القوات العراقية تلمع صورتها بعد هزيمة الجهاديين

  • 9/1/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

رئيس الوزراء العراقي تمكن من كسب رهانه في العرب على داعش بعد أن استعاد العراق مناطق كانت تحت سيطرة التنظيم ما أكسبه ثقة محلية ودولية.العرب  [نُشر في 2017/08/31]إشادة وثناء من دول العالم بإنجازات القوات العراقية بغداد- مع استعادتها لتلعفر خلال معركة سريعة بعد الموصل، سجلت القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي نقاطا عدة بعد ثلاث سنوات من هزيمتها أمام الجهاديين، إلا أنها تواجه اليوم تحديات جديدة، وفق ما يرى مسؤولون وخبراء. ففي العام 2014، تراجعت القوات العراقية من جيش وشرطة أمام تقدم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية الذين سيطروا من دون قتال تقريبا على نحو ثلث أراضي العراق. بعد ثلاث سنوات، استبدل رئيس الوزراء حينها نوري المالكي، وأكد خليفته حيدر العبادي مرارا على أن الدولة العراقية تعود بشكل أقوى وأكثر تنظيما. واليوم يبدو أن هذا السياسي الشيعي قد كسب رهانه، حيث انه تحت قيادته وبدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، استطاع العراق استعادة تكريت، الرمادي، الفلوجة، ثم الموصل، إلى جانب مناطق أخرى. ويقول المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن "اليوم الإشادة والثناء من كل دول العالم، وكل المؤسسات العسكرية التي بعضها أخذ بعضا من الخطط التي طبقت في هذه المعارك ضد داعش وأصبحت تدرس في أكاديميات عسكرية". وأضاف أن "هناك اليوم خبرة متراكمة في مجال الهندسة الميدانية، في مجال مكافحة المتفجرات، في مجال قتال الشوارع وقتال المدن والقتال المفتوح". ويؤكد مسؤول عسكري فرنسي أن العراقيين المدربين على يد جيوش أجنبية، منها الأميركية والفرنسية، "اكتسبت بشكل كبير قدرات في مجال القتال والتنسيق خلال عام". لقد خاضت تلك القوات "قتالا كان ليشكل تحديا لأي جيش في العالم"، وفق ما يشير العميد أندرو كروفت، نائب قائد القوات الجوية في التحالف الدولي. ويؤكد كروفت أن ذلك "عزز ثقة القوات وقدراتها على القتال". وخلال تسعة أشهر من المعارك في الموصل، "أشرس حرب عصابات حضرية منذ الحرب العالمية الثانية" وفق جنرال أميركي، تكبدت القوات العراقية خسائر كبيرة. ولكن بما أنه لم يعد أمامها إلا استعادة الحويجة (شمال بغداد) وثلاث مناطق أخرى في الصحراء الغربية على الحدود مع سوريا، كسبت تلك القوات "ثقة المواطن العراقي والدولي"، كما يشير المحلل السياسي العراقي جاسم حنون. ليس نهاية الخطر غير أن وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أشار مؤخرا إلى أن "الانتصار في العراق لا يعني نهاية خطر داعش". وفي معرض تطرقه إلى مواصلة التنسيق العسكري، لفت إلى أن العراق سيكون في حاجة إلى "أمن وقائي ضد الخلايا الإرهابية العاملة في الظل". ويؤكد حنون أن "داعش قد يعود إلى السياق الأول ويستهدف المناطق الآمنة والأبرياء والأسواق"، موضحا أن "الجهد الأمني لم يرتق بالمستوى المطلوب" لسوء التنظيم وانعدام الشفافية. مسألة مواصلة الدعم والوجود الدولي في العراق محط اهتمام كبير اليوم لبغداد، والتحالف الدولي، وخصوصا واشنطن التي أنهت تواجدها العسكري في العام 2011 بعد اجتياح العام 2003. وبالنسبة لكروفت، فإن العراقيين "أثبتوا أنهم كانوا قادرين على التحرك ضد تنظيم الدولة الإسلامية: الإستراتيجية هي أن يناوروا ونحن ندعمهم". لكن التعاون مع الأميركيين يواجهه سؤال كبير: ماذا ستصبح فصائل الحشد الشعبي التي تسيطر عليها مجموعات مدعومة من إيران؟ وتطالب غالبية القيادات الشيعية بالإبقاء على هذه الفصائل، الخاضعة حاليا لإمرة رئيس الوزراء، بشكلها الحالي. الوجه الطائفي والمسألة الكردية ويقول أستاذ التاريخ الدولي في معهد الدراسات العليا في جنيف محمود ولد محمدو إن الحشد الشعبي "ليس إلا النسخة الأخيرة من التشكيلة السياسية الأمنية الوطنية التي ضاعفها الوجه الطائفي بعد العام 2003". ويرى هذا الخبير بالشؤون العراقية إن وجود تلك الفصائل هو "اعتراف بفشل الجيش الذي شكلته الإدارات الأميركية مع موارد مالية ومادية كبيرة منذ 14 عاما". ويتوقع أن هذا "الجانب الطائفي"، فضلا عن الانتهاكات التي تدينها منظمات غير حكومية معنية بحقوق الإنسان من قبل القوات الحكومية والقوات شبه العسكرية، ستعقد مهمة السلطات. ويضيف ولد محمدو أن "الكراهية الطائفية عادت إلى الظهور مجددا" في وقت تحاول فيه بغداد استعادة ثقة السنة، الذين تم إقصاؤهم من السلطة منذ سقوط نظام صدام حسين في العام 2003. ويواجه العراق أيضا موعدا حاسما، وهو الاستفتاء الكردي على استقلال الإقليم الشمالي والمزمع إجراؤه في الخامس والعشرين من سبتمبر الحالي. وفي حين أن المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية أخرت مواعيد عدة، حددت بغداد موعدا للانتخابات التشريعية والبلدية في ربيع العام 2018. ويشير كيرك سوريل الناشر في دورية تختص بالسياسة العراقية إلى أن الانتخابات ستكون اختبارا للعبادي الذي "جعل من النجاحات العسكرية دعاية" له. ومع ذلك، فإن الصعوبات الناجمة عن انخفاض أسعار النفط "يمكن أن تزن أكثر" من الانتصارات العسكرية للناخبين.

مشاركة :