عمّان: «الخليج»نفت مصادر رسمية تغيير الأردن استراتيجيته بصورة جذرية حيال علاقاته مع إيران، وقطر، وسوريا، وروسيا، وأكدت اتخاذ «مواقف مُتّزنة» على الدوام خالية من «التنافر الحاد»، و«التقارب الشديد».وقال محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، في أعقاب تقارير تحدثت عن «انقلاب» في المواقف الأردنية، لاسيما بعد إعلان التطلع لعلاقات أفضل مع سوريا، وما يفرضه ذلك من امتدادها صوب جهات أخرى: «مواقفنا لم تتغير، فنحن منذ البداية كنا، ومازلنا مع الحلول السياسية في مناطق النزاعات والأزمات، وننطلق من مصلحة عمّان أولاً، بما يتوافق مع الرؤى العربية الجامعة، لاسيما أن الأردن يتحدث باسم رئاسته الدورة الأخيرة لقمة جامعة الدول العربية».وأضاف: «السير باتجاه إيجابي جهة العلاقات مع النظام السوري لا يخالف موقفنا الثابت من الحل السلمي للأزمة، ولا يغفل المعارضة المعتدلة، ولا يفرض علينا التعامل الثنائي مع أطراف لا تدعم الاستقرار والأمن في المنطقة».وأكد المومني أن الأردن ماضٍ في مواقفه المنسجمة مع «وحدة الأشقاء»، والاستمرار في «إجراءات مُتّخذة» طالما بقيت أسبابها قائمة، في إشارة لعدم التراجع حالياً على الأقل حيال تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع الدوحة، وإغلاق مكتب قناة «الجزيرة» في عمّان وربط عودة سفير الأردن إلى طهران والتحرك للعلاقات المباشرة القوية مع أنقرة بالتنسيق مع دول عربية وأجنبية. وعدّت مصادر سياسية الحديث عن «علاقات متينة» مع طهران وأنقرة تحديداً، بعد افتتاح معبر طريبيل الحدودي مع العراق واستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً في عمّان وعقد اتفاقات ثنائية بأنها «مجرد تحليلات تفتقد الدقة».وذكرت المصادر أن الأردن طوال سنوات يعد بمثابة «مركز عمليات عربي» نحو تقارب المواقف والوصول إلى «وساطات» مثمرة وحمل رسائل مُهمّة للأطراف المتباينة.وقال الخبير الاستراتيجي اللواء المتقاعد إبراهيم الطراونة: «ربما يكون هناك تقارب محدود مع طهران وأنقرة وأقوى صوب موسكو ودمشق على اختلاف مستوياته بحسب الأطراف، لكنه يراعي المصلحة الأردنية، ولا يُضحّي على الإطلاق بعلاقات أساسية مع دول الخليج وواشنطن».وأضاف: «الأردن يريد استقراراً تاماً للمناطق الحدودية مع سوريا والعراق وعدم تمدد جماعات إرهابية ناحيته، وهذا منطلقه لقبول مركز عمّان الدولي لمراقبة التهدئة في سوريا بالتنسيق مع موسكو وواشنطن».في السياق، ذكرت مجلة «فورن بوليسي» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أقال سفيرة بلاده في عمّان أليس ويلز من منصبها بطلب من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.وأشارت المجلة إلى «علاقات متوترة» بين «القصر» الأردني وويلز بسبب الاتفاق النووي الأمريكي في عهد باراك أوباما مع إيران.
مشاركة :