طالبت منظمة "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات حقوقية يمنية ودولية اخرى مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة بفتح تحقيق دولي مستقل في انتهاكات ترتكبها اطراف النزاع اليمني على حد قولها. واوضحت المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها في بيان الثلاثاء(29 آب/أغسطس 2017) أنها وقعت رسالة في هذا الصدد مع 56 منظمة غير حكومية محلية ودولية ووجهتها الى ممثلي الدول الاعضاء في مجلس حقوق الانسان. ورأت منظمة هيومن رايتس ووتش أن دعم اجراء تحقيق دولي في انتهاكات اليمن "أصبح الآن أقوى بكثير"، معتبرة أن "على الدول الأعضاء في مجلس حقوق الإنسان أن ترتقي إلى مستوى تفويضها ومراعاة هذه الدعوات، وإنشاء فريق يبدأ بإنهاء غياب المساءلة، الذي شكّل حتى الآن الوجه الأبرز لحرب اليمن". وقالت المنظمة ان التحالف العسكري بقيادة السعودية والمتمردين الحوثيين المتحالفين مع قوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح يرتكبون "جرائم حرب" في اليمن، مع استمرار الضربات الجوية واعمال القصف العشوائي التي تحصد ارواح مدنيين. وشددت على أن مهمة لجنة التحقيق الدولية يجب ان تقوم على "تقصي حقائق وظروف الانتهاكات، تجميع وحفظ الأدلة، وتوضيح المسؤولية عن الخروقات والانتهاكات المزعومة بهدف تأمين المساءلة على المدى الطويل". يذكر أن مجلس حقوق الانسان يبدأ دورة عمل جديدة في 11 ايلول/سبتمبر المقبل. ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين والقوات الحكومية. وقد سقطت العاصمة صنعاء في أيدي المتمردين في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 بعدما تمكن الحوثيون من السيطرة على مناطق واسعة في البلد الفقير. والمدنيون هم من يدفع الثمن الاكبر للحرب. فمنذ بداية التدخل السعودي، قتل اكثر من ثمانية آلاف شخص بينهم آلاف الاطفال والنساء، وجرح 47 الف شخص آخرين على الاقل، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية. كما نزح مئات الاف اليمنيين من منازلهم. والجمعة قتل 14 مدنيا بينهم خمسة أطفال في غارة نفذها التحالف العسكري بقيادة السعودية واصابت حيا سكنيا في جنوب صنعاء بعد حدوث "خطأ تقني"، وفقا للتحالف. ميدانيا، أعلن محمد عبدالسلام، الناطق باسم جماعة أنصار الله الحوثية، مساء الاثنين، الاتفاق على إنها كافة التوترات مع حليفهم الرئيس السابق، علي عبدالله صالح. وقال عبدالسلام، في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، "برئاسة رئيس المجلس السياسي الأعلى (المكون بتحالف من الحوثيين / صالح) وأعضاء المجلس ورئاسة مكوني انصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام، تم الاتفاق على إنهاء كافة التوترات التي نتجت بعد الفعاليات". واندلعت اشتباكات مسلحة، السبت الماضي بين مسلحي الحوثي، وافراد من الحرس الجمهوري الموالي لصالح، في العاصمة صنعاء، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى من كلا الجانبين. وكانت قد ظهرت توترات كبيرة وغير مسبوقة بين الحليفين، منذ الخميس الماضي، بعد أن أقام صالح فعالية في ذكرى تأسيس حزبه الـ 35، في حين نظم الحوثيون فعاليات في اليوم نفسه، تحت شعار التصعيد مقابل التصعيد( في إشارة إلى تصعيد حزب المؤتمر). وتبادل الحوثيون وصالح الاتهامات فيما بينهما بشأن الفساد والخيانة الوطنية وعدم مواجهة التحالف العربي في الجبهات. ح.ع.ح/ح.ز(أ.ف.ب/د.ب.أ)
مشاركة :