أهالي عسير : أعياد زمان رحلت مع «الطيبين» بلا عودة

  • 8/1/2014
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

العيد السعيد هو خلي من ألوان الفرحة والسرور .. تلك الفرحة التي ترسم على الوجوه البهجة والسعادة، تلك الفرحة بتصافح المسلمين فيما بينهم، تلك الفرحة التي يعدّ لها بلبس الجديد .. فرحة يرسمها العيد في أعين الاطفال مرحا وفرحا . والسؤال : أين هو العيد ؟ .. وأين اختفت ضحكاته وأفراحه المجلجلة ؟ .. ولماذا لم يعد التواصل قائماً كما كان سائداً من قبل ؟. يقول الأديب محمد بن عبدالله الحميّد عضو مجلس الشورى سابقاً رئيس النادي الأدبي باأبها سابقاً: إن تزاور الناس أيام العيد يمثل تواصلا اجتماعياً وأن أي غياب لهذه الزيارات سوف لن يؤثر على الفرد فحسب وإنما ينعكس اثر ذلك على المجتمع بأسره، مؤكداً على ضرورة استمرارية هذا التواصل الاجتماعي مع الاخذ بالتطور دون ان يؤثر ذلك على عادتنا وتقاليدنا . اما سعد عبدالرحمن ابو منصور فقال: إن فرحة العيد التي تنتشر بالاستعداد له قبل اشراقة شمسه تلك الفرحة التي نراها في قفزات الاطفال فرحا وسرورا تحتم علينا في المجتمعات ان نستقبله بكل صفاء للنفوس ونفض الخلافات والمنازعات، يجمعنا المصلى في صفوف واحدة ونتفرق بقلب واحد بكل محبة وإخاء ولتدفن تلك الفرحة ما حمله الغرور بالدنيا وزخرفها الزائف من تخاصم وشحناء بين الجار وجاره والأخ وأخيه (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) والخير كل الخير فيمن يبدأ بالسلام محتسبا ما عند الله بما يزيل غلّ الصدور وحقدها ويذيب قسوتها .. ولا ننسى مع هذه الفرحة إخوة حرمتهم الايام عيش فرحتها سواء لظروف المعيشة او ممن يرقد على الاسرة البيضاء ونساهم في رسم الفرحة على تلك الوجوه بما يقدر عليه الإنسان التصاق المباني من جانبه يقول الدكتور غيثان بن علي الجريس عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد واستاذ التاريخ بالجامعة : إن عادات العيد في الماضي كانت أكثر التصاقاً من الآن حيث كان كل واحد يتفقد أحوال الآخر مما يعني الترابط والتواصل والفرح والسرور وكلها عوامل تتجلى في العادات السابقة. ونتناول المسألة من وجهة النظر المعمارية ونرى ان نمط العمارة الاسلامية قد أوجد تواصلاً اجتماعياً طوال أيام العام فالتصاق المباني وتجاورها زاد من ارتباط سكان الحي وأوجد نوعاً من التآلف فيما بينهم، أما نمط العمارة الحديثة فعلى الرغم من جماله إلا انه قطع حبال الوصل بين الجيران وأصبحت كل أسرة تقيم داخل وحدة سكنية مستقلة وقد توفرت بها كل وسائل الراحة الحديثة بما فيها وسائل الاتصال التي أضعفت التواصل الفعلي بينهم . وقال غرم الله بن حامد صالح القرني يبلغ من السن (120) عاماً وأحد أعيان شعف بلقرن : كنا في الماضي نعيش صورا جميلة كلها اخوة وصفاء نفوس ومحبة تبدأ منذ الاستعداد لاستقبال العيد بمساعدة بعضنا البعض يشاطر من بيده لجاره ثم يزداد جمال الصورة في المسجد بعد انتهاء الصلاة حيث يجتمع المصلون وكأنهم أسرة واحدة أبناء أب واحد ثم ينطلق الجميع بفرش سفرته وجلب طعام الغداء أول ايام العيد وسط شوارع الحي يخالط لبسهم الجديد وفرحتهم قوة المحبة والسعادة بل ان أيامهم كلها عيد . وعن حال الاطفال قال: فرحة الاطفال هي سرّ فرحة الجميع حيث يطوفون الشوارع بملابسهم الجديدة ويطرقون الابواب بقولهم « عطونا عيديتنا .. أعاده الله عليكم » ويجدون من اهل البيت كل خير . قناديل الماضي اما رجال الأعمال سعد عبدالرحمن ابو طارق القرني فقال انه لكي نجد لذة العيد وبهجته علينا ان نشعل قناديل الماضي حيث كان التسامح والعفو والتواصل في مثل هذه المناسبة .. فالسعادة كنز ثمين مفتاحه طاعة الله ورسوله ولكي نحافظ على ذلك الكنز وبقاء بريقه ولمعانه مدى الحياة علينا ان نزيل ضغائن القلوب ويشدّ بعضنا على يد بعض بكل أخوة ومحبة . ويؤكد سعيد بن مانع بن مداوي شيخ قبيلة آل زيان ببلاد بللحمرالاحمري ان العلاقات الاسرية والاجتماعية لا تقوى إلا من خلال أصبحت منحصرة فقط في الملابس الجديدة ولم يعد العيد كما كان سابقاً .. انني ادعو للمحافظة على مبدأ التواصل الاجتماعي اثناء العيد مضيفاً ان العيد في السابق كان يحمل الكثير من مشاعر الود للجميع . وعقب خروج المصلين من المسجد بعد تأديتهم لصلاة العيد يبدأون في شراء لعب الاطفال والمأكولات الشعبية كالزلابية واللقيمات اما الدبيازة فان ربّة البيت هي التي تعدها وهي الاكلة المفضلة في يوم العيد لدى الكثيرين .. وأكد انه لم يعد هناك تواصل كما كان سابقاً، داعياً الى ضرورة التمسك بعاداتنا القديمة والمحافظة عليها نظراً لما تحمله من معاني الالفة والترابط. ويشير رجال الأعمال حريسن علي آل حريسن القرني الى ان العيد اجمل بطاقة دعوة لإصلاح ذات البين في أيام العيد السعيد تلك الايام الجميلة .. فهي تعد فرصة للتواصل وللتقارب والسؤال عن حال بعضنا البعض كما ان هذه الايام فرصة لنبذ الخلافات وذلك على مستوى الاسر والمجتمعات الاسلامية وليكن ذلك بفتح صفحة جديدة وطي سجل الماضي. ويرى عبدالقادر محمد سعود استاذ علم اجتماع صورة قاتمة عن العيد اليوم بسبب ابتعاد الأسر عن بعضها البعض حتى أصبح التواصل شبه مقطوع بين أفراد الاسرة الواحدة، وأصبح الأخ لا يعرف شيئاً عن أخيه، والابن لا يزورأباه إلا يوم العيد فقط ثم يضع اللوم على الاطفال بحجة انهم يرغبون الذهاب الى الملاهي للفسحة وان ارتباط الابن بمشاغله العائلية في العيد جعلته غير قادر على الذهاب لخاله أو عمه !!. بينما قال سعد بن محمد جمحان ان في العيد صور واضحة ومعبرة عن التكافل الاجتماعي في الاسرة الاسلامية تبدأ قبل صلاة العيد بزكاة الفطر ثم خطبة العيد بما تحمله من مضامين اسلامية حميدة ثم الغداء الجماعي والتهاني والتزاور والحنان والعطف على الصغير والكبير والمريض . المزيد من الصور :

مشاركة :