدنان»زعلان مني... وقلت وقتها لشريكي وصديقي عيسى العلوي:«الناس تزعل... لكن بو عدنان لا يزعل مني»وذهبنا إليه... وحين قابلت«بو عدنان»وسألته: هل صحيح إنك زعلان مني... أجاب«أزعل من اللي يزعل على طارق العلي». وساعتها أثرت كلمته في وجداني، واليوم أفتقد وجود هذا الأب. • في مسلسل«سوق المقاصيص»كنتَ ضيف شرف معه... وهو من حرص على ظهورك في العمل؟ - صحيح... وكان يريدني معه، و«بالشيمة أو بالجيمة» أرادني، وبالفعل اتفقنا على دور الطبيب، وكان دوراً كوميدياً وبسيطاً، لكنني حرصت على حضوري معه، وكنتُ طبيباً للفنانة الراحلة طيبة الفرج، وهي من الفنانات اللاتي لهن اسمهن في الوسط الفني، وماذا أذكر من مواقف ومآثر الراحل... وعبْر «الراي» أقول رحل الحقاني والأب... ولا ننسى كذلك الدعاء للفنان محمد جابر«العيدروسي» الذي يعاني أيضاً وعكة صحية.
مشاركة :