دعا زعيم «التحالف الوطني» (الشيعي) عمار الحكيم إلى تشكيل حكومة «غالبية وطنية» بدلاً من مبدأ «التوافق»، ومشاركة الجميع في الحكومة «لتصحيح مسار العملية السياسية». كما جدد موقف التحالف الرافض لاستفتاء إقليم كردستان على الاستقلال المزمع تنظيمه نهاية الشهر الجاري. وقال الحكيم في خطبة صلاة عيد الأضحى في بغداد أمس، إن «واجبنا الوطني يحتم علينا أن ندعم قواتنا المسلحة وأن نوفر لها كل مقومات القوة وإدامة زخم الانتصار. ومهما كانت الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد علينا ألا نتراجع عن بناء قدراتنا الدفاعية وتطوير إمكاناتنا القتالية كي يكون هذا الشعب بعيداً من تهديدات الإرهاب التكفيري، وأن تكون للدولة ذراع قوية لتطبيق القانون وأن تكون للوطن درع تحميه». وتابع أن «تيار الحكمة الوطني انبثق من صلب الواقع الذي يعيشه الوطن، وعينه شاخصة لمستقبلكم وهو متمسك بثوابته الإسلامية الأصيلة ومنفتح على كامل مساحة الوطن، وبهمتنا جميعاً نستطيع أن نعبر محطات الإحباط واليأس إلى حيث الأمل والثقة بالمستقبل». وشدد الحكيم على أن «رؤية تيار الحكمة تستند إلى ضرورة مغادرة الأطر القديمة المجربة في إدارة هذا الوطن، ونرى أن الغالبية الوطنية غير الإقصائية هي الحل الأمثل للوصول بالعراق إلى بر الأمان والاستقرار السياسي والنهوض الخدمي والاقتصادي، وليس من الضروري أن يكون الجميع مشاركاً في الحكومة لتكون حكومة توافقية تخدم السياسة أكثر من خدمتها للمواطن العراقي، وإنما أن تتحالف الأطراف المتنوعة من مختلف المكونات والتي تشترك في رؤية واحدة وتتقارب في البرنامج واستشراف المستقبل». وأضاف الحكيم أن «زمن الاصطفافات المذهبية والقومية والمناطقية يجب أن ينتهي، وعلى العراقيين أن يدركوا أنهم جميعاً مسؤولون عن سلامة العراق وبنائه والعمل بقوة من أجل نهوضه، وهذا لا يكون إلا بحكومة وطنية متجانسة وفاعلة ومتفقة على مشروع وطني اقتصادي وخدمي محدد. فقد استهلكتنا التوافقية وجعلت العمل السياسي مرتهناً للمزاجيات والمصالح الضيقة والابتزاز». وأوضح أن تيار الحكمة «منفتح على قوى وطنية تؤمن بالعراق وتلتقي معنا في المتبنيات لتتكامل جهودنا في المرحلة المقبلة». وأشار إلى أن العراق يحتاج بعد القضاء على الإرهاب للتسامح «مهما كان صعباً»، وشدّد على أن «الغالبية الوطنية الشاملة لكل مكونات الوطن ستكون هي المصداق الأكبر على تجاوزنا لمحنتنا وانطلاقنا نحو المستقبل من دون التعثر بأخطاء الماضي». ولفت الحكيم إلى أن مدة رئاسته الدورية للتحالف أوشكت على الانتهاء، ودعا مكونات التحالف إلى الإسراع في اختيار رئيس للدورة المقبلة، مبيناً أنه «سبق أن أعلنا عن هذا الطلب قبل أربعة أشهر كي يكون للأخوة في الهيئة القيادية الوقت الكافي لاختيار البديل». ونوه إلى أن «العراق هو الطريق البري الذي يربط الجمهورية الإسلامية (إيران) بالمملكة العربية السعودية، وما بين إيران وتركيا والسعودية سيكون العراق قلب المثلث الذهبي لمستقبل اقتصادي واعد، ونحتاج للحكمة والرؤية والقرار القيادي الشجاع كي يكون العراق هو المبادر لخلق العلاقة التكاملية بين دول المنطقة الكبرى».
مشاركة :