نحو 50 راقصة من أبناء وبنات محافظة المنيا شاركن في أول عرض لفن الباليه بالصعيد ضمن مجموعة ألوانات للفنون والثقافة.العرب [نُشر في 2017/09/03، العدد: 10740، ص(24)]عرض الباليه كان له وقع السحر على مجتمع محافظ المنيا (مصر) - تحاول مجموعة "ألوانات للفنون والثقافة" منذ تأسيسها في محافظة المنيا بصعيد مصر قبل سنوات قليلة، تقديم أنشطة متنوعة، لكن عرض الباليه الذي قدمته أمام أبناء المحافظة كان له وقع السحر على مجتمع محافظ لم يألف هذا النوع من الفنون. وقدمت مجموعة ألوانات على مسرح ديوان محافظة المنيا التي تقع على بعد 241 كيلومترا جنوب القاهرة، ما وصفته بأنه “أول عرض لفن الباليه بالصعيد” بمشاركة نحو 50 راقصة من أبناء وبنات المحافظة. وشملت فقرات الحفل عروضا لأعمار مختلفة من الراقصين الذين تدرّبوا على الباليه في المركز، وعرضا خاصا. وعرض منظمو الحفل فيلما تسجيليا عن الطفل مارك مينا (9 سنوات) الذي وصفوه بأنه “أول راقص باليه في الصعيد” مع والدته ليليان عبدالله، تضمن الصعوبات والانتقادات التي واجهتها هي وابنها، الولد الوحيد ضمن فريق مكون من العشرات من البنات. وقالت ليليان “سددت أذني عن كل الانتقادات التي واجهتني كأم صعيدية تشجع ابنها على أن يكون راقص باليه. وسأساند ابني لكي يحقق حلمه بأن يرقص باليه على مسرح دار الأوبرا المصرية في يوم من الأيام”. وفي الصفوف الأمامية جلست نهى فتحي (32 عاما) تترقّب بفرحة وشغف ظهور ابنتها سلمى (8 سنوات) على المسرح. وقالت “أشعر بالفرحة لأن ابنتي ناجحة وسعيدة بما تفعل، سلمى فراشة كما نسمّيها، وكونها تشارك في أول عرض للباليه بالصعيد فهذا يجعلني أشعر بأنها تشارك في صنع حدث تاريخي وأنها جزء من هذا الحدث الفريد”. وقالت سارة ماهر، منظمة الحفل وهي من مؤسسي مجموعة ألوانات، “أغلب الناس يعتبروننا مجانين، لكننا نصدق أحلامنا في مجتمع متطور ومتحاب عبر الفنون والثقافة”. وأضافت “بدأنا من تحت الصفر، وربما الصفر لم يكن موجودا من الأساس. لم يكن لدينا مكان ثابت لكننا نؤمن بالفكرة، فبدأنا بالخروج في القرى وخلق مبادرات على الكورنيش وفي الشارع”. وقال ماركو عادل مؤسس المجموعة إن إنشاء مدرسة لفن الباليه واجه مصاعب لا تتعلق فقط بعادات المجتمع وتقاليده، لكن أيضا بالوعي الثقافي والفكري. وأضاف “المبدأ الأول لنا نختصره في كلمتين ‘هانغير بالفن’ ومن الضروري أن نصنع التغيير عن طريق الأطفال لأنهم كبار الغد”.
مشاركة :