أكد علماء مصريون أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الجمعة الماضية أصابت كبد الحقيقة وحددت مسببات الارهاب الذي يعاني منه العالم، وكيفية النهوض لمواجهة هذا التحدى الذي يجب أن يتصدى له الجميع. وأشاروا إلى أن الخطاب قدم خارطة طريق من أجل سلام وأمن الانسانية، وأنه حان الوقت ليستمع العالم كله للنصائح التي يقدمها خادم الحرمين الشريفين وخصوصا في قضية الإرهاب. وقالوا: إن المليك كان أول من حذر من مغبة الصمت العالمي تجاه الإرهاب وتعامل الدول معه كل على حدة دون التوافق على آليات محددة لمواجهة العنف والإرهاب الذي يبدأ فكريا وسرعان ما يتحول إلى لغة الدماء. وفي البداية أشار الشيخ محمد زكي رئيس اللجنة العالمية للدعوة الإسلامية بالأزهر إلى أن ما قاله خادم الحرمين الشريفين لا بد أن يتوقف العالم أمامه طويلا بالبحث والدراسة بوصفه أحد حكماء العالم الذي يضع في حساباته وهو يتكلم مصلحة الإنسانية كلها وليس الأمة الإسلامية فحسب، وقال: «على العالم دراسة ما قاله خادم الحرمين الشريفين والعمل على إيجاد حل سريع للقضية الفلسطينية وإلا سنرى أجيالا لا تؤمن بغير العنف وسيلة لحل كل ما يواجهها من مشكلات». ويضيف: سبق وأن حذر الملك من مغبة ترك القضية الفلسطينية بلا حل وزاد على ذلك بأن وضع صيغة مناسبة للحل وهي المبادرة التي سبق وأطلقها قبل عدة سنوات، ولكن ظن البعض أنهم يستطيعون الحل بضرب الفلسطينيين حتى الموت دون ان يدركوا أنهم يطاردون السراب، وأن الشعب الفلسطيني لن يصمت وقد أثبتت الأحداث بعد نظر خادم الحرمين الشريفين ولم يعد أمام العالم اليوم إلا تفعيل كل مبادراته لتحقيق الأمن والسلام في العالم. وقال الدكتور رأفت عثمان عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر: إن كلمة خادم الحرمين الشريفين جاءت في وقتها المناسب حيث تعاني الأمة من داء عضال هو التطرف الفكري الذي تحول للأسف إلى استخدام العنف للتعبير عن الرأى بما يخالف أحكام وتعاليم الإسلام الوسطي ولهذا لا بد على العلماء ان يهبوا لتلبية نداء خادم الحرمين لمواجهة الإرهاب الذي يضرب في جنبات الامة دون رحمة حيث أصبحت هناك مؤسسات ودول ترعى التنظيمات الإرهابية والهدف هو اختطاف الإسلام وأكد أهمية وضع أطر معالجة العنف الذي سيطر على عقول بعض شبابنا للأسف الشديد. من جهته قال الدكتور عبدالمقصود باشا أستاذ التاريخ الإسلامي وعضو المجلس الاعلى للشؤون الإسلامية بالقاهرة: إن ما قاله خادم الحرمين الشريفين يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الخير باقٍ في هذه الأُمة إلى يوم الدين، وحفظ الله الخيرين المحترمين وفي مقدمتهم الملك عبدالله الذي ما زال يضع مصلحة أمته نصب عينيه ولم يخاطب مرة شعبه الكريم إلا وخاطب معهم الامة الإسلامية كلها موجهًا لها خير النصائح وأهمها، كما لم ينس حتى مخاطبة الإنسانية كلها بهدف وضع سبل تحقيق السلم الأهلي والأمن والسلام العادل حقًا لكل إنسان على وجه الأرض ولهذا يدعو له الجميع أن يمتعه الله بالصحة والعافية ويحقق الخير على يديه. ودعا إلى أن يبادر العالم لتحقيق حلم الملك عبدالله في وضع حد لمعاناة الشعب الفلسطيني والتصدي للعنف غير المبرر، ولو استمع العالم لخادم الحرمين الشريفين في تلك النقطة تحديدًا فسوف يختفي الإرهاب الدموي خلال فترة بسيطة للغاية.
مشاركة :