قال ناشط حقوقي سوداني أمر الرئيس السوداني عمر البشير بالعفو عنه الثلاثاء إن "الوضع الحقوقي" في بلاده "لم يتغير"، إلا أنه أعرب عن أمله في إمكانية التغيير بالمستقبل. وكانت السلطات السودانية قد أوقفت مضوي إبراهيم آدم في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ووصفت منظمة العفو الدولية توقيفه حينها بأنه "اعتقال تعسفي" وقالت إنه "يؤكد محاولات الحكومة اليائسة لإخماد آخر عمليات المعارضة في البلاد". وأحالت النيابة العامة آدم وخمسة ناشطين للمحاكمة بتهم "إدارة منظمة إجرامية والتجسس لصالح سفارات أجنبية ونشر أكاذيب عن استخدام القوات الحكومية أسلحة كيميائية" في قتالها مع المتمردين في مناطق نزاع. وأصدر البشير عفوا عن أستاذ الهندسة بجامعة الخرطوم الثلاثاء بعد وقت قصير من بدء محاكمته هو والناشطين الخمسة. وقال آدم في تصريح لموقع الحرة الأربعاء إن السلطات السودانية "لم تمتلك أية خيارات في ما يتعلق بقضيتي سوى الإفراج عني لأنها لا تمتلك أدلة ضدي"، ما يعني أن القضية كانت ستستمر لسنوات في المحاكم، حسب قوله. وأكد آدم الذي تعرض للاعتقال مرارا، أنه سبق وواجه اتهامات مماثلة في عام 2004 واضطرت السلطة لسحب القضية لأنها لم تقدم أدلة ضده. ورأى أن هناك عدة أسباب حقيقة وراء توقيفه بينها تبنيه لـ"وثيقة الهوية" التي تدعو إلى مدنية الدولة، والتي اعتمدتها عدة أطراف وشخصيات سودانية، في إطار الحوار السوداني، من بينها أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، حسب قوله. وحول إمكانية أن يكون الإفراج عنه خطوة نحو الانفتاح من جانب السلطة، اكتفى بالقول إن السلطة تحدثت مؤخرا عن الحوار كأساس للعمل الوطني. وأعرب الناشط الحقوقي المفرج عنه عن تفاؤله في إمكانية التغيير في السودان، مشيرا إلى أنه لو لم يكن مؤمنا بإمكانية تحقيق ذلك لكان غادر البلاد. وأوضح أنه كان يتابع الوضع الحقوقي في بلاده خلال الفترة الأخيرة، لأنه كان في سجن عام وكانت لديه الفرصة لمتابعة الأحداث من خلال التلفزيون. وعن اعتقاده بإمكانية أن يكون مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية مارك غرين قد ناقش مسألة الإفراج عنه مع السلطات السودانية خلال زيارته الأخيرة للخرطوم، قال إنه سمع بالزيارة لكنه لا يعرف عما إذا كان غرين قد تطرق للمسألة مع المسؤولين. ويزور غرين السودان في إطار مهمة لتقصي الحقائق، قبل موعد بت الإدارة الأميركية في ما إذا كانت سترفع العقوبات التي تفرضها على الخرطوم منذ 20 عاما، في 12 تشرين الأول/ أكتوبر القادم. المصدر: موقع "الحرة"
مشاركة :