ثلاثة كيلومترات تفصل دير الزور عن «حرب جديدة»

  • 9/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت في سورية أمس (الجمعة) تصريحات تنبئ باصطدام قوات النظام السوري مع «قوات سورية الديموقراطية» بعد انتهاء الطرفين من معركتيهما المنفصلتين لتحرير مدينة دير الزور من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وسط أنباء تفيد بأن المسافة الفاصلة بينهما أصبحت ثلاثة كيلومترات. واتهم التحالف الدولي بقيادة واشنطن اليوم، الطيران الروسي بشن غارة أدت إلى إصابة مقاتلين من «قوات سورية الديموقراطية» وهو ما نفته موسكو في وقت سابق. وقال التحالف في بيان: «ان قوات روسية ضربت هدفا في شرق الفرات في سورية قرب دير الزور ما ادى الى اصابة قوات شريكة للتحالف». واضاف ان «الذخائر الروسية اصابت موقعا كان يعلم الروس انه يضم قوات سورية الديموقراطية ومستشارين للتحالف. لقد اصيب مقاتلين عدة من قوات سورية الديموقراطية وعولجوا بعد الضربة». وكانت «قوات سورية الديموقراطية» أعلنت في بيان اليوم أن طائرات روسية وسورية قصفت مواقع لها في محافظة دير الزور. وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها «قوات سورية الديموقراطية» استهدافها من قبل الطيران الروسي. وقالت «قوات سورية الديموقراطية» في بيانها «في الساعة الثالثة والنصف من صباح اليوم (السبت) تعرضت قواتنا في شرق الفرات إلى هجوم من جانب الطيران الروسي وقوات النظام السوري استهدفت وحداتنا في المنطقة الصناعية» التي تبعد حوالى سبعة كيلومترات عن الضفة الشرقية لنهر الفرات مقابل مدينة دير الزور. وأسفر القصف، وفق البيان، عن «إصابة ستة من مقاتلينا بجروح مختلفة». لكن ناطقاً عسكرياً باسم الجيش الروسي نفى اليوم قصف طيران بلاده الحربي مواقع لـ «قوات سورية الديموقراطية» في محافظة دير الزور. وقال الناطق ايغور كوناشينكوف أثناء وجوده في قاعدة حميميم الجوية في غرب سورية «هذا غير ممكن، لماذا نقصفهم؟». واعتبرت «قوات سورية الديموقراطية» أن في وقت تحقق فيه «انتصارات عظيمة ضد داعش في الرقة ودير الزور ومع اقتراب الإرهاب من نهايته المحتومة تحاول بعض الأطراف خلق العراقيل أمام تقدم قواتنا». جاء ذلك في وقت قال فيه الناطق باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد «داعش» الكولونيل الأميركي ريان ديلون، إن ساحة الحرب في ديرالزور «مكتظة»، وإن «قوات سورية الديموقراطية» لن تدخل المدينة. وأضاف عبر مجموعة تغريدات في موقع «تويتر» أن الخطة هي أن تتحرك «قوات سورية الديموقراطية بمحاذاة وسط وادي نهر الفرات». وقال ديلون «الخطة هي عدم الذهاب إلى مدينة دير الزور، هناك كثير من مقاتلي داعش ما زالوا يسيطرون على معاقل في وسط وادي الفرات». تزامن ذلك مع إعلان تحالف عسكري موال للجيش السوري اليوم بدء هجوم في شرق البلاد لطرد «داعش» من أجزاء في المنطقة الحدودية مع العراق. وقال التحالف المؤلف من مسلحين مدعومين من إيران إن الهجوم، الذي يتم بدعم من الجيش السوري وغطاء جوي روسي، بدأ في الطرف الجنوبي لمحافظة دير الزور. وأضاف أن الهجوم سيستهدف «داعش» حتى بلدة البوكمال حيث يلتقي نهر الفرات بالحدود العراقية. وكانت القوات المسلحة العراقية قالت اليوم إنها بدأت هجوماً لطرد «داعش» من المنطقة الحدودية التي تضم بعض آخر البلدات التي تخضع لسيطرة التنظيم في البلاد. وتتقدم قوات النظام المدعومة بضربات جوية روسية ومسلحين موالين لإيران، من جهة الغرب بعدما تمكنت الأسبوع الماضي من كسر حصار فرضه «داعش»على مدينة دير الزور عاصمة المحافظة التي تقع على الضفة الغربية من نهر الفرات. وكذلك تتقدم قوات «المجلس العسكري في دير الزور» التي تقاتل تحت لواء «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة، من الجهة الشرقية للفرات. وتجنب كل طرف في معظم الأوقات اعتراض طريق الآخر فيما شكّل نهر الفرات خطاً فاصلاً بينهما في المحافظة الغنية بالنفط والمتاخمة للحدود العراقية والتي تعد آخر موطئ قدم أساسي لـ «داعش» في سورية والعراق. وقال رئيس «المجلس العسكري في دير الزور» أحمد أبو خولة اليوم إن «المجلس لن يسمح لقوات الحكومة السورية بعبور نهر الفرات» في إطار محاولتها لاستعادة السيطرة على شرق سورية، لكن روسيا قالت إن وحدات من الجيش عبرت بالفعل النهر قرب مدينة دير الزور. وحذر أبو خولة القوات الحكومية وحلفاءها من إطلاق النار عبر النهر مع اقتراب قواته من المنطقة، مشيراً إلى أن ذلك حدث بالفعل أخيراً. وقال: «الآن يوجد بيننا وبين الضفة الشرقية ثلاثة كيلومترات. بعد وصول قواتنا إلى تلك المنطقة أي طلقة تصدر باتجاه هذا المكان فسنعتبرها استهدافاً لمجلس دير الزور العسكري». وتابع: «نحن أخبرنا النظام وروسيا أننا قادمون إلى ضفة نهر الفرات وهم يرون قواتنا تتقدم... لا نسمح لا للنظام ولا لمليشياته بالعبور إلى الضفة الشرقية». ورد أبو خولة على الأنباء الروسية، قائلاً إن «الأمر لا يتعدى الدعاية... لم يعبر أحد النهر»، قائلاً إن إدارة مدنية ستتشكل لإدارة المناطق التي ستتم السيطرة عليها من محافظة دير الزور من يد الدولة الإسلامية بما يشمل حقولاً نفطية في المنطقة. وأضاف أن الحكومة السورية «نظام لا يصلح لقيادة شعب وإدارة شعب». في المقابل، قالت مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان اليوم إن «الحكومة السورية ستقاتل أي قوة، بما في ذلك قوات تدعمها الولايات المتحدة، من أجل استعادة السيطرة على كامل البلاد». وأضافت في مقابلة مع تلفزيون «المنار» التابع لـ «حزب الله»: سواء كانت قوات سورية الديموقراطية أو داعش أو أي قوة أجنبية غير شرعية موجودة في البلد تدعم هؤلاء، فنحن سنناضل ونعمل ضدهم إلى أن تتحرر أرضنا كاملة من أي معتد. وأشارت إلى أن «الأمر لن يتحقق بين عشية وضحاها». وفي هذا السياق قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا إن الجيش السوري عبر بالفعل النهر. وأضافت في مؤتمر صحافي: «بعد انتصار كبير قرب دير الزور يواصل جيش الحكومة السورية طرد إرهابيي تنظيم الدولة الإسلامية من المناطق الشرقية من البلاد». وتابعت: «تم تحرير ضواحي هذا المركز الإقليمي. نجحت وحدات متقدمة في عبور الفرات وتتخذ مواقع على الضفة الشرقية» من دون أن تحدد الموقع.

مشاركة :