كيلومترات تفصل النظام السوري عن قلب دير الزور

  • 9/4/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تبدو الأزمة السورية في طريقها إلى الحسم العسكري ميدانياً لمصلحة النظام السوري وحلفائه، غير ان البيدر السياسي سيأتي بخلاف الحقل الميداني، اذ إن تعقيدات الحل السياسي لا تزال تراوح مكانها من دون اي حسم، وان كان الجميع سلّم ببقاء الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية، غير ان شكل النظام الهجين وصلاحيات الرئيس وغيرها من الامور لم تتبلور بعد، وهي بحسب محللين ستكون رهينة القرار الروسي الذي يهيمن حالياً، ولكنه ليس الوحيد، اذ ان اي حل يتطلب موافقة من الاطراف الغربية وبالتحديد الولايات المتحدة، وهو ما يحتم على الروس التنسيق التام مع الغرب ودول الجوار السوري. وفي انتظار ذلك يبقى الميدان مستعراً ضد تنظيم داعش والفصائل المتطرفة، والانظار تتجه نحو ادلب بعد دير الزور، فقد ألقى الطيران الحربي التابع للنظام امس منشورات على عموم محافظة إدلب، تضمنت عبارات ونداءات من النظام إلى أهالي المدينة. ونشرت صفحات محلية من إدلب صورا للمنشورات، مؤكدة أن «طائرة سوخوي 34 مرافقة مع طائرة البجعة جالت في سماء المحافظة». وجاء في المنشورات عبارات متكررة دعت إلى الانضمام إلى «المصالحة المحلية» باعتبارها «ضمانة العودة إلى الحياة الطبيعية والآمنة». وأحد المنشورات تضمن عبارة «لا تنسوا أن هذه الأزمة ما كانت لتحصل لولا تدخل الغرباء الذين كانوا السبب وراء ما حدث من قتل وتشريد ودمار». وعرضت المناشير «حقن الدماء والعفو عمّن غرر به وتسوية أوضاع الذين يتخلون عن سلاحهم طواعية ولن يلاحق أي منهم». وتسيطر جبهة النصرة الارهابية على إدلب، وقد فتحت سيناريوهات تدخل دولي، في وقت تسعى تركيا وايران إلى ايجاد مخرج آخر بالتعاون مع مؤسس «الجيش الحر» العقيد رياض الأسعد، الذي شارك في إحدى المبادرات التي تمهد لعقد «مؤتمر عام» داخل إدلب، تجتمع فيه الشخصيات والإدارات والفصائل العسكرية وسط طرح تشكيل مجلس قضاء وشرطة وجسم عسكري واحد للمحافظة. قلب دير الزور إلى ذلك، تقدمت قوات النظام والميليشيات المساندة بتسارع ملحوظ خلال الساعات الماضية، وغدت على بعد أقل من عشرة كيلومترات لفتح طريق إلى نقاط سيطرتها داخل مدينة دير الزور. ووفق خارطة السيطرة الحالية، اجتازت قوات النظام «حقل الخراطة» النفطي، متقدمة من عمق البادية، تزامنا مع تقدمها من مدينة السخنة، وصولا إلى تخوم منطقة كباجب، مقتربةً من حقل الشولا، النقطة الأقرب إلى المدينة. الإعلام الرسمي للنظام ، قال إن «الجيش السوري يتابع عملياته في ريف دير الزور الغربي، ويسيطر على عدد من النقاط والتلال الحاكمة». بينما لم يُعلق تنظيم داعش على مجريات المعارك في المنطقة. وتقتصر مساحة المنطقة التي ينتشر فيها داعش غربي دير الزور حاليا، على حوالي 60 كيلومترا مربعا. ويسيطر التنظيم على معظم دير الزور، بينما تنتشر قوات الأسد في بعض الأحياء داخل المدينة والمطار العسكري. وأفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة تدور في محيط اللواء 137 الواقع غرب مدينة دير الزور» والمتصل بالاحياء التي تسيطر عليها قوات النظام في المدينة. فعليا ما هي إلا ساعات وينتهي حصار المدينة، المحاصرة منذ مطلع عام 2015، وبينما تستمر قوات النظام في التقدم وصولا إلى عمق المدينة، تتوالى التحليلات عن سبب الانهيار المفاجئ للتنظيم في المنطقة. وربط بعض الناشطين التقدم المتسارع بصفقة القلمون، التي جرت بين التنظيم و«حزب الله» والنظام. في وقت اشار مصدر عسكري في النظام الى «انهيارات متتالية للتنظيم في الريف الغربي لدير الزور، ما سمح للجيش بالتقدم السريع والوصول الى مسافة عشرة كيلومترات عن القوات المُحاصرة». وأكد أن «فك الحصار عن وحدات الجيش السوري في دير الزور لن يستغرق الا ساعات». بدوره، قال محمد إبراهيم سمرة محافظ دير الزور إن النظام سيصل إلى المدينة في غضون 48 ساعة. وأضاف أن الجيش متواجد الآن على بعد ما بين 18 و20 كيلومترا من طرف المدينة. وكانت قوات الأسد سيطرت على بلدة عقيربات شرق حماة، وقرية مسعدة ومزرعة رسم قنبر والمنطقة المحيطة بعد معارك كر وفر مع التنظيم. ويأتي هذا التقدم في وقت خسر تنظيم داعش سيطرته على اكثر من نصف مساحة مدينة الرقة، معقله في سوريا. وبعد طردهم من المدينة القديمة في الرقة، لا ينفك مقاتلو التنظيم عن محاولة التسلل اليها، لكن قوات سوريا الديموقراطية وقناصتها المتمركزين في الطوابق العلوية يحبطون تحركاتهم بدعم من التحالف الدولي بقيادة اميركية. وفي أحد شوارع المدينة القديمة للرقة، يتجول مقاتلون من قوات سوريا الديموقراطية مدججين بالسلاح بين أبنية مدمرة واخرى تصدعت طوابقها العلوية، فيما تملأ المكان رائحة منبعثة من جثث ملقاة على الطريق تعود لجهاديين قتلوا خلال المعارك. (دمشق- ا ف ب، رويترز)

مشاركة :