شكر من كل فج عميق

  • 8/30/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

أكثر من مليوني حاج يقفون على صعيد عرفات الطاهر هذا العام بزيادة 11 %عن العام الماضي، وسط خدمات حكومية متعددة، ومنتشرة، ومستمرة على أعلى المستويات، وفي زمان ومكان محددين، ويتابع تفاصيلها باهتمام خادم الحرمين وولي عهده لضمان النجاح، وتأكيد أمن وسلامة الحجاج لأداء نسكهم، والتفرغ له. مناسبة بهذا الحجم لا تحتمل مزايدات رخيصة بدعوى التسييس، أو التدويل، أو حقوق الإنسان؛ فلا مجال للمناكفات السياسية على حساب هذه الشعيرة المقدسة، أو التشكيك أو التقليل من مكانة وإمكانات المملكة في تنظيم موسم الحج؛ فكل تلك الدعوات لم تنجح، ولم تحقق مرادها؛ لأن كل من في المشاعر المقدسة على تعدد مذاهبهم ولغاتهم وثقافاتهم ينطق باسم المملكة في الرد على تلك الدعوات، ويشكر الجهود الكبيرة التي تبذلها في سبيل راحتهم، وسلامتهم، وسكينتهم. الحج هو المناسبة الوحيدة التي لا يمكن للسعوديين أن يردوا على منتقديهم لوحدهم، بل يشاركهم حجاج بيت الله الذين حضروا من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم، ويكونوا أيضاً شهداء لله على ما يُقدم لهم. عينة عشوائية من حسابات الحجاج في شبكات التواصل الاجتماعي كافية للرد على تلك الشبهات؛ فالصور ومقاطع الفيديو والنصوص التي ينقلها ضيوف الرحمن من مكة والمدينة والمشاعر المقدسة تنطق بالحقيقة، وتفيض صدقاً وإحساساً وروحانية في التعبير عن كل ما يجدونه من عناية واهتمام، بل إن دموعهم تسبق أقوالهم وهم يحمدون الله أن سهّل وصولهم وخدمتهم لأداء نسكهم. حاج يعلق أن السعودية عاملتنا بما نستحق وأكثر من الحفاوة والتقدير، وآخر يغرّد أن الحج بفضل الله ثم بجهود المملكة لم يعد رحلة شاقة، وثالث يرسل صور المشروعات العملاقة في مكة والمدينة والمشاعر ويصفها بالمعجزة، وآخرون يعبرون عن أمنهم وسلامتهم وطمأنينتهم وهم في أطهر بقاع الأرض.. كل تلك الشهادات الحيّة من الواقع تكذّب كل من يتطاول على المملكة، أو يقلل من جهودها، أو تسييسها للحج. نحن كسعوديين لا نتفاخر بشرف الواجب الذي نتحمّل مسؤوليته، ولا نستغله مطلقاً، أو نزايد عليه لمصالح وقتية.. نحن أكبر من ذلك بكثير.. نحن نرجو ما عندالله أولاً، ونطمع في قبوله وتوفيقه، وأن يحفظ لنا هذه البلاد آمنة مستقرة، ويحفظ لها قيادتها، ووحدة شعبها.. أما الأموال التي تُنفق، والجهود الكبيرة التي تسخّر؛ فهو واجب اختاره الله لنا، وخصّنا به، وهو شرف الدهر الذي لا ينازعنا فيه أحد، ولا منّة لأحد فيه، ونحن على هذا العهد جيلاً بعد آخر خدّاماً لضيوف الرحمن.

مشاركة :