القاهرة تتطلع إلى المزيد من تبادل الخبرات الناجحة في التنمية مع دول المجموعة، لأن هذه الدول الخمس هي الأسرع نموا في العالم حاليا.العرب سمير الشحات [نُشر في 2017/09/04، العدد: 10741، ص(2)]اهتمام متبادل القاهرة – تنظر الأوساط السياسية المصرية باهتمام كبير إلى مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة دول مجموعة البريكس الخمس (الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا)، والتي بدأت الأحد بمدينة شيامين جنوب شرق الصين وتستمر حتى 5 سبتمبر الحالي. وتؤكد دعوة السيسي أهمية الدور المصري بالنسبة لتلك الدول، فهي الدولة العربية والأفريقية الوحيدة التي تمت دعوتها. وتأتي هذه المشاركة في إطار رغبة القاهرة الدخول في شراكات اقتصادية دولية تساعدها على المضي قدما في برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأته، وتسعى من خلاله إلى جذب المزيد من الاستثمارات الخارجية في مشروعاتها الكبرى، خاصة مشروع تنمية إقليم قناة السويس. وتتطلع القاهرة إلى المزيد من تبادل الخبرات الناجحة في التنمية مع دول المجموعة، لأن هذه الدول الخمس هي الأسرع نموا في العالم حاليا. وأشار مسؤولون صينيون بالقاهرة إلى أن حرص بكين على دعوة السيسي إلى قمة شيامين يرجع إلى الرغبة في فتح حوار أكبر مع الدول النامية في إطار ما تطلق عليه معادلة (5 + 9)، أي دول البريكس الخمس إضافة إلى 9 من الدول النامية من القارات الخمس من بينها مصر. وقالوا إن الصين باتت ترى في الاقتصاد المصري فرصا متزايدة للاستثمار بالنسبة للشركات المتعددة، خاصة في المشروعات القومية الكبرى. ولفت متابعون إلى أن هذا التجمع له أبعاد سياسية، وتريد القاهرة أن تكون البوابة الرئيسية لدوله في المنطقة العربية والشرق الأوسط وأفريقيا، على خلفية دورها المتصاعد في بعض القضايا والأزمات التي تشهدها المنطقة. وسعت مصر منذ سنوات إلى الانضمام لعضوية البريكس، غير أن الأحداث التي شهدتها بعد ثورة 25 يناير 2011 عطلت هذا الانضمام، وسبقت دولة جنوب أفريقيا مصر في هذا السياق وانضمت لهذا التجمع الحيوي. وقال مراقبون إن مصر تسعى في الوقت الراهن إلى إعادة رسم دوائر سياستها الخارجية وتنويعها بدلا من الاعتماد على الدائرتين التقليديتين، روسيا في الخمسينات والستينات من القرن الماضي، والولايات المتحدة منذ السبعينات وحتى الآن، ولفتوا إلى أن أولويات السياسة الخارجية تعتمد على أسس اقتصادية، وفي هذا الإطار يمكن فهم التوجه الواضح نحو الصين. وأكد السفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية أن دعوة السيسي إلى قمة شيامين تكشف عمق التقدير لمصر على المستويين الإقليمي والدولي، وتعكس حرص بكين على تعميق الشراكة الإستراتيجية مع مصر. وكانت الصين دعت ممثلي عدد من الأحزاب السياسية المصرية ومنظمات المجتمع المدني والمجلس المصري للشؤون الخارجية للمشاركة في ندوات وورش عمل بمدينة فوجو جنوب شرق الصين في يوليو الماضي مع نظرائهم من خبراء البريكس. وحظيت مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ في سبتمبر عام 2013 بترحيب مصري، في إشارة إلى سعي القاهرة لمشاركة سياسية واقتصادية أكبر اعتمادا على التعاون المشترك مع بكين.
مشاركة :