أنهى رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري زيارة رسمية إلى فرنسا اتسمت بأهمية خاصة من أكثر من زاوية، في وقت تتلبّد الأجواء بين القوى السياسية مع عودة مناخ الاحتقان وتبادل الاتهامات حول ملفات عديدة بينها صفقة (حزب الله- داعش) الأخيرة، وملف عودة اللاجئين السوريين والتنسيق مع النظام السوري، وذلك في ضوء موقف رئيس الحكومة من فرنسا، حيث أكد رفض عودة هؤلاء ما دام الرئيس بشار الأسد في سدة الحكم ما استدعى ردودًا من الداخل تولاها حزب الله الذي رفع سقف التصعيد إلى أعلى درجاته. وكان وزير الزراعة غازي زعيتر أعلن عن «مباحثات جرت حول الاتفاقات المعقودة بين لبنان وسوريا خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق»، موضحاً أن «الاتفاقات تتعدّى الـ36 اتفاقاً وأن هناك لقاء قريباً مع وزير الزراعة السوري لاستكمال المباحثات حول تفعيل الاتفاقات وفتح المعابر. وتعليقاً على تصريح زعيتر، أعلن عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب فادي كرم أنه «لا يحق للوزير زعيتر توقيع أي اتفاق رسمي، ولا يستطيع أن يلزم الحكومة اللبنانية بأي اتفاق، لأن موقف الحكومة واضح لجهة إبقاء العلاقة بين لبنان وسوريا على مستوى الإدارات والمؤسسات وعدم أخذها إلى السياسة باعتبار أن لا اعتراف على هذا المستوى بسوريا لا دولياً ولا عربياً ولا لبنانياً». ملف العسكريين أما ملف التحقيق في ملابسات خطف العسكريين وتحميل المسؤوليات لهذا الفريق أو ذاك، فقد استمر على رغم أن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان دعا إلى عدم تراشق الاتهامات لأن الجميع كان في الحكومة آنذاك، في وقت من المنتظر صدور نتائج فحوصات الـ«دي أن إيه» للتثبت من هوية جثمان كل شهيد من شهداء الجيش الثمانية. وفي هذا السياق شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على تأييده أي تحقيق في قضية العسكريين بحيث يجب أن يبدأ من الفصل الأخير لنرى من عمل على تهريب تنظيم داعش الإرهابي. ووسط توالي الردود على بيان حزب الله الذي دعا فيه إلى الرأفة بقوافل داعش التي يمنعها التحالف من إكمال طريقها إلى دير الزور، أوضحت مصادر الحزب أن حزب الله في موقع «المُنتصر» الذي لا يخضع للمساءلة من أي جهة، إنما نحن من يحق له فتح باب النقاش حول استحقاقات لها علاقة بمعركة الجرود»، موضحةً «أن ما تحقق من نصر في المعركة أكبر بكثير من ضجيج المواقف التي لا تقدّم ولا تؤخّر، نحن نتعاطى مع الموضوع من منطلق إنساني بحت وليس غرائزياً». زيارة باريس وفي شأن نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري إلى باريس أوضحت مصادر مطّلعة أن الزيارة عكست اهتماماً فرنسياً بلبنان من خلال اللقاء الذي دام أكثر من 40 دقيقة بين الحريري والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي حرص بدوره على كشف النقاب عن 3 أمور لها علاقة بلبنان وتحدياته وتحمل بصمات فرنسية: أولاً، الإعلان عن مؤتمر دعم دولي يُعقد في إيطاليا العام المقبل لمساعدة الجيش اللبناني، ثانياً الإعلان عن مؤتمر دولي في باريس للمانحين والمستثمرين «باريس – 4» للنهوض بالاقتصاد اللبناني إضافة إلى تفعيل مجموعة الدعم الدولي لرفد الاقتصاد بمساعدات مالية، وثالثاً تنظيم مؤتمر في الفصل الأول من عام 2018 «حول عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، يتم خلاله وضع أسس لتنظيم العودة الآمنة لهؤلاء إلى مناطق خفض التوتر في سوريا. (بيروت- المركزية، النشرة)
مشاركة :