«تنمية المجتمع» تقيس آثار «التدخل المبكر» على أسر الأطفال ذوي الهمم

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أظهرت دراسة أجرتها وزارة تنمية المجتمع، للكشف عن مدى استفادة الأسر من برامج التدخل المبكر لعلاج ذوي الهمم، أن درجة رضا أسر الأطفال المصابين بالتوحد، جاءت أقل من المطلوب بدرجة طفيفة، فيما حصل مركز رأس الخيمة على أعلى الدرجات في مقياس مخرجات الأسرة، واستفادتها من التدخل المبكر، مقارنة مع بقية المراكز. مقياس عالمي شرحت مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في وزارة تنمية المجتمع، وفاء حمد بن سليمان، أن مقياس مخرجات الأسرة هو مقياس عالمي متبع في كثير من دراسات برامج التدخل المبكر، للتعرف إلى آثارها في أسر أطفال أصحاب الهمم. وحسب المقياس، فإن الدرجة (5) فما فوق تعتبر مرتفعة، أما أي درجة أقل من (5) فتشير إلى أن البرنامج يحتاج إلى تحسين وتطوير. وقالت مديرة إدارة رعاية وتأهيل أصحاب الهمم في الوزارة، وفاء حمد بن سليمان، لـ«الإمارات اليوم»، إن «الوزارة أجرت الدراسة اعتماداً على المعلومات التي كشف عنها (مقياس مخرجات الأسرة)، الذي يمكن تعريفه بأنه وسيلة للتعرف إلى النتائج والآثار المتوقعة على حياة الأسر، جراء انضمام أطفالهم إلى برامج التدخل المبكر، الذي تكون نتائجه تدريبية وتعليمية وتوعوية وتمكينية، ما يسهم في دعم الأسرة للقيام بدورها المأمول في مراحل علاج ورعاية طفلها المصاب بأي من أنواع الإعاقة». وأضافت أن «نتائج الدراسة كشفت عن تدني درجات أسر الأطفال المصابين بالتوحد عن خمس درجات، وذلك بسبب ارتفاع حجم توقعاتهم إزاء الخدمات الممكن تقديمها لأطفالهم، في الوقت الذي يزداد فيه حجم المتطلبات اللازمة لتأهيل هذه الفئة، من خدمات علاجية متكاملة وبرامج تعديل سلوكي، وجرعات علاجية أكثر من بقية أنواع الإعاقات»، لافتة إلى أن «تلك الدرجة تشير إلى ضرورة إجراء تحسينات على البرنامج». وأوضحت بن سليمان أن «الكثير من الأبحاث تناول آثار التدخل المبكر على حالة الطفل، إلا أنها غفلت عن الآثار التدريبية والنفسية والاجتماعية التي تطرأ على أسرته ذاتها، في وقت تؤمن فيه وزارة تنمية المجتمع بأن توجيه الخدمة يجب ألّا يكون فقط للطفل، بل للأسرة أيضاً، التي تعد بكل أفرادها شريكاً في الجهود العلاجية». وعن عينة الدراسة، قالت بن سليمان، إنها «مكوّنة من 64 أسرة من الملتحق أبناؤها ببرنامج الإمارات للتدخل المبكر، جرى توزيعهم تبعاً لنوع إعاقة الطفل، ومدة تلقيهم الخدمات، والمناطق التي يتلقون فيها خدمات التدخل المبكر، وهي: دبي، وعجمان، ورأس الخيمة، والفجيرة، إضافة إلى نوع البرنامج الذي يتلقاه الطفل (برنامج فصول تعليمية، وبرنامج خدمات أسرة فردية)». وأشارت إلى أن «نتائج مخرجات الأسرة، واستفادتها من التدخل المبكر كانت الأكثر ارتفاعاً في مركز رأس الخيمة، نظراً للخبرات التي يتمتع بها الكادر العامل بالمركز، إذ يعد المركز هو الأقدم في تقديم خدمات التدخل المبكر، مقارنة مع بقية المراكز، فقد بدأ تقديم خدماته في عام 2008». وأكملت أن «الدرجات التي حصلت عليها الأسرة في ما يتعلق ببرنامج التدخل المبكر ــ باستثناء أسر أطفال التوحد ــ جاءت مرتفعة، إذ تخطَّت الدرجة المتوسطة البالغة خمساً على مقياس مخرجات الأسرة، وهو من واحدة إلى سبع درجات»، مضيفة أن بقية الجوانب، مثل مجال معرفة الأسرة بحقوق طفلها، تخطت الدرجة المطلوبة أيضاً، أو كانت قريبة جداً منها». وأوضحت بن سليمان أن «أعلى درجة حصلت عليها الأسر كانت في مجال (الشعور نحو التدخل المبكر)، ما يشير إلى شعور إيجابي نحو برنامج الإمارات للتدخل المبكر والخدمات المقدمة فيه، وتخطت الأسر خمس درجات في استجاباتها لبرامج علاج أطفالها، بغض النظر عن مدة الخدمات العلاجية والتأهيلية التي يتلقاها الأطفال»، لافتة إلى أنه «كلما زادت فترة تلقي الأطفال للخدمات زادت مخرجات الأسرة واستفادتها من برنامج الإمارات للتدخل المبكر، ومن الملاحظ أن الأطفال الذين تم تقديم الخدمات لهم لمدة سنتين فأكثر، كانت مخرجات أُسرهم الأكثر ارتفاعاً». وتابعت أن «الدراسة خلصت إلى مجموعة من التوصيات، أبرزها وجوب الاعتماد على الأُسر كشريك أساسي في برامج التدخل المبكر، لما لها من دور مهم في تطوير مهارات الأطفال، وكذلك ضرورة تكثيف برامج التأهيل المقدمة لأطفال التوحد وأُسرهم، والتنوع في الخدمات العلاجية والتأهيلية، التي يحتاجونها لضمان مخرجات مرتفعة الدرجات». وأضافت أن «التوصيات ضمت أيضاً ضرورة وضع أهداف محددة خاصة بالأسر، ضمن برامج التدخل المبكر، بحيث يتم التركيز فيها على المهارات اللازمة للأسرة، من أجل تمكينها من دورها لتدريب وتطوير مهارات أطفالها، وتقديم البرامج الإرشادية والتدريبية المناسبة في المراحل الأولى من الالتحاق بالبرنامج، لضمان استمرارية تعاونها مع البرنامج، وقناعتها بأهمية الخدمات وديمومتها، إضافة إلى ضرورة العمل على تمكين أسر الأطفال من معرفة حقوقها وحقوق أبنائها، ومناصرتهم عبر البرامج التدريبية والتوعوية، وأيضاً تمكين الأطفال في مرحلة التدخل المبكر من المشاركة في المناسبات الاجتماعية والترفيهية».

مشاركة :